355
0
أشرف الشيخ إبراهيم .. مطارداً وأسيراً ثم مقاوماً وشهيداً

تقرير: علي سمودي-جنين-القدس
بالأهازيج والدموع، ودعت والدة وعائلة الشيخ إبراهيم في مدينة جنين، نجلها المشتبك، العقيد في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، الشهيد أشرف محمد أمين الشيخ إبراهيم (38 عاماً)، أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، والأسير المحرر الذي لطالما تمنى الشهادة، كما يقول رفاقه، أنه منذ بداية حياته قاتل وقاوم من أجل وطنه وليكون شهيدًا. جنين التي ارتدت زي الحداد والإضراب حزناً على شهيدها الذي نشأ وتربى وعاش فيها، وسط أسرته منذ عودتها من دولة الكويت التي عمل فيها والده لسنوات طويلة. عم الشهيد، أمين نمر الشيخ إبراهيم، أوضح لـ "القدس" دوت كوم، أن أشرف يعتبر الرابع في أسرته، تميز منذ صغره، بنشاطه وفعاليته وحبه لوطنه وروحه الوطنية، موضحاً أنه على مقاعد الدراسة، بدأ نشاطه بالمشاركة في المسيرات والفعاليات الوطنية، وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى أصبح مقاوماً، فاعتقل مرتين، وقد انتسب لجهاز المخابرات العامة وأصبح برتبة مقدم، وكان ملتزماً بدوامه ووظيفته، ومنذ فترة بدأ يخطط لمستقبله، وقبل عشرة أيام فقط احتفلنا بخطوبته وعقد قرآنه. كما قال. وأضاف:"لا تتوفر لدينا معلومات حول ظروف إصابته واستشهاده، ولكن هذا نصيبه وقدره في الحياة، ربنا اختاره شهيداً، ونسأله عز وجل أن يتقبل شهادته".
منذ إعلان إصابته برصاص الاحتلال ثم استشهاده، ورغم الحزن والغضب، لم يتوقفه رفاقه في الأسر والسلاح والمقاومة، عن الحديث عن بطولاته وشجاعته في مقاومة الاحتلال، وذهبت كتائب شهداء الأقصى في بيان نعي أشرف للتصريح بأنه " أحد أبطالها ومناضليها ومقاتليها الأبطال"، وهو ما يؤكده رفاقه الذين قالوا "لم يتأخر عن معركة أو مواجهة وكلما نفذ الاحتلال عدواناً على جنين والمخيم، كان يعمل بصمت وسرية، لإيمانه بحق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال الذي لم يهابه يوماً".
وذهب أحد الأصدقاء للقول "كان بشجاعته وبطولته، كمن يحمل روحه على كفه، دوماً في مقدمة الصفوف، يرتدي الكوفية أو اللثام، وينخرط في صفوف المقاومين دون أن يكشف وجهه أو يعرف هويته أحد".ويؤكد رفاقه الذين عاشوا معه تجربة النضال والمقاومة، أنه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، انضم لكتائب شهداء الأقصى في ريعان الشبان، ولدوره البطولي وصلابته وشجاعته، استهدفه الاحتلال وطارده حتى اعتقل في المرة الأولى وهو بسن 18 عاماً، فخاض معركة المواجهة في أقبية التحقيق، وحكم بالسجن لمدة 6 سنوات، قضاها صامداً معطاءً، وببطولة وتحدي خلف القضبان، وبعدما أنهى محكوميته وتحرر، ورغم انتسابه لجهاز المخابرات العامة، لم يتوقف لحظة عن النضال، فاستأنف المسيرة، وتابع مسيرته النضالية، ليعيش تجربة الاعتقال مرة ثانية على مدار خمسة سنوات، كما قضت محاكم الاحتلال بسجنه، فانخرط مرة أخرى، في صفوف الحركة الأسيرة، وشكل نموذجاً لبطولات وتضحيات الأسرى ودفاعهم عن كرامتهم وحريتهم. كعادته، يروي رفاقه المقاوم أشرف، عندما سمع باقتحام الاحتلال لمدينة جنين، فجر أمس، لم يتأخر عن تأدية واجبه، استل بندقيته، وتسلل تحت جنح الظلام، بين أزقة المراح والبلدة القديمة حتى وصل إلى حي السيباط، واشتبك مع قوات الاحتلال، التي اقتحمت أحياء جنين، معززة
