25
0
استمرار جرائم الإبادة الجماعية في غزة والاستيطان في الضفة والقدس
وصمة عار على جبين الإنسانية والمجتمع الدولي العجز عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني

أوضحت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”: أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر اليومية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، في إطار حرب إبادة جماعية مستمرة لليوم الـ(680) على التوالي تتزامن مع جرائم التجويع، والتصعيد الممنهج لعدوان الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، ضمن مخططات صهيونية استعمارية وعنصرية في إطار تنفيذ المشروع الصهيوني الاستعماري الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية واقتلاع الشعب الفلسطيني وتهجيره قسريًا وحرمانه من حقه في تقرير مصيره.
62,004 شهيد و 156,230 مصاب في غزة
وخلال الساعات الـ 24 الماضية فقط وصل إلى مستشفيات القطاع (60) شهيداً و(344) مصاباً، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 62,004 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء فيما بلغ عدد الإصابات 156,230 إصابة، في حين ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بفعل القصف المتواصل، بما يؤكد الطبيعة الإباديه للعدوان واستهدافه الممنهج للمدنيين.
وتشير “حشد” لتسجّل الفيديو لاستهداف الطفلة آمنة أشرف المفتي (11 عاماً) بصاروخ مباشر من طائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء محاولتها تعبئة المياه من ساحة مستشفى “كمال عدوان”، في 21 ديسمبر 2024، تعمد استهداف وقتل الأطفال، كجزء من الإبادة الجماعية التي قتلت خلالها قوات الاحتلال قرابة 19,000 طفل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
مؤكدة أن عدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية تسبب في ان يعيش معظم سكان غزة في مخيمات مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وسط انتشار المجاعة والعطش والأمراض والأوبئة، بعد ان دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمختلف أنواع الأسلحة 92% من المنازل، و90% من المدارس والجامعات والمستشفيات التي أُخرجت عن الخدمة، و95 % من ابار المياه ، في سياق مخططات تهدف الي محو البنية المدنية وتحويل الإنسان الفلسطيني إلى حالة مهيّأة للاقتلاع والتهجير ضمن سياسية التطهير العرقي.
واضافت ، حيث تؤكد الوقائع أن سلطات الاحتلال حشرت كل سكان قطاع غزة في مساحة اقل من 15% من مساحة القطاع، حيث باتت تعمل على تشيد معسكرات اعتقال جماعي على انقاض مدنية رفح تُسوَّق كذباً للراي العام الدولي تحت مسمى “مناطق آمنة”، حيث تنوي دولة الاحتلال وبعد مصادقتها على خطة إعادة احتلال مدينة غزة وشمال القطاع على إجبار أكثر من مليون إنسان على النزوح، ما يشكل جريمة تطهير عرقي متكاملة، وفي هذا السياق يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياح وتدمير حي الزيتون بشكل كامل عبر قصف المباني السكنية وتجريفها وتفجير المنازل باستخدام الروبوتات المتفجرة ، وتهجير سكانه ، في خطوة تمهيدية لإعادة احتلال كل مدينة غزة وتدميرها وفرض واقع جديد يهدف إلى تهجير سكانها قسرًا.
أكثر من مليوني إنسان يعيش تحت سياسة التجويع الممنهجة
كما يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت سياسة تجويع ممنهجة، إذ لم يدخل خلال (22 يوماً) سوى (1,937) شاحنة مساعدات ، ما يشكل أقل من (15%) من الاحتياجات الفعلية، الأمر الذي فاقم الكارثة الإنسانية، عدا عن تعرّض معظم الشاحنات للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية متعمدة يصنعها الاحتلال، تترافق مع منع وكالة الغوث الدولية من ادخال أي مساعدات إنسانية إضافة الي تقويض وتأخير توزيع ما يدخل من مساعدات، ما يضاعف من معاناة الأطفال والمرضى والنساء، إذ سُجلت (4) وفيات جديدة خلال 24 ساعة نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا التجويع إلى (263) شهيدًا بينهم (112) طفلاً، ومن جهة اخري لا يزال الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين المجوعين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات امام نقاط توزيع المساعدات الامريكية الإسرائيلية الاجرامية بما يرتفع حصيلة ضحايا “مجازر المساعدات” إلى (1,938) شهيدًا و(14,420) مصابًا منذ بدء العدوان." حسب ذات الجهة".
منوهة بأن (40) ألف رضيع و(250) ألف طفل يواجه خطر الموت البطيء نتيجة سوء التغذية الحاد، وفيما سجلت وزارة الصحة (320) حالة إجهاض بسبب سوء التغذية، فيما تعاني (40%) من الحوامل والمرضعات من نقص غذائي خطير، كما سجلت وزارة الصحة وصول قرابة 200 طفل يوميا يعانون من سوء التغذية الحاد، إضافة إلى ارتفاع معدلات فقر الدم بين المرضي لمستويات غير مسبوقة، كما وسجل (19) ألف حالة إسهال حاد نصفها بين الأطفال نتيجة تلوث المياه ، وشح المواد الغدائية وانعدام حليب الأطفال والأدوية الأساسية، ومنع دخول الوقود بالشكل الكافي لضمان تشغيل ابار المياه ومحطات تحلية المياه ومولدات المستشفيات التي لم يتبقى منها سوى (15) مستشفى تعمل جزئياً فقط من أصل (38)، وسط نفاذ الادوية والمستلزمات الطبية وعرقلة دخولها ، على الرغم من حاجة سكان القطاع إلى أكثر من (600) شاحنة مساعدات يومياً، لم يدخل خلال (22) يوماً سوى (1,937) شاحنة من أصل (13,200) مطلوبة، أي أقل من (15%) من الاحتياجات الفعلية.
