710
0
أصداء اللقاء الجهوي للصحفيين: نحو تطوير الإعلام لمواكبة الثورة التكنولوجية

أحدث اللقاء الجهوي الرابع والأخير للصحفيين والإعلاميين الذي نظمته وزارة الاتصال بالجزائر العاصمة تحولًا هامًا في نقاشات الإعلام المحلي، حيث سعى إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الإعلام في ظل التحولات التكنولوجية الحديثة.
نسرين بوزيان
تناولت المواضيع الرئيسة للورشات “الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة”، “واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس”، “الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر”، و”التكوين المتخصص والمستمر واستشراف مهن المستقبل”.
شارك الطاقم الصحفي ل "بركة نيوز" في الورشة الثانية من اللقاء، التي كانت محور النقاشات الأكثر حيوية، حيث ركزت على “واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس”.
كان تأطير الورشة من قبل الصحفية فاطمة الزهراء عماري من التلفزيون العمومي (القناة الإخبارية)، الصحفي أحمد حفصي (مختص في المواقع الإلكترونية)، وعبد الله ناظور (صحفي في قناة خاصة).
وأكدت مداخلات الصحفيين على أهمية دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في الإعلام كعنصر أساسي لمواكبة التطورات السريعة في المجال الإعلامي.
في سياق ذي صلة ، سلطت الصحفية فاطمة الزهراء الضوء على ضرورة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في الإعلام كعنصر أساسي في العمل الصحفي اليومي، مشيرة إلى ضرورة تمكين الصحفيون من استخدام هذه التقنيات باعتبارها مكملًا رئيسيًا للعمل الصحفي والتكنولوجيا الحديثة.
بينما شدد الصحفي أحمد حفصي على أهمية تحقيق توازن إعلامي في ظل الهجمات الإعلامية المتواصلة ضد مؤسسات الدولة، مع ضرورة تجنب الوقوع في فخ الأخبار المغلوطة.
كما ناقش المشاركون في الورشة الثانية عدة مقترحات هامة، منها إنشاء ميثاق جزائري خاص بأخلاقيات المهنة في العصر الرقمي، و التكوين المستمر للصحفيين لمواكبة التقدم التكنولوجي.
كما تم اقتراح إبرام اتفاقيات مع المؤسسات الدولية لتبادل الخبرات وتطوير قدرات الصحفيين، إضافة إلى إنشاء بنك معلومات يسمح للصحفيين بالحصول على مواد إعلامية موثوقة.
إنصاف مشاركة المؤسسات في الدورات التكوينية
من جهتها، تطرقت الصحفية زهور بن عياد، مديرة نشر موقع “بركة نيوز” ورئيسة الهيئة الجزائرية للصحافة الإلكترونية، إلى واقع الإعلام الإلكتروني في الجزائر، اذ اقترحت إجراء دراسة ميدانية لتقييم الوضع الفعلي للإعلام الإلكتروني ، مشيرة إلى ضرورة إخضاع المؤسسات الإعلامية الإلكترونية لسلطة الضبط الالكتروني.
كما دعت بن عياد إلى توسيع مشاركة كافة المؤسسات الإعلامية في الدورات التكوينية التي تنظمها وزارة الاتصال لتشمل كافة المؤسسات بشكل عادل.
كما أبرزت توصيات الورشة الثانية الحاجة إلى تحديث المناهج الأكاديمية في مجالات الإعلام لدمج مفاهيم الجيل الخامس، بالإضافة إلى تعزيز التكوين في الذكاء الاصطناعي والابتكار الإعلامي،كما تم اقتراح رقمنة المكتبة الوطنية وتعزيز السيادة الرقمية الإعلامية من خلال تطوير تطبيقات وطنية.
وفي ختام أشغال اللقاء،أشار وزير الاتصال محمد مزيان في كلمته أن التوصيات التي خرج بها اللقاء الجهوي كانت واقعية وبناءة، وأشار إلى أنه سيتم إرسال هذه التوصيات إلى رئيس الجمهورية لاتخاذ الإجراءات المناسبة في المستقبل، خاصة مع اقتراب اليوم العالمي للصحافة في الثالث من ماي،كما شدد على أهمية التخصص في مهنة الصحافة وتبني مناهج جديدة في آليات التكوين الإعلامي.
في تصريح لبركة نيوز، ثمنت الصحفية ياسمين جنوحات تنظيم وزارة الاتصال للقاء الجهوي، مؤكدةً على أهمية هذه اللقاءات في التكوين المستمر للصحفيين وتعزيز التواصل بين الأجيال المختلفة في الصحافة، ما يساعد في الارتقاء بالنموذج الإعلامي وتطوير الانتقال الرقمي.
من جانبه ، أشار حفناوي بن عامر غول، مدير قناة الأطلس سابقًا، في تصريحه ل " بركة نيوز" إلى أهمية هذا اللقاء في رفع انشغالات الصحفيين، مؤكداً ضرورة دعم المؤسسات الإعلامية لتكوين جبهة وطنية للدفاع عن الجزائر.
كما شدد حفناوي على ضرورة اهتمام الصحفيين بتطوير مهاراتهم الإعلامية للمساهمة في تعزيز صورة بلادهم.
في تصريحه ل " بركة نيوز" اعتبر الصحفي جعفر بوليفة من جريدة “الجنوبية” إن هذا اللقاء يمثل فرصة لتبادل الخبرات بين الإعلاميين، وهو جزء من اهتمامات وزارة الاتصال في تعزيز التعاون وتطوير الصحافة الإلكترونية والصحافة الموازية.
من جهته، حذر مصباح قديري، رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، في تصريحه ل بركة نيوز من الهجمات الإعلامية الموجهة ضد الجزائر، مشدداً على ضرورة تحصين الجبهة الإعلامية الداخلية.
وأكد قديري أن الجزائر تتعرض لحملات إعلامية شرسة بسبب مواقفها الدبلوماسية القوية في الساحة الدولية ومساندتها للقضايا العادلة، مثل القضية الفلسطينية والصحراء الغربية.