43

0

بلا كلل ولا ملل نصرة لفلسطين.. الجزائري عمار بن جامع يواصل انجاز الملحمة الدبلوماسية

بقلم: سعيد بن عياد

منذ أول يوم شغل فيه مقعد ممثل الجزائر في مجلس الأمن الدولي في جانفي 2024، لم يتوقف الدبلوماسي الجزائري الأصيل عمار بن جامع عن الدفاع بلا كلل ولا ملل عن الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته المستقلة، وفقا لقواعد ومبادئ الشرعية الدولية واضعا المجتمع الدولي أمام مسؤوليته التاريخية القانونية والأخلاقية في انهاء حرب الابادة التي يشنها الكيان الصهيوني منذ سنتين على سكان قطاع غزة والضفة الغربية.

وفي آخر جلسة لمجلس الأمن الدولي صدح بن جامع بصوت عال متأسفا لما اصبحت عليه هذه الهيئة الدولية من جهاز مكلف وفقا لميثاق الأمم المتحدة بضمان السلم والأمن الدوليين الى أداة بيد أقوياء العالم يدافعون من خلال استخدام مغرض للفيتو عن كيان اصطناعي غاصب يقوم بارتكاب ابادة جماعية وجرائم حرب باعتراف المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وتقارير منظمة الأمم المتحدة.

للمرة السادسة استعملت مندوبة الولايات المتحدة ورقة الفيتو ضد مشروع قرار دولي بادرت به الجزائر مع عدد من الدول يدعو الى وقف الابادة المستمرة في قطاع غزة وادخال المساعدات الانسانية لكبح جريمة التجويع المتواصلة وتمكين استئناف مسار المفاوضات. امركيا الدولة القوية وحدها من عارضت مطلبا قانونيا وانسانيا في تعارض صارخ مع التزاماتها الدولية ومتحدية الرأي العام العالمي الذي يصرخ في أغلب كبريات العواصم في القارات الخمس مطالبا حكومات الدول الغربية بكبح الابادة وتفعيل الأدوات القانونية والسياسية لاجبار حكومة الاحتلال الصهيوني على التوقف عن جرائمه الفظيعة والانصياع لارادة المجتمع الدولي.

لقد تبيّن مدى القصور والانهيار الذي أصاب القانون الدولي وآليات انفاذه بعد أن انخرط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خطى سابقه جو بايدن في مواصلة استباحة دماء الأبرياء في قطاع غزة متجاهلا نداءات العالم وفي أمريكا نفسها الداعية لوقف المحرقة بغزة بل بلغ به الطغيان الى درجة تهديد المحكمة الجنائية الدولية بعد أن اصدرت أمرا بتوقيف مجرم الحرب السفاح نتنياهو.

هذا المجرم يبدو أنه يسيطر على مواقف ترامب المتورط في فضائح شبكة ابستين التي تحترف الفساد على أعلى مستوى وأحد روادها الرئيس ترامب نفسه المطارد بصور فاضحة وكأنه يستجدي القوى الصهيونية النافذة في دواليب القرار بواشنطن باعلانه موقفا حقيرا يتجاهل من ورائه جرائم الابادة في غزة كأنه يتلذذ نزيف دماء الفلسطينيين مع حرصه على مواصلة تقديم الأسلحة الفتاكة للكيان الصهيوني ليواصل المحرقة التي فاقت تلك التي ارتكبها هتلر ابان الحرب العالمية الثانية.

لقد باع ترامب الوهم لما أعلن في بداية عهدته الثانية، أنه يسعى لانهاء الحروب وصناعة السلام غير أنه مع مرور الأيام تبيّن العكس ليظهر على حقيقته أنه تاجر حروب ويقتات على دماء الأبرياء مقدما صورة لا تليق بأكبر دولة في العالم، بعد أن تحالف مع مجرم الحرب الصهيوني مدافعا عنه ضد شعب مسالم رفض التهجير وأكد التمسك بأرضه وحقوقه المشروعة مهما كان ثمن التضحيات وهي شلالات من الدماء التي تتدفق في كل لحظة بما في ذلك عند بوابات المنظمة الأمريكية للمساعدات التي تصطاد الجوعى في مشهد اجرامي دنيئ يمثل وصمة عار في سجل أمريكا.

لقد تحدث عمار بن جامع في خطاب مؤثر يستحق أن يدرّس في معاهد القانون الدولي الانساني طلب في السماح من الشعب الفلسطيني، عقب استخدام مندوبة الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يرمي الى انهاء الابادة ومعالجة كل التداعيات. كانت كلمة مؤثرة نابعة من صميم موقف الجزائر الصريح الداعم لفلسطين والحريص على الشرعية الدولية لا تخشى في ذلك لومة لائم إذ لا تجارة ولا مساومة في مسألة جوهرية تتعلق بحق الشعب الفلسطيني في الحرية واقامة دولته المستقلة ومكافحة الاحتلال والتطهير العرقي.

كانت كلمة قوية ذات مفعول تجاوز بكثير موقف القمة العربية الاسلامية بحيث بلغ صداها العالم الحر والتقطها الشعب الفلسطيني المتورك لمصيره يواجه الجوع والتقتيل والتهجير والحصار لكنه حريص على البقاء على أرضه ومواجهة الابادة في مشاهد يومية انتزعت تعاطف شعوب كانت الى زمن قصير رهينة السردية الصهيونية التي تروج لها قنوات اعلامية عالمية بما فيها محسوبة على الاعلام العربي تقتات على حساب الدم الفلسطيني.

ويبقى الدبلوماسي عمار بن جامع، على نفس النهج يقدم الدرس تلو الآخر لقوى الاحتلال والطغاة الجدد مرتكزا على تاريخ بلادنا الناصع وقد أعاد مندوب الكيان الصهيوني الى حجمه الاجرامي محذرا من التطاول على الجزائر دولة وشعبا ولقنه ورعاته درسا لن ينساه عنوانه لا أحد في العالم يخيفنا فمن يخفيف بلد المليون ونصف المليون شهيد.

     

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services