كما تتعرض معظم الشاحنات للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية مفتعلة يصنعها الاحتلال ضمن سياسة “هندسة التجويع والفوضى” الهادفة إلى تحويل القطاع إلى منطقة منكوبة غير صالحة للحياة.
الاحتلال الصهيوني يواصل هجماته وقصفه المتكرر
إلى جانب المجازر في غزة، يستمر الاحتلال في تعمد استهداف البنية والمنظومة الصحية، حيث استهدفت طائرات الاحتلال مستشفي الأقصى للمرة ال13 خلال حرب الإبادة ما ادي الي استشهاد 2 من المواطنين واصابة العشرات وتهديد حياة المرضي والجرحى ، وهناك خشية من ان توسيع العدوان الإسرائيلي قد يساهم في اخراج بعض المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي عن الخدمة حيث لم إذ لم يتبق سوى (15) مستشفى يعمل جزئياً فقط من أصل (38)، كما وادت استهداف الاطقم الطبية الي قُتل (1,590) من الكوادر الصحية بينهم نحو (200) طبيب، واعتُقل (1,360) آخرون، بينهم الدكتور حسام أبو صفية والدكتور مروان الهمص والدكتور احمد مهنا ، فيما يعاني القطاع الصحي من عدم توفر (70%) من الأدوية الأساسية."تضيف حشد".
في ذات الاطار يواصل الاحتلال السماح وبشكل يومي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك بشكل متكرر وأداء الطقوس التلمؤذية في استفزاز لمشاعر المسلمين .
فيما باتت تتصاعد جرائم واعتداءات مليشيات المستوطنين على سكان القدس والضفة الغربية، خاصة ضد المزارعين والمواطنين والتي تتم بحماية جيش الاحتلال، ضمن مخططات لتقاسم الأدوار لتهجير سكان الضفة الغربية والسيطرة على المزيد من الأراضي لإقامة المستوطنات ، حيث تم الإعلان عن تنفيذ مخطط E1 الذي يشمل بناء (3412) وحدة استيطانية، ما يؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية وعزل القدس عن محيطها تمهيدا لفرض السيادة الاسرائيلية والضم الاستعماري للضفة الغربية وبالتالي القضاء الفعلي على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وشددت على أن قطاع غزة يعيش مرحلة ما بعد الكارثة الإنسانية، وان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة هو إبادة جماعية وجريمة تهجير قسري ممنهجة ، وان ما يجري في الضفة والقدس من استيطان وتهويد هو جريمة استعمارية منظمة، تشكلان معًا أركان مشروع استعماري خطير يهدد بتصفية القضية الفلسطينية وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
الصمت الدولي ... مشاركة مباشرة في الجريمة الصهيونية
إن استمرار الصمت الدولي هو مشاركة مباشرة في الجريمة، ويجب أن ينتهي فورًا عبر تحرك قانوني وسياسي وإنساني عاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، والتصدي لعدوان وتهديدات الاحتلال لدول المنطقة العربية والاقليم، واذ تشيد بمواقف المنظمات الدولية الرافض لاستمرار حرب الإبادة الجماعية والمشاركة في تسهيل النقل الجماعي القسري لسكان مدينة غزة وشمالها ، وإذ ترحب بالموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين تواصلها مع دول العالم لوقف حرب الإبادة والتجويع ومخططات اعادة الاحتلال الإسرائيلي وتهجير السكان وتحذيرها للدول المشاع عنها ان هناك مفاوضات إسرائيلية معها لقبول الفلسطينيين، واذ تثمن مواقف دول العالم الرافضة لاستمرار حرب الإبادة ومخططات الاحتلال الإسرائيلي، واذا تدين استمرار تعميق حالة الانقسام الفلسطيني وغياب خطة موحدة للتصدي لجرائم الاحتلال ، والتراخي الدولي من الأمم المتحدة، والدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي في الإعلان عن قطاع غزة منطقة مجاعة وضعف التحركات الدولية لضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني وقرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
نداء عاجل للمجتمع الدولي لوقف الابادة الجماعية
في هذا الشأن جددت نداءها العاجل إلى المجتمع الدولي و الدول الثالثة والأمم المتحدة والضمير الإنساني العالمي لوقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية ، والاعلان عن قطاع غزة منطقة مجاعة واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تضمن رفع الحصار وفتح المعابر والممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية من خلال الأمم المتحدة ، وقف الية توزيع المساعدات الاجرامية الإسرائيلية الامريكية، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للسكان المدنيين، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة وفقا لقرار “الاتحاد من أجل السلام” لأرسال قوة حماية دولية في سياق خطة دولية لأنهاء الاحتلال ، وفرض العقوبات والمقاطعة لدولة الاحتلال وتجميد عضويتها في الأمم المتحدة ومحاسبة قادتها وجنودها وشركائها امام المحكمة الجنائية الدولية وباستخدام مبدا الولاية القضائية الدولية ، وحث محكمة العدل الدولية على اصدار حكمها النهائي بارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية وتحميلها للمسؤولية الجنائية والمدنية، اذ تجدد دعوتها لأحرار العالم لمواصلة وتكثيف التحركات السياسية والشعبية والحقوقية وأدوات المناصرة للضغط على دولهم والمنظمات الدولية والإقليمية للقيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية والانسانية لوقف الابادة والتجويع.