بأكثر من 50 دورية عسكرية، ضمن حملاتها المستمرة ضد جنين ومخيمها. ووفق رواية الشهود لـ"لقدس" دوت كوم، فإن الشيخ إبراهيم اشتبك مع قوات الاحتلال في مدخل حي السيباط وسط المدينة، وأصيب بعيارين ناريين متفجرين الأول في البطن، وأدى لتفتت الكبد والثاني في بالصدر واخترق الرئة، ونقل على إثره لمستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي ثم مستشفى الرازي وبعد فشل الجهود الحثيثة لإنقاذ حياته أعلن إستشهاده، الذي فجر غضب وحزن رفاقه وأسرته وفي مقدمتها والدته الستينية أمنة الشيخ إبراهيم "أم باسل"، التي خنقت الدموع أنفاسها وكلماتها، ولم تقوى خلال وداعه الأخير ومغادرتها منزلها سوى القول "مع السلامة يا حبيب قلبي وعمري، مع السلامة يا عريس ربنا يتقبل شهادتك".وأضافت:" الله يرحمك يا حبيب امك، ويجمعنا فيك في الفردوس الأعلى، فقد طلب الشهادة ونالها".وروت الوالدة، أن أشرف جلس مع ابنة شقيقته الصغيرة، وسألها: "هل إذا استشهدت بتبكي علي؟، فأجابته: نعم ، فطلب منها تقبيله فوراً من الآن، اليوم أدركت معنى كلامه عن مكانة ومكرمة الشهيد، الحمد الله، وربنا وقلبي يتضرع لله أن يتقبله شهيداً".
عندما حمل جثمان العسكري المقاوم أشرف على الأكتاف، انفجر شقيقه باكياً وهو يصرخ "لا تأخدوه منا، ابقوه معنا في المنزل، لا نريد أن يفارقنا أشرف"، ثم شقت مسيرته شوارع جنين وسط وداع شعبي ورسمي ومراسم عسكرية، بكى خلالها رفاق الشهيد في وداعه حزناً على خسارته التي لن يعوضها أحد. وقال صديقه أبو حسين الذي عاصره خلال فترة اعتقاله "أمثاله في البطولة والرجولة نادرين خلال اعتقاله وبعد حريته، بطل بكل معنى الكلمة، أنه الفلسطيني البطل والمغوار والفدائي الحقيقي، والعسكري الملتزم والمنضبط والمعطاء في جهازه، والفارس الذي امتشق بندقيته لحظة الهجوم، فقاتل حتى أخر رمق وخسرناه جميعاً".في وداعه، خيمت أجواء الألم وتعالت صرخات الحزن على العسكري الذي عقد قرانه واحتفل بخطوبته قبل عشرة أيام فقط من استشهاده، ملتحقاً بركب الشهداء ملحقاً في سماء الوطن قمراً جديداً وعريس أخر يزف للمعشوقة فلسطين.
الأسير المحرر العقيد وجدي العثامنة يتنسم عبير الحرية بعد اعتقال دام 16 عامًا
بقلم: سامي إبراهيم فودة
قال تعالى:"وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ" صدق الله العظيم
بحمد لله تم الإفراج مساء يوم الخميس الموافق 15/6/2023 عن الأسير المحرر/ وجدي العثامنة من محافظة شمال قطاع غزة مدينة بيت حانون بعد قضاء 16 عاما في سجون الاحتلال واحتفاء بيوم الأسير المحرر فقد احتشدت جماهير غفيرة في استقباله عبر معبر بيت حانون، وبهذا العرس الوطني لا يسعني في هذا المقام إلا أن نسلط الضوء على سيرة عطرة للأسير المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
- الأسير:- وجدي عزات محمود العثامنة أبو عزات ((الملقب بحوت الكتائب))
- تاريخ الميلاد:- 21\7\1978
- مكان الإقامة :- بلدة بيت حانون الزيتون (عطية الزعانين) خلف البلدية
- الحالة الاجتماعية:- متزوج من الأخت الفاضلة رنا العتامنه
- عائلة الأسير:- تتكون من 11 فرداً وهو البكر ويأتي هو في الترتيب الأول من بين إخوته وأخواته في العائلة
- الوظيفة:- عمل في جهاز قوات ألـ17 أمن الرئاسة
- المؤهل العلمي :- تلقى تعليمه الدراسي في مدارس بيت حانون وأنهى الثانوية العامة في( سجن ريمون) وحصل على درجة -
البكالوريوس من جامعة "القدس المفتوحة"داخل السجن.
