91

0

استغلال الظرف وسط تقلبات عكسية للسوق النفطية

استغلال الظرف وسط تقلبات عكسية للسوق النفطية

تواجه الدول المستهلكة للطاقة عدة سيناريوهات مفتوحة على المجهول بفعل استمرار التقلبات السعرية وشح الامدادات والنقص في الاستثمارات بينما لم توفر دول القارة العجوز الخيارات الدقيقة وبدائل الطاقة الروسية على الاقل في فصلي الصيف والخريف قبل حلول موسم الشتاء الذي لن يكون بردا وسلاما خاصة على ألمانيا أكبر قاطرة لإقتصاد منطقة الاورو.

لن تتوقف أثار الحرب الروسية الأوكرانية من قصف الأخضر واليابس خاصة في عقر ديار القارة الأوروبية المتأثر الاول وليس الأخير بفعل الأزمات المتعددة والتقلبات المفاجئة العويصة التي جعلتها تعيد حساباتها في كل شيء أي على الصعيد الجيو استراتيجي من حيث التحالفات، والطاقوي والغذائي وهي لازالت إلى غاية الوقت الراهن لم تشف من تداعيات الانفصال القاسي عن بريطانيا بفعل “البريكست”، وفوق ذلك مازالت تجني هول أرقام التضخم المفزعة التي خلفتها جائحة كورونا جراء إجراءات الغلق وتوقف الآلة الانتاجية عن الحركية، من دون سابق إنذار.

أوروبا قد لا تفتقد للحلول من أجل استدراك ما يجب إنقاذه كما تعترف، لكن تكلفة الأزمة الحالية ستكون مكلفة وثقيلة ومضنية على الجميع، وإن كانت دول القارة السمراء ومنطقة الشرق الأوسط تلاحقها أزمة غذائية مخيفة، لكن بالنسبة لأوروبا الأمر لا يختلف كثيرا، فقد يضرب الفقر والجوع في قلب هذه القارة الغنية والمتطورة، هذا ما لا يخفيه الخبراء الدوليين، لأن هذه القارة مرشحة لاستقطاب عدد أكبر من اللاجئين والمهاجرين غير شرعيين، وبالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الطاقة، وبالتالي انعكاس ذلك على السلع والخدمات، ولعل إنزلاق مؤخرا عملة الأورو إلى أقل من قيمة الدولار شكل صفعة قوية لأكبر تكتل إقتصادي بالعالم.

لن تبقى أوروبا كما كانت تعتقد أو توهم نفسها، اللاعب الرئيسي في المناطق التي تتوفر فيها الثروات والأسواق، بفعل منافسة قوية ومكشوفة للصين وروسيا وصعود مواز لدول أمريكا اللاتينية والهند التي ينتظر أن تكون قوى اقتصادية مستقبلية، ذات تأثير لا يستهان به، ولأنها لن تسلم من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي اشتعلت شرارتها على حدودها الشرقية، وفي المقابل فإن الدول العربية والإفريقية عليها استغلال هذا الظرف الذي لن يتكرر بفعل ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية، وبناء تحالفات إقليمية، من أجل الحفاظ على مصالحها وبناء إقتصادياتها.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services