719
0
أسفر طراد ... ريادة وتميز في مجال صناعة الأسمدة

عرف القطاع الصناعي في الجزائر في حقبة مضت نموا بطيئا في مختلف مستوياته كونه كان يعتمد على أليات تقليدية، وقوانين لا تساير مختلف التحولات الحاصلة، فيما عرفت السنوات الأخيرة عدة إصلاحات الاقتصادية مكنت البلاد من المضي قدما نحو تحقيق التنمية .
شيماء منصور بوناب
ومن جملة الإصلاحات التي عكفت على تبنيها الدولة الجزائرية ، هي إعادة سن قوانين جديدة تضبط معالم الاستثمار و تعيد هيكلة القاعدة الأساسية لقطاع الصناعة من خلال استحداث آليات جديدة تعمل على مراقبة حسن سير الأنشطة الصناعية التابعة للمؤسسات الاقتصادية الكبرى التي يعول .
أسفر طراد .... جهود استراتيجية تخدم الاقتصاد الوطني
ومن بين تلك المؤسسات التي تساير جهود الدولة لتحقيق التنمية ، نجد مجمع أسمدال الذي ينتمي لشركة (STVH) سوناطراك، الذي يعمل على تحويل وتثمين المحروقات التابعة لمجمع - سوناطراك مقره الرئيسي كائن بـ 02 شارع حمزة - محمد - سيدي إبراهيم - عنابة برأس مال قدره 6964 مليون دج .
وفي هذا الصدد كشف عزي أحمد إطار سامي بالمؤسسة العمومية أسفرطراد ،أن مجمع أسمدال تديره حافظة تتكون من أربعة (04) شركات فرعية و أربعة (04) مساهمات ، متخصصة في إنتاج وتسويق وتطوير - الأسمدة والمغذيات النباتية والمواد الفيطوصحية ، وكذلك في مجالات الصيانة الصناعية والتكوين -والرقابة وخدمات حراسة المنقولات.
وأضاف مؤكدا أن المجمع يعمل وفق برنامج طموح للاستثمار والتنمية الصناعية والاقتصادية ما يسمح له بأن يلعب دورا هاما ورئيسيا في مجال إنتاج وتسويق الأسمدة التي أبرزت مكانة فروعه في السوق الإستثمارية و على رأسها "أسفرطراد" التي تم إنشاؤها في ديسمبر سنة 2000 ، برأس مال قدره 200200000.00 دج، يقع مقرها على طريق الملاحة البوني - عنابة ، تختص في صناعة وتشكيل و تعبئة و توزيع وتسويق الأسمدة والمدخلات الزراعية بمختلف أنواعها.
ولفت عزي إلى أن مؤسسة أسفر طراد حاليًا بتسويق أكثر من 220.000 طن سنويًا من الأسمدة الصلبة والسائلة، ولديها أسطول بري مهم لنقل جميع أنواع الأسمدة.
ومن المعروف على المؤسسة بالنظر لسمعتها الطيبة ، فقد تمكنت من التوسع و الشمول في عدة ولايات من الوطن على غرار عنابة و الخروب و بسكرة وكذا عين الدفلى و البويرة و أيضا الجزائر العاصمة ووهران وذلك تحت لواء المديريات الجهوية التي تعمل على تسيير ومراقبة الاعمال الصناعية و الإنتاجية لكل ولاية على حدى .
وبما أن المؤسسة متخصصة في تركيب الأسمدة ، فهي تعمل على تطوير تقنياتها و استحداثها دوريا لتلائم قيمة المؤسسات المنافسة لها ، نجدها تسعى من خلال وحدتها الصناعية في البويرة من انتاج الأسمدة حسب طلب الزبون بالنظر لخصوصية الأراضي التي يعمل بها .
ولزيادة فعالية الإنتاج و جودة المنتج ، عكفت اسفر طراد على استحداث مخبر لتحليل التربة في المنطقة الصناعية للبويرة بصفة مجانية للفلاحين ، بالموازاة مع انشاء مخبر متنقل عبارة عن شاحنة صغيرة تتنقل للفلاحين لمعاينة تربة مزارعهم مع تقديم حلول للمشاكل الصحية للتربة في إطار الرفع من القيمة الغذائية للمنتجات الفلاحية وكل ذلك تحت استشارة مختصين في علم التربة و مهندسين فلاحيين ذو كفاءة و خبرة مهنية طويلة و بالاستعانة بتجهيزات متطورة وجديدة .
و بالنسبة للمحطات الأخرى التي ترتكز عليها المؤسسة ، أشار محدثنا لمحطة التوضيب في الغرب الجزائري بالضبط في ولاية وهران ، أين يتم توضيب أسمدة اليوريا بعد اقتناؤها من بعض المصنعين لضمان انتاج محلي جزائري بامتياز يكون في المستوى المطلوب لخدمة الفلاحة.
الريادة والخبرة العملية ... قاعدة أساسية لتجاوز العراقيل
وبالعودة لسنوات خبرة المؤسسة أوضح عزي أنها تمكنت من تحقيق الريادة الصناعية و الإنتاجية الكفيلة بتطوير الاقتصاد و تحقيق التنمية المحلية الخاصة بصناعة الاسمدة و تركيبها بخصائص معدنية كاملة ، ولعل هذه الكفاءة مكنتها من تجاوز عدة عراقيل بما فيها فترة جائحة كورونا ، التي رغم تأثيراتها الداخلية إلا ان المؤسسة كانت صامدة تحاول التوازن بين الإنتاج و التصنيع بما يتماشى مع موجة الأسعار الخارجية التي عرفت ارتفاعا رهيبا في المواد الأولية و كذا أسعار الشحن نتيجة التداعيات الاقتصادية الدولية .
وأضاف أن السوق العالمية و حتى المحلية عادت الى نصابها الحقيقي بعد الجائحة بشكل تدرجي ، ضمن قيمة المواد أولية و المنتجات الصناعية بأسعار معقولة سمحت بتحقيق التوازن ين القيمة الإنتاجية و الطلب و حتى الشحن ، مع احتساب بعض التغييرات الطفيفة التي لحقت بأسعار بعض المواد استجابة للتحديات العالمية و تبعات ازمة كوفيد 19.
اسفرطراد تعزز انتاجها خدمة للسوق المحلية
وفي ختام لقائنا قال عزي أنه رغم ان المؤسسة لا تتواجد في كافة الترب الوطني بنسبة 100 بالمئة إلا ان ذلك لم يمنعها من مضاعفة جهودها لتوفير منتجاتها بالكمية اللازمة حسب الطلب ، و ذلك من خلال الاستفادة من عدة اتفاقيات تجمعها مع بعض الاتحاديات و التعاونيات التي تسمح في زيادة عدد نقاط البيع لتحقيق الوفرة و الانية للمنتج بشكل أوسع و شامل يغطي حاجيات السوق الوطنية في مجال الأسمدة .
مؤكدا أن المؤسسة عزمت على تغطية كل احتياجات السوق الجزائرية في جانبها الفلاحي و الصناعي قبل توجهها للمعاملات الخارجية الخاصة بالتصدير ،الذي يكون مرهون بقيمة الفائض الذي تحققه اسفرطراد في منتجاتها التي فرضت عليها كمؤسسة اقتصادية تطوير انتاجياتها و أماكن تواجدها من خلال العمل على تنمية مشاريعها و استراتيجياتها التنموية التي تخدم القطاع الفلاحي خاصة و الجزائر عامة .