بقلم الحاج بن معمر
منصات الإعلام ليست كلها سواء، بعضها يكتفي بالرصد والتوثيق، وبعضها يغوص في العمق، يتماهى مع القضايا العادلة، يعانقها كما تعانق الروح الجسد.
و"بركة نيوز" ليست مجرد منصة إعلامية رقمية، بل روح ناطقة بحقيقة الجرح الفلسطيني، وضمير يصرخ في وجه التجاهل، وقلم لا يعرف الحياد حين يتعلق الأمر بفلسطين.
لماذا ترافع بركة نيوز لأجل فلسطين؟ لأن فلسطين ليست مجرد خبر، بل وجع متوارث في الذاكرة، جرح لا يندمل، وحكاية لا تنتهي، لأنها ليست قضية شعب فقط، بل قضية أمة، ضميرها المغيّب، وعنوان عزتها الغائب.
من هنا، تولد مسؤولية الإعلام الحقيقي، الإعلام الذي لا يقف متفرجًا في حضرة المذبحة، ولا يصمت في زمن القتل الممنهج، ولا يساوي بين الضحية والجلاد. فكيف إذا كانت فلسطين هي تلك الضحية، وذلك النداء المصلوب على أسلاك الصمت العربي والدولي؟ بركة نيوز تعرف أنها ليست منصة محايدة، بل منحازة للحق، للعدالة، للإنسانية.
هي تصرخ في وجه الظلم حين يسكت العالم، وتوثّق القتل حين تُزيف الحقائق، وتفضح الاستعمار حين تُغسل جرائمه بماء الدبلوماسية الخادعة.
هي لا تبحث عن "توازن" زائف في تغطيتها، لأن من يقف على ضفة المجازر لا يساوي من يصنعها، ومن يُقتلع من أرضه لا يشبه من يغرس الموت في بيوت الآخرين.
بركة نيوز لا تنقل الخبر فقط، بل تحفره في الذاكرة في زمن الانهيار الأخلاقي، حيث تُباع القضايا في أسواق المساومة، تقف بركة نيوز شامخة، كمنارة تهتدي بها عيون الباحثين عن الحقيقة.
تغوص في التفاصيل، تنقل حكايات الأمهات الثكالى، الأطفال المشردين، الشهداء الذين غادروا بصمت، المقاومين الذين كتبوا بدمهم سطورًا من المجد.
هي لا تكتفي بالنقل، بل تصوغ الخبر بوجدان، تصنع من الكلمات خنادق، ومن الصور أدلة، ومن المقالات صرخات مدوية، كل منشور فيها يشبه قصيدة حزن، وكل تقرير يشبه لافتة احتجاج، وكل فيديو يختزن وجع وطن يُسحق على مرأى العالم. الإعلام مسؤولية..
وفلسطين امتحان الصدق أن تتحدث عن فلسطين في عالم خانع يعني أن تقف في خندق المقاومة، أن تكتب عنها يعني أن تحمل صليبًا من شوك، وتكتب على جبينك أنك اخترت الكفاح لا الحياد، و"بركة نيوز" اختارت هذا الطريق دون تردد. آمنت بأن الإعلام الحقيقي ليس أداة لتزييف الوعي، بل وسيلة لتحريره وأن نقل الحقيقة عن فلسطين ليس رفاهية، بل واجب أخلاقي وإنساني.
اختارت بركة نيوز أن تكون مرآة للواقع الفلسطيني، لا تشوهه، ولا تخضعه لمقاييس محددة، رفضت أن تكون بوقًا للسطحية، أو ورقة تُطوى في سجلات التطبيع.
اختارت أن تصرخ، أن تفضح، أن تفتح جراح الذاكرة، لأن الصمت على فلسطين خيانة، والتواطؤ مع سردية المحتل جريمة.
حين تصبح الكلمة مقاومة في قاموس بركة نيوز، الكلمة ليست حبرًا على ورق، بل رصاصة في وجه المحتل، صفعة للضمير العالمي النائم، قبضة ترفعها في وجه الطغيان، هي تصنع من الكلمات متاريس، ومن الحروف جبهات، لأنها تؤمن أن معركة الرواية لا تقل شراسة عن معركة البندقية.
بل أحيانًا، تكون الكلمة أقوى من الرصاص، لأنها تخترق جدران الكذب، وتهز عروش الزيف، وتوقظ العالم من غفوته. وأخيرًا... لأن بركة نيوز تعرف أن فلسطين لا تنتصر إلا إذا انتصرت الرواية، ولا تحيا إلا إذا بقي الصوت صادقًا، فإنها تظل في الميدان، لا تتعب، لا تهادن، لا تصالح.
تقاتل بالكلمة، تصدح بالحقيقة، تفتح نوافذ الوعي، وتمنح فلسطين ما تستحق: منبرًا يليق بدمها، وشاشة تليق بقضيتها، وإعلامًا يعرف أن العدل لا يُطلب همسًا، بل يُنتزع صراخًا، بركة نيوز، لأنها آمنت أن فلسطين ليست قضية تنتهي، بل وطن لا يموت.