- تاريخ الاعتقال:- 17/06/2007
- تاريخ الافراج:- 15/6/2023
- مكان الاعتقال:- سجن ريمون
- التهمة الموجه إليه:- كتائب شهداء الأقصى ومقاومة الاحتلال
- بقي موقوف بدون محاكمة:- ثلاث سنوات ونصف
- الحكم:- 16 عاماً
- اعتقال الأسير:- وجدي العثامنة
تم اعتقاله عن معبر بيت حانو"ايرز" أثناء سفرة إلى الضفة الغربية ثالث يوم الانقلاب بعد أن عملت السلطة الوطنية الفلسطينية له تنسيق للخروج
- الحالة الصحية للأسير:-وجدي العثامنة : يعاني من مرض السكري وضغط الدم وارتفاع الكولسترول وتساقط الأسنان وآثار إصابته بالرصاص في يده اليمنى وقدمه اليسرى ، ويتناول يومياً ثلاث حقن أنسولين
محطات مضيئة في حياة الأسير :- وجدي العثامنة : خرج من قطاع غزة إلي الضفة الغربية عبر معبر بيت حانون في تاريخ 17\6\2007 بالتنسيق من قبل السلطة الفلسطينية. عمل في الإطار التنظيمي والتحق في صفوف حركة فتح في عام 1994 وكان من النشطاء البارزين، يعتبر هو القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في بلدة بيت حانون وعزبة بيت حانون واخذ الموافقة من جميع الحالات العسكرية التابعة لحركة فتح في شمال قطاع غزة. تعرض لثلاث محاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال أثناء فترة توليه قيادة الكتائب, مرتان بقصف من طائرات الاحتلال قاتلة وقد نجا من محاولة الاغتيال وفي المرة الثالثة تم وضع كمين له من قبل الوحدات الخاصة الإسرائيلية في شارع غزة في بلدة بيت حانون وأصيب في يده اليسري وفشلت أيضا هذه المحاولة لاغتياله.. يعد من ابرز قيادات الحركة الأسيرة ويحترمه ويقدره جميع الأسري وعمل علي تثقيف ونشر الوعي في صفوف الأسري صغار السن، عمل ضمن الهيئات في السجون الذي دخلها من عضوية المجلس الثوري إلي عضوية اللجنة المركزية ...
الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل واسيراتنا الماجدات
اللواء أبو بكر: إرجاء إضراب الأسرى إلى بداية الشهر المقبل
كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اللواء قدري ابو بكر أن الأسرى في السجون الإسرائيلية قرروا إرجاء إضراب الأحد، حتى الأول من شهر يوليو/ تموز المقبل. وقال أبو بكر في تصريح له وزعته الهيئة، أن جلسة جمعت الأسرى مع إدارة السجون والاستخبارات الإسرائيلية، وعرضوا مطالبهم، والتي تتمثل في وقف الاعتقال الإداري، ومنع التمديد للمعتقلين أكثر من مرة أو مرتين.
وأوضح أبو بكر أن "المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال بلغوا أكثر من 1000 أسير ومعتقل في الوقت الراهن"، مشيرًا إلى أن هذا العدد لم يتجاوز الـ500 قبل عام من الآن، ما يؤكد على استهداف الحكومة الإسرائيلية الجديدة وتطرفها، وتعمدها زيادة عدد المعتقلين الفلسطينيين .
