بقلم: سعيد بن عياد
مع رحيل الرئيس الأمريكي بايدن عن الحكم وقدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض منتصف جانفي الماضي رافعا شعار إنهاء الحروب في العالم لاح في الافق أمل توقف حرب الابادة التي ترتكبها عصابات الكيان الصهيوني خاصة بالدفع إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الاسرى وإدخال المساعدات الإنسانية في المرحلة الاولى لكن سرعان ما سقط القناع ليظهر الرئيس الأمريكي رجل المال والأعمال على حقيقته انه أسوأ من سابقه.
إذ أطلق العنان للسفاح نتنياهو ليستأنف عدوانه النازي باعتماد القصف الجوي والمدفعي ضد المدنيين وتهجيرهم مع منع تام لمرور المساعدات في مشهد بشع باستعمال التجويع أمام مجتمع دولي عاجز عن إنهاء الهمجية الصهيونية.
بل أن دولة مثل المجر فتحت دارها دون خجل أمام مجرم الحرب نتنياهو في صورة بائسة لما أصبح عليه العالم اليوم حيث تتحكم القوة والدوس على القانون الدولي.
اكثر من هذا الرئيس الأمريكي الذي سارع لطلب ود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية النزاع في أوكرانيا متظاهرا بالسعي للحفاظ على أرواح ضحايا حرب بين جيشين لم يخجل لحظة من توقيع الموافقة على تزويد الكيان الصهيوني بصواريخ وقنابل مدمرة لعمران وحارقة للبشر تلقى بلا تمييز على الخيم والمنازل او بقاياها في ارجاء قطاع غزة الذي يعاني سكانه من موجات نزوح إجبارية لا تتوقف بل يزج بهم في مساحات محددة يتم قصفها مع سبق الاصرار والترصد.
الصور المرعبة للنساء والأطفال الواردة من قطاع غزة تعكس مدى المعاناة التي يواجهها الغزيون الذين تحولت أحياؤهم السكنية إلى مقابر لم تعد تتسع للشهداء الذين يسقطون بالعشرات يوميا فيما لا يجد الناجون مأوى للمكوث لفترة يلتقطون انفاسهم.
لذلك يبدو ترامب اكثر حقدا ودموية من سابقه وهو بذلك ينافسه في التقتيل والتدمير الممنهج بعد أن أعطى لدولة الاحتلال الصهيوني الضمانات والتأييد اللامشروط مثل تهديد اعضاء المحكمة الجنائية الدولية وإعلان عدم الاعتراف بقراراتها المتعلقة باصدار أمر بالقاء القبض على مجرم الحرب "النتن ياهو" وشريكه غالانت في تعد صارخ على العدالة الدولية وإهانة للقانون الدولي في وقت ينتفض فيه الشارع الأمريكي خاصة في عديد الجامعات ضد قانون الغاب ورفض دعم الولايات المتحدة الأمريكية لحرب إبادة الفلسطينيين مطالبين بوقف الحرب وإطلاق الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية وهي مسؤولية أمريكية باعتبارها دولة وسيطة في المفاوضات وكانت راعية لما يسمى مسار حل الدولتين باحتضانها في سنوات سابقة مفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وهو إلتزام يبقى على عاتق الدولة الأمريكية لا يمكنها التنصل منه.
إن الصورة التي تقدمها الإدارة الأمريكية في انحيازها الاجرامي المفضوح إلى جانب خدمة الكيان الصهيوني والتنكر لقيم المجتمع الأمريكي تشكل تهديدا للسلام خاصة بعد أن بلغ التمادي مرحلة لم يسبق أن بلغها رؤساء سابقين لأكبر دولة في العالم يقع على عاتقها إلتزام حماية الشعوب المضطهدة وكبح قوى الاستعمار كما تشير إليه مبادىء الرئيس ويلسون.
لقد كشف ترامب في أقل من مائة يوم من توليه مقاليد الحكم في بلاده أنه رجل أعمال في ثوب رئيس بعد أن عبر عن الرغبة في الاستحواذ على قطاع غزة وتفريغه من سكانه الأصليين باغرائهم عبر تسويق مشاريع عقارية ضخمة ليصطدم باجماع الفلسطينيين على رفض المقايضة والابتزاز والتمسك بأرضهم واعادة تعميرها بعد وقف حرب الابادة لينتقل إلى تنفيذ مشروعه الجهنمي بإطلاق يد مجرم الحرب نتنياهو ليستانف عدوانه وفق منهجية تقتيل الاطفال والنساء وتدمير ما تبقى من عمران وخيم وتجديد الحصار بمنع دخول المساعدات الإنسانية المكدسة عند الجانب المصري من معبر رفح لاجبار المدنيين على النزوح تحت التهديـد مع الرفع من وتيرة التقتيل خدمة لمشروع ترامب العقاري وشركائه في المنطقة الذين يقايضون مستقبل الفلسطينيين بحصص من مشروع الرئيس رجل المال والأعمال ترامب الملطخة يداه بدماء الأطفال والنساء مثل سابقه بايدن وأكثر.