226
0
بلمهدي يدعو إلى دق ناقوس الخطر للحد من المخدرات

تحت شعار "من أجل شباب واع، ومجتمع آمن من آفة المخدرات"، افتتحت صبيحة اليوم الثلاثاء، أشغال الحملة الوطنية التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بعنوان: "خطر المخدرات على التماسك المجتمعي واللحمة الوطنية"، وذلك بدار الإمام بالمحمدية - الجزائر.
بثينة ناصري
وبالمناسبة، أكد وزير الشؤون الدينية والاوقاف، يوسف بلمهدي، أن هذه الحملة الوطنية تندرج في السياسة العامة لرئيس الجمهورية ضمن الاستراتيجية العامة لمكافحة المخدرات، التي تحتوي على العديد من النشاطات التي ترافق المدمنين وكذا المسجونين، مثمنا ما جاء به قانون مكافحة المخدرات باعتبار هذه الآفة "حرب غير معلنة عنها".
وأكد بلمهدي أن الجزائر اليوم لم تصبح منطقة عبور بل أصبحت منطقة استهلاك وهذا بالنظر لنسبة الأعمار الصغيرة المدمنة والتي تريدون من خلالها تدمير المجتمع بضرب كل الفئات العمرية، ولهذا ضربت الدولة الجزائرية بيد من حديد للحد من هذه الظاهرة المتفاقمة، موضحاً أن السنة الفارطة قام القطاع بالعديد من الاعلانات والنشاطات للانتصار على هذا الوضع المتأزم.
وأفاد وزير الشؤون الدينية أن اللقاء سيذكر فيه معانات الأسر التي تكتشف ادمان ابنها لهذه المخدرات، مؤكدا أنها حملة تمس كل التراب الوطني على مدار السنة حيث ستكون كل النشاطات الخاصة بالقطاع تسير نحو الكف عن استهلاك وترويج هذه المخدرات.
ويرى بلمهدي أن الوقوع في شباك المخدرات والادمان مسألة "غير سهلة" تؤدي بصاحبها إلى التخلي عن نفسه بغية أخذ جرعة من هذه الآفة، وقال في هذا الصدد "لا يمكن تصور مجتمع الفضيلة حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان هنالك الخمر، لكن يجب النهوض والتحلي بالعزيمة للقضاء نوعاً ما على هذه الآفة".
ودعا الوزير إلى"دق نقاوس الخطر" نظرا للانتشار الواسع للمخدرات، مجددا الدعوة للآئمة والاخوات إلى دراسة معانات الأسر نفسيا واجتماعيا، التي ترى اختطاف ابنها من قبل هذه الآفة وأمام أعينهم، منوها إلى عدد من النماذج و الاحصائيات الكبيرة التي أنقذها المسجد والأئمة من هذا المستنقع ورجعت إلى الطريق الصحيح.
وأشار بلمهدي إلى عدد من الحوادث التي يشهدها المجتمع خاصة المتعلقة بالمراهقين الذين ادخلوا إلى المجالس التأديبية، مؤكدا أن هذا الواقع أراد تدمير المجتمع الجزائري وضرب الوحدة الوطنية، مشددا على أهمية الترويج للكلمة الحسنة وتغيير المنكر باعتبار هذه المخاطر لا يسلم منها انسان بالسهل، وهذا في إطار تأدية "واجب وطني" تدعوا إليه الجزائر، معبرا عن أمله في تخطي هذا الوضع بتظافر مجهودات كل القطاعات ودعوات المساجد ومراقبة الأهل لاولادهم.
ومن جهته أشار المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، سعيد زرب، للجهود الجبارة التي تقوم بها مختلف القطاعات، أين قامت ادارة السجون بتسطير العديد من البرامج، وتم ضبط أكثر من 633 إمام ومدرس ومرشد ومرشدة داخل المؤسسات العقابية، معتبرا إياه أمر مهم جدا للتواصل باستمرار وتدريس الابناء واعطائهم تكوين روحي وديني يساهم في التخلص من هذه الآفات الاجتماعية الخطيرة، ويقومون بعدها ببناء الانسان بأسس متينة، وتعطيه فرصة بعدم الرجوع لهذه الجريمة مرة أخرى.
وأبرز زرب أنه تم فتح 465 قسم دراسي وأصبحت كل مؤسسة عقابية تحوي على فضاء للتعلم، مضيفا أن هناك برامج أخرى تابعة لعدة قطاعات وزارية كوزارة الصحة، الشباب والرياضة، المجتمع المدني، وغيرها من القطاعات وكل هذا يدخل ضمن برنامج الدولة.
كما ثمن المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الدور الكبير الذي يؤديه الأئمة داخل المؤسسات العقابية، في التوجيه والإرشاد وتحفيظ القرآن الكريم للنزلاء، وهو ما يسهم في تحقيق توبة صادقة لدى العديد منهم، واستقامتهم واندماجهم لاحقاً في المجتمع، دون العودة إلى الانحراف.
في سياق ذو صلة، نوه طارق كور، المدير العام الجديد للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، في كلمة له، للاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، مبرزا إلى القانون الجديد المتعلق بمحاربة المخدرات الذي شرعه البرلمان الجزائري، الذي يتضمن جملة من القواعد الوقائية والردعية من شأنها الحد من هذه الظاهرة المتفاقمة.
وشدد ذات المتحدث على أهمية الدور المحوري الذي يضطلع به الأئمة والمرشدات الدينيات، من خلال ما يقدمونه من جهود توعوية وتحسيسية داخل المساجد وخارجها، لتحصين الشباب من هذه الآفة التي تهدد الأمن المجتمعي.