وأكد أبو بكر أن الكثير من الأسرى المحكوم عليهم إداريًا يتم التجديد لهم تلقائيًا، وبعضهم لا يزال داخل المعتقلات منذ 7
أو 8 سنوات، إضافة إلى إعادة اعتقال المفرج عنهم بعد أسبوع أو اثنين من إطلاق سراحهم من قبل الاحتلال. وأشار أبو بكر إلى أن المطالب تضمنت أيضًا إعادة النظر في الأسرى الإداريين من الأطفال وكبار سن، وهو ما أبدت إدارة السجون تجاوبًا معه إلى حد ما، خلال الجلسة الأخيرة، ما دفع الأسرى تعليق إضرابهم عن الطعام، والذي كان مقرر اليوم . ويأتي التأجيل، بحسب أبو بكر، من أجل إتاحة الفرصة لعرض مطالبهم على المسؤولين الإسرائيليين والبت فيها، وفي حال لم تتجاوب معهم سيتم الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بداية من شهر يوليو المقبل . وعن إمكانية تجاوب الحكومة الإسرائيلية معهم في ظل إجراءاتها الأخيرة بحق الأسرى، قال إن المهلة ليست طويلة، والجميع يسعى لتجنب خيار الإضراب عن الطعام، بما في ذلك الأسرى أنفسهم، لكن إذا اضطروا إلى ذلك فلا يوجد أي خيار آخر .
ميلاد .... الأسير وليد دقة!
بقلم: موفق مطر
تكمن رمزية الأسير وليد دقّة بإرادته الانسانية المضادة للكسر، وعجز تكنولوجيا الصهيونية العنصرية الفاشية في صهر وعيه
الوطني، فهذا الفلسطيني الذي رأى اضواء الحياة في بلدته باقة الغربية شمال فلسطين المحتلة منذ سنة 1948 والشاهد على حرب حزيران (النكسة) سنة 1967 وهو في أول سنوات طفولته، وعلى مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982 وهو في العشرين من عمره والحاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، هو ذاته اسم حي مازال وسيبقى من رموز التحدي الفلسطيني في صراع الوجود الفلسطيني الأزلي مع الطارئ الاستعماري- الصهيوني عليها، وهو ذاته الفلسطيني الذي منح الحياة جمالا ومعنى يوم دوت صرخة ابنته (ميلاد) لتعلن انتصار والدها الأسير ووالدتها على منظومة الجريمة بحق الانسانية والإبادة، وكأنها قد تقمصت روح واحد من اطفال مخيمي صبرا وشاتيلا الذين دفعت دماؤهم المسفوكة وأجسادهم المسلوبة منها الحياة المكدسة فوق بعضها في زوايا الشوارع، دفعت والدها لخوض غمار ودروب الكفاح، فوليد الأسير ما كان يفكر بالذرية الحسنة وحسب عندما صمم على تهريب نطفة (الميلاد) رغم عيون وفولاذ المجرمين في المعتقلات، بل كبرهان على قانون انتصار الحياة على الموت، انتصار منطق السلام للإنسان والأرض، على الحروب وسفك الدماء، وانتصار الحقيقة الفلسطينية على باطل المستعمرين والغزاة، وليثبت للعالم أن الطغاة مهما استكبروا وتجبروا، فإن المؤمنين بحقهم اقوى، بفضل نقاء عقولهم وإراداتهم ومشيئتهم، فالأسير الذي تزوج الفلسطينية سناء سلامة في اروقة المعتقل بحضور اقل من عدد اصابع اليدين من افراد عائلته، بات والداً وما بينه وبين لحظة عناقه ميلاد -في ربيعها الثالث- دون حواجز إلا سلطة حكم اسرائيلي فاشية، قد تدفع رمزها الارهابي بن غفير لأكل اصابعه ندما عندما سمح الجلادون للأسير وليد بعقد قرانه في المعتقل دون السماح لهما بالاتصال الجسدي، لكن (ميلاد) البيولوجية هي تعبير نموذجي عن عشق الفلسطيني لأرض وطنه فلسطين حتى لو لم يطأها.. وله بنات من افكاره (كتب ومقالات وروايات) رغم المعاناة وقسوة الجلاد كيوميات المقاومة في جنين، الزمن الموازي، صهر الوعي، وحكاية سرّ الزيت، رواية لليافعين... فعن أي حق يتحدث الغزاة المستعمرون المحتلون، إذا كان الفلسطيني يقوم بعد كل مأساة ومجزرة ومذبحة ليثبت جدارته في الحياة، فهؤلاء لا يعدمون لظنهم أن الأسر والاعتقال حتى الموت اصعب، وحتى لا يمنحوا الفلسطيني الأسير شرف البطولة والخلود في ذاكرة الشعب، فإذا بالأسير الفلسطيني (الوليد) الذي لم تفلح المنظومة (بأسرلته) وإجهاض انتمائه، يخترق