310
0
بعد قراية قرن من العطاء... عبد المحيد بيرم يؤكد أن جمعية العلماء المسلمين هي الخيمة الجامعة لكل الجزائريين
بمناسبة الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، أكد رئيسها عبد المجيد بيرم أن استمرار الجمعية لقرابة قرن من زمن بعد احتضان الجزائريين لرسالتها ومنهجها الوسطي ؛ جعل آثار مؤسسها خالدة لا تعرف الفناء ؛ وهو دليل واضح على قيام رسالتها ووضوح رؤيتها وصرامة خطتها رغم كل التحديات و الرهنات.
شيماء منصور بوناب
وأضاف بيرم موضحا ؛ أن تأسيس الجمعية على قاعدة متينة يرجع لمؤسسيها الذين كانوا على قدر كبير من الوعي والإدراك لمتطلبات المراحل اللاحقة التي تخدم مقاصد نهوض الأمم من خلال اتخاذهم الدين الإسلامي منطلقا و العلم منهجا والسنة ميزانا أما الحكمة فكانت الأسلوب الناضج والواعي في تحقيق المطالب و الأهداف.
وبالنسبة لشعار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين "الإسلام ديننا و العربية لغتنا و الجزائر وطننا"؛ قال ذات المتحدث انه" مشروع حضاري يعبر عن هوية شعب وانتماؤه الذي يصون عقائده وقيمه العقائدية والمجتمعية".
ومن هذا المنطلق؛ أفاد بيرم أن هذه الجمعية ليس جمعية موجهة لفرد ما أو حزب معين وحتى مذهب و طريقة ما، انما هي الخيمة الجامعة لكل الجزائريين ، كونها حارسة التوابث و السد المنيع لكل الآفات و العلل الإجتماعية والاستعمارية منذ اليوم الأول لتأسيسها .
وأضاف أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لعبت دورا بارزا في تغذية العقول بالعلوم والمعارف وكذا في تزكية السلوك وتطهير النفوس واستمرار نشاطها حتى في الأوقات الحرجة اين اشتد لهيب الإستعمار الذي أخذ في طياته اسماء كبيرة من طلاب ابن باديس و من مؤسسي الجمعية و منتسبيها .
وفي ذات المناسبة،تطرق الأستاذ عبد الله عثامنية لمسار تأسيس جمعية علماء المسلمين باعتباره أحد طلبة معهد ابن باديس سنة، وأحد اهم رواد الجمعية، أن تأسيس الجمعية حسب ما أفاده "نتاج دراسة واستشارة جمعت العلامة عبد الحميد بن باديس والبشير ابراهيمي في المدينة المنورة؛ وفور رجوعه للجزائر بدأ في تنفيد الفكرة وتجسيدها واقعيا رغم الصعوبات والعراقيل الاستعمارية التي جعلت نادي الترقي هو الوجهة الأولية للإنطلاق رغم انه كان مستأجر من مديرية أملاك دولة أنذاك .
وأضاف مشيرا إلى أن نادي الترقي كان مسقط انتخاب عبد الحميد بن باديس ، ومقر تحديد القانون الأساسي للجمعية القائم على أهداف واضحة ورسالة صارمة تخدم الدين والوطن والعلم ركيزتها محاربة الآفات الإجتماعية والخمر والميسر بجانب التركيز على تحرير تعليم اللغة العربية وتحرير الأوقاف الإسلامية وكذا تحرير المساجد وأئمتها.
وتحت عنوان "مسيرة طالب من طلاب معهد ابن باديس" ، عرج الأستاذ سعدي بزيان لأهم محطات التقائه برواد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي انتقى منهم انقى المعارف وأطهر القيم التي جعلته يختص في الأدب العربي دعما للعروبة وتمسكا بالهوية الوطنية التي رغم تغربه في الخارج إلا أنه يعتبر من أهم الناشطين الوطنيين كونه صحفي كتب في عدة صحف أهمها جريدة الشعب والبصائر .
في ذات السياق،نوه عبد الرزاق قسوم الرئيس السابق لجمعية علماء المسلمين، لمحطة عودة الجمعية بعد الإستقلال .اين عرفت فترة صعبة تزامنت مع توقف نوعي بسبب منع الدولة الجزائرية للنشاط الجمعوي في الفترة الأولى للإستقلال .
وبعد الإقرار بالتعددية الفكرية بدأت الجمعية تنشط من جديد على ظهر التحديات والعراقيل المتجددة التي كان أساسها البحث عن مقر جديد للجمعية؛ يضاف إليها التحدي النفسي الذي يعي باعداد النفس للصلاح في العمل الحمعوي والعلمي ثم التحدي التنظيمي لإعادة هيكلة الجمعية التي يعلو تنظيمها على التنظيمات الحزبية و العصبية واي انتماء ضيق.
من باب الوفاء لأهل السبق وتثمينا لمجهوداتهم. تم تكريم الدكتور عبد الرزاق قسوم وعوائل رؤساء الجمعية السابقين، "لشيخ أحمد حماني و الشيخ علي مغربي ثم الشيخ عبد الرحمان شيبان".