دوائر الموت الأصعب، ويمنحنا (الميلاد). لا نستطيع تقدير مصير أبو ميلاد خلال الأيام القادمة، وحتى تاريخ اطلاق حريته بعد حوالي سنتين من الآن، ولا ندري إن كنا سنستقبله حرا ككريم يونس أو شهيدا كالأسير ناصر أبو حميد، فبيئة المعتقلات لدى منظومة الاحتلال قاتلة ببطء عن عمد وإصرار، أمراض.. والرجل مصاب بسرطان نادر في النخاع العظمي.. أما لعبة اللجان والمحاكم والسلطات ذات الصلة بالنظر في طلب عائلته بالحرية المبكرة، فإنها -رغم الخطر الداهم على حياة الأسير ووقائعها النفسية الصعبة جدا على عائلته- برهان آخر على ماهية هذه المنظومة، التي تقف في الجهة المعادية للإنسانية وحقوق الانسان والأسرى المضمونة في القانون الدولي ومواثيق الشرعية الأممية وتعري المنظومة وتكشف عدائيتها المطلقة –كما نعتقد دائما- للفلسطيني عموما والمناضل خصوصا حتى لو كان ميتا، فيحرمونه حتى من ابسط حقوقه بعد موته، اذ يحتجزون جسده (جثمانه) في الثلاجات، أو يدفنونه فيما تسمى مقابر الأرقام، بلا اسم، برقم فقط! ولكن كيف ستتمكن منظومة خارجة على ناموس الانسانية من اخضاع وإذلال شعب فيه الأسير يمنحنا (ميلادا) كأمل وبشرى للنصر والاستقلال والكرامة والعزة في الحياة؟؟
مركز فلسطين:رغم الخطورة على حياته الاحتلال يجدد الإداري للأسير المريض خالد نوابيت
قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى ان سلطات الاحتلال جددت الاعتقال الإداري للأسير المريض خالد نوابيت 45 عاماً من بلدةبرقة شرق مدينة رام الله للمرة الثانية رغم الخطر الشديد الذي يتهدد حياته. وأوضح مركز فلسطين ان الأسيرنوابيت يعاني من ظروف صحية صعبة وحالته تتراجع بشكل مستمر، وهو مصاب بمشاكل صحية فى القلب أوجاعا شديدة في الصدر، وضيق في التنفس، ودوخة مستمرة، إضافة لمعاناته من أوجاع حادة في الأطراف والركبتين وكان مقررا أن يخضع لعملية قلب مفتوح قبل اعتقاله الا ان الاحتلال حال دون إجراء تلك العملية بعد اعتقاله. وأشار مركز فلسطين إلى ان الأسير نوابيت كان أمضى نحو 8 سنوات في سجون الاحتلال على فترات، ورغم ظروفه الصحية الصعبة اعاد الاحتلال اعتقاله في نوفمبر من العام الماضي وحولته الى الاعتقال الإداري لمدة 6 شهور دون تهمه، حيث أمضاها متنقلا بين السجن وعيادة الرملة نظرا لتدهور حالته الصحية بين الحين والأخر.
وأضاف مركز فلسطين ان الاحتلال وبدل إطلاق سراح نوابيت بعد انتهاء مدته الإدارية، قام بالتجديد الإداري له لمرة ثانية
لستة أشهر إضافية بتوصية من المخابرات مما يشكل خطورة حقيقة على حياته، حيث يتعرض لجريمة الإهمال الطبي المتعمد وحالته تتراجع بشكل يومي. واتهم الباحث رياض الأشقر مدير المركز الاحتلال باستغلال الاعتقال الإداري كذريعة لاحتجاز العشرات من الاسرى المرضى الذين تتعرض حياتهم للخطر، وأبرزهم الاسيرين "عبد الباسط معطان" (49 عامًا) من بلدة برقة قضاء رام الله والأسير"عبد الناصر عدنان الرابي" (52 عاما) من قلقيلية، وهما مصابان بمرض السرطان ويخضعان للاعتقال الإداري المفتوح دون تهمه منذ شهور. وبين الأشقر ان الأسير "معطان" اعيد اعتقاله في يوليو 2022 بعد اقل من 3 شهور على الافراج عنه من اخر اعتقال، رغم انه كان يستعد للسفر لمتابعة علاجه في الخارج، إلا أنّ الاحتلال حرمه مجددًا من فرصة سفره للعلاج باعتقاله، وهو مصاب بسرطان في القولون وحالته الصحية متردية ويحتاج الى متابعة مستمرة وعلاج، وجدد له الإداري مرتين حتى الان . بينما الأسير "عبد الناصر الرابي" اسير سابق كان اعتقل عدة مرات وأمضى ما مجموعه 10 سنوات، واعيد اعتقاله في سبتمبر من العام الماضي وصدر بحقه قرار اعتقال ادارى وتم التجديد له 3 مرات متتالية رغم سوء وضعه الصحي، حيث يعاني من سرطان في القولون والأمعاء.
وحمَّل الأشقر سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة الأسير "نوابيت" والمرضى الاخرين الذين يعتقلون دون سبب واضح تحت ذريعة الملف السري، وطالب المؤسسات الحقوقية، ومنظمة الصحة العالمية، للتدخل العاجل للإفراج عن الاسري
المرضى المعتقلين دون أي تهمه، لا استمرار الاعتقال يشكل خطر حقيقي على حياتهم..
استمرار تفاقم الوضع الصحي للأسير محمد الخطيب
رام الله – نادي الأسير: قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ الوضع الصحيّ للأسير محمد الخطيب (40 عامًا) من طولكرم، والذي يعاني من مشاكل صحية مزمنة في الظهر (انزلاق غضروفي حاد)؛ في تفاقم مستمر جراء جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، التي تنفّذها إدارة سجون الاحتلال بحقّه، حيث تشكّل قضيته اليوم من أبرز قضايا الأسرى المرضى التي تعكس مستوى الجريمة، وتفاصيل الإهمال الطبي الذي تعرض له. وأوضح نادي الأسير، إنّ معاناة الأسير الخطيب المعتقل منذ عام 2003، والمحكوم بالسّجن 21 عامًا، بدأت منذ نحو عامين، وقد واجه مراحل من الإهمال الطبيّ، الذي تسبب له بصعوبة بالغة في الحركة، حتّى أصبح يعتمد على كرسي متحرك لتلبية احتياجاته، أو الاعتماد على رفاقه، عدا عن الآلام الحادة التي ترافقه على مدار السّاعة، والذي أدى إلى فقدانه القدرة على النوم.
ويعتمد الأسير الخطيب اليوم بشكلٍ أساس في العلاج على المسكنات، التي أصبحت وبحسب الأسير الخطيب غير مجدية، أمام
الألم الذي يشعر به. ولفت نادي الأسير، إلى أنّ عمليات المماطلة، التي تشكّل أبرز أدوات جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)،
مورست بحقّ الأسير الخطيب بشكلٍ ممنهج وواضح، سواء من خلال المماطلة بنقله إلى المستشفى، وكذلك إجراء الفحوص الطبيّة، وتزويده بكميات كبيرة من المسكنات، التي تسببت له لاحقًا بمشاكل صحية إضافية. وأضاف النادي، أنّه وعلى الرغم من المطالبات، والجهود التي بذلتها بعض الجهات من أجل ضمان توفير العلاج اللازم له، إلا أنّ المماطلة استمرت، وأدت في النهاية إلى تفاقم وضعه الصحيّ، كما أدى ذلك إلى حاجته في كل مرحلة إلى مسار علاجي جديد، وفي كل مرة كان بحاجة إلى جهد جديد من أجل ضمان توفير العلاج له. وأشار النادي، إلى أنّه وفي تاريخ 13 نيسان 2023، جرى نقل الأسير الخطيب إلى مستشفى (سوروكا)، بعد مطالبات عديدة، إلا أنّه تبين بعد نقله أنّه لم يخضع للفحوص اللازمة، ولم يعرض على الطبيب الذي كان من المفترض أن يقوم بمعيانته، وأعيد إلى سجن (النقب) دون نتيجة. من الجدير ذكره أنّ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال أكثر من 700 أسير، من بينهم أكثر من 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة.