444
0
أساطير التفوق الصهيوني ومعجزاته.. الدائرة التي ستغلق قريباً

بقلم الأسيران: ياسر أبو بكر ومراد حميدان
من تقرير صحفي إلى أخر لا يكاد إعلام الاحتلال الصهيونى المرئي والمسموع والمقروء يتوقف عن نسج قصص البطولة لجنود الاحتلال وللنظرية الأمنية والعسكرية وإنجازاتها الأسطورية وبالذات ضد الفلسطينيين وعلى شكل يكاد يشعرك بأنك تشاهد فلماً للإثارة والحركة من أفلام (المهمة المستحيلة) يعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد، ويضعك بتقاريره التشويقية في قلب الحدث الافتراضي، ويبدأ بتعظيم الإنجاز حتى لو كانت الحملة العسكرية لقتل فلسطيني واحد أعزل، تماماً كما يحدث يومياً في جنين ونابلس. يبدأ الفيلم بعرض عشرات من قوات المستعربين المتخفيين بلباس عربي ويتبعهم بثوانٍ مئات الجنود المدججين بالسلاح من كافة الوحدات الخاصة المتعددة في جيش الاحتلال المدعومة بالطائرات الحربية المسيرة وطائرات التجسس ووحدات المراقبة الإلكترونية، وتبدأ الحملة بعشرات القذائف والصواريخ الذكية على الهدف مع مئات الطلقات ومن جميع الجهات، وكأن في الاتجاه المقابل لجيش الاحتلال المدجج جيشاً آخر بنفس الحجم والقوة وليس شخصاً واحداً قد يكون مسلحاً وقد لا يكون. المهم أنَّ جيشاً بأكمله يشن هجوماً على عدد بسيط من المقاومين كما حصل أواخر شهر ماي 2023م في اجتياح مخيم بلاطة والذي وفقاً لتقاريرهم شارك بهذا الهجوم خمسة من وحدات النخبة (جبعاتي، ومجلان، ودوفدوفان، وحرس الحدود، والكتيبة 50) ومدعوماً بوحدة الهندسة والتحكم بالطائرات والتجسس، وبعدد تجاوز الأربعمائة 400 جندي في استعراض للقوة يساق في إطار هذه التقارير على أنه إنجاز عظيم وانتصار كبير. ثم لا يكاد يمر يوم واحد إلا ويتحفنا وزير الجيش أو قائد الأركان أو أحد نوابه أو ضباطه الكبار بتصريح صحفي من الجهوزية التامة لمواجهة حزب الله، ولتدمير نووي إيران وللقضاء على البنى التحتية للمقاومة الفلسطينية المستمرة منذ أن بدأ الاحتلال جيلاً بعد جيل دون توقف، ليؤكد بسهولة على زيف ادعاءات القضاء عليها. يقول الكاتب الإسرائيلي شيمون نافيته: "الفكرة أن الجيش الإسرائيلي أحبَّ ما يفعله بالفلسطينيين، بل أنه في واقع الأمر أدمن ذلك. فعندما نخوض حرباً ضد خصم أضعف منك بشتى المعايير تشعر أنك مسيطر تماماً على الوضع، على الرغم من خسارتك بعض الجنود وهذا أمر رائع، ففي وسعك التظاهر أنك خضت الحرب على الرغم من كونها حرباً لا تحمل أية مخاطرة من حيث الواقع ...". في ذات الإطار اليومي لهذه العروض المستمرة للقوة والأسطورة والمعجزة العسكرية الأمنية للاحتلال، تعمد قيادة جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية إلى دعوة الصحافة والإعلام الإسرائيلي ليقوم بإعداد وتقديم وعرض تقاريرها الصحفية عن أحد إنجازات وانتصارات جيشها ووحداتها الخاصة وأجهزتها الاستخبارية، فيكشف تلك العملية السرية المعقدة أو ذلك الاختراق الأسطوري لدولة معادية -وطبعاً جميع دول المنطقة وما حولها هي بالنسبة لكيان الاحتلال الصهيونى دول معادية وبما فيها الدول التي طبعت العلاقات معها وعلى رأسها مصر والأردن والإمارات-.في متابعة بسيطة لنا لم تتجاوز العشرة أيام لعدد محدد من وسائل الإعلام (وتحديداً القناة 12العبرية، وصحيفة يديعوت أحرنوت) طالعنا ملحق صحيفة يديعوت أحرنوت -وبعد دعاية سبقتها بأيام- بتقرير مصور عن احدى الوحدات القتالية الخاصة والسرية، وطبعا كالعادة (التي لم يتم الكشف عنها مسبقاً وفقاً للادعاء الذي يتم تكرار استخدامه)، وحدة النخبة البحرية- الكوماندوز البحري- الوحدة رقم 13، حيث رافق هؤلاء الرجال صحفي اسمه في طي الكتمان؟؟ وعلى مدى عام كامل شاهد وصور خلالها هذه الوحدة وشاهدهم وهم يستولون على السفن في عرض البحر ويعملون بسرية تامة في أراضي العدو، ويقومون بعمليات تصفية واعتقال كل من يحاول أن يقوم بعمل عدائي مستقبلي ضد دولة الاحتلال. بدأ التقرير بعنوان كبير يحاكي اسم الحملة العسكرية الدائرة في الضفة " كاسروا الأمواج" ثم بدأ يتغلغل من عنوان لافت إلى عنوان لافت أخر مع مزيد من الصور للتشويق والإثارة: رجالٌ صامتون، غطس في أعماق البحار، وقوف على المياه الهائجة، السيطرة على السفن في عرض البحر، عمليات على اليابسة، عمليات بحرية برية، عمليات إنقاذ تحت إطلاق النار، نجوم البحر، تدريبات عالية المستوى، وأخيراً الوطواط والأسود وهو العنوان الذي عبر عن شعار هذه الوحدة -الوطواط ومشاركتهم التدريبات المشتركة مع وحدة أسود البحر الأمريكية. فيما امتدت نشاطات هذه الوحدة للضفة وغزة وشاركت في تصفية وقتل الفلسطينيين وهو المكان المفضل للعمل لكل هذه الوحدات. وحسب التقرير من بين 8000 ثمانية آلاف مرشح للانضمام لهذه الوحدة يقع الاختيار فقط على 35 خمسة وثلاثين. بعدها بأيام تنشر ذات الصحيفة تقريراً صحفياً مصوراً آخر، وفيه رافق المراسل العسكري للصحيفة قوات من ثلاثة كتائب للنخبة في جيش الاحتلال وهم يدخلون بكل جرأة وشجاعة -حسب الوصف- راجلين إلى المنطقة الحظرة جداً في الحدود الشمالية مع لبنان لاكتشاف مناطق الضعف في الحدود ولمنع المتسللين، وأيضاً لإرسال رسالة "الجيش على أهبة الاستعداد دائماً للمواجهة" وفي التقرير قال قائد الوحدة مهدداً: "إذا فتح الجانب الثاني -والمقصود هنا حزب الله- النار فإنه سوف يخسر".بعد هذا التقرير بثلاثة أيام وعلى القناة التلفزيونية الإسرائيلية (12) وبعد دعاية وترويج وتشويق عالي سبق التقرير بيومين، عرض هذا التلفزيون الأعمال الخارقة والبطولية للوحدة السرية جداً، الوحدة (33) -وحدة البتارين أو الجادعين- وبالعبري (جدعونيم) وهي كلمة ذات أصل عربي من جدع يجدع أنفه، يقطعه وبمعنى (جادعي الأنوف). وهذه الوحدة التي ظلت سرية عشرات السنين، ها هو يتم الكشف عنها تماماً كما فعل مع غيرها من الوحدات السرية الأساطير، وهي وحدة سرية خاصة من النخبة القادمين من القوة التنفيذية للشاباك و من القوة البرية (جولاني) -التي مرمغ حزب الله أنوف أفرادها أصحاب التدريب العالي الخاص بالوحدة عام 2006م- وهم في هذه الوحدة وكما الادعاء دوماً مدربون جداً، ويقومون بعمليات خاصة لتصفية واعتقال كل من يحاول القيام بعمل عدائي ضد دولة الاحتلال، وكانت احدى عملياتها النوعية هي عملية تحرير الجندي المخطوف (مخشون فاكسمان) عام 1994م، وهذه العملية النوعية كانت فاشلة بكل المقاييس، فقد قام أفراد هذه الوحدة الخاصة السرية والنوعية ونخبة النخبة -المدربون تدريباً لا نظير له- بقتل الجندي بدلاً عن تحريره، فيما قتل الفدائي الذي كان يحتجزه جندي آخر من هذه النخبة. في الحقيقة لم يكن نشر هذه التفاصيل كلها عبارة عن هذه الوحدات القتالية النوعية السرية شيئاً جديداً أو غريباً على الحكومة الإسرائيلية ومؤسستها العسكرية والأمنية، وهي التي دأبت بين فترة وأخرى تكاد لا تتجاوز فترة الأسبوع دعوة الصحافة أو تزويدها بتقارير جاهزة عن حدث أو وحدة أو غيره لنشر ما كان محظوراً نشره قبلاً -حسب الادعاء- مع أنها سرية وبالغة السرية وعملياتها في طي الكتمان، وهي الكلمات التي رافقت كل التقارير وفي معظم سطورها. السؤال: طالما أن كل هذه الوحدات القتالية الخاصة سرية وأفرادها وأعمالها طي الكتمان؟ لماذا يتم الكشف عنها وعن أعمالها بهذا الشكل المثير والمليء بالصور والتفاصيل؟ الجواب ببساطة هو "المعركة بين الحربين" وهي عنوان سياسة استراتيجية تتبناها إسرائيل داخلياً وخارجياً، تعمل من خلالها على إدامة الصراع وإشاعة أجواء الحرب والخوف من العدو القادم من الخارج والداخل والذي يهدد أمنها ووجودها، وبالتالي هذه المعارك المفتعلة بين الحربين والتي تنتصر فيها إسرائيل دائماً تحقق استعادة التماسك الداخلي الإسرائيلي الذي ما يلبث أن ينفك عقده عند أي أزمة، وتحقق الردع وهو ما تقوم عليه عقيدة الأمن القومي الإسرائيلي.
والردع في المفهوم الإسرائيلي هو رديف للسجن، وبمعنى استمرار الصراع حتى يلغي أحد الطرفين الأخر، حيث يقوم الردع الإسرائيلي على ثلاث مركبات أساسية:
1- الردع مسار سياسي مستمر ومتراكم، يكون فيها الانتصارات نسبية.
2- الردع ليس تكتيكاً وإنما استراتيجية شاملة للهجوم على أهداف مفترضة.
3- الردع يعتمد على استعمال السلاح وليس التهديد باستعماله فقط.
أما هذه الوحدات السرية النخبوية العالمية التدريب تستند في عملها على استراتيجية عسكرية تتمثل في العمليات الموضعية المركزة التي تعتمد على الإيمان بالقوى السحرية للتكنولوجيا المتطورة وضرب الأهداف الضعيفة غير المكافئة لها لا بالعدة ولا بالعتاد وغالباً ما تكون أهداف سهلة، ومن خلالها يتم تعظيم أي عمل ليصل حد الأسطورة والمعجزة العسكرية وهي استراتيجية تم تطويرها خلال أعوام انتفاضة الأقصى ضد أبطال المقاومة الفلسطينية. في انتفاضة الأقصى تبجج شارون بأنه سينهي المقاومة الفلسطينية خلال مئة يوم فقط، وبرغم شراسة ووحشية ما قام به في المدن الفلسطينية وسياسة الأرض المحروقة التي كانت تسبق أي هجوم على مجموعة صغيرة من الفدائيين، عجز الجيش الإسرائيلي ومنظومته الأمنية المتطورة عن ذلك، فامتدت الأيام إلى أكثر من 800 يوماً بفعل البطولات التي قدمها رجال المقاومة والذين كان عددهم بالمقارنة مع جيش الاحتلال الذي يقابلهم بمعدل واحد إلى ثلاثمائة، وبمعنى مقابل كل مقاوم ثلاثمئة جندي ومعركة مخيم جنين كانت شاهداً على بطولة المقاومة الفلسطينية التي شهد لها العدو قبل الصديق. يقول أحد الصحفيين الذي كان شاهداً على المعركة "كان هناك لحظة خروج أخر المقاتلين الفلسطينيين الذين نفذت ذخيرتهم واستسلموا، كل وحدات جيش الاحتلال وأكثر من عشرين ألف جندي يراقبون المشهد وكأنهم يريدون أن يروا بأعينهم من هؤلاء الرجال الذين كبدهم كل تلك الخسائر وحققوا معجزة صمود مخيم جنين".لقد كان اعتماد استراتيجية الهجوم العنيف والعنيف جداً على مخيم جنين وباقي مدن الضفة إبان الاحتياج الكبير للمدن الفلسطينية عام 2002م يهدف إلى استعادة هيبة جيش الاحتلال وثقته بنفسه أمام الجمهور الإسرائيلي من جهة وإلى إزالة أي مصدر للخطر المحتمل عليها من جهة ثانية وإلى ردع الأعداء الفلسطينيين والعرب، وإقناعهم باستمرار التفوق العسكري الإسرائيلي وقدراته الخارقة، وبأنهم -أي العرب- عاجزون عن هزيمة إسرائيل عسكرياً في أي وقت من الأوقات. منذ وُجِدَت دويلة الكيان الصهيونى عام 1948 وهي تعرض نفسها في العالم على أنها ظاهرة خارقة تحقق المعجزات، فمن المعجزة الحربية إلى المعجزة الزراعية إلى المعجزة الاقتصادية إلى معجزة التقنية العالمية، وأسطورة الجيش الذي لا يهزم هي أسطورة حاكتها أجهزة الدعاية الصهيونية وحلفاؤها في العالم، وساعدها عن سابق تصميم وإرادة أحياناً الإعلام الغربي الرسمي المتخاذل الذي أسهم في تكريسها في الوعي الغربي وبالذات الرسمي وكأنها من المسلمات ومن حقائق الطبيعة. هذه المعجزة الإسرائيلية الحربية نسجت أساطيرها في عقدين من الزمان بعد حرب 1948م والتي صورت على أنها هزيمة لسبعة جيوش عربية كبيرة أمام الجيش الإسرائيلي الصغير الذي كان في طور التكوين، مع أن الواقع كان شيئاً مختلفاً، وتدعمت الأسطورة بحرب 1956م، ثم تكرست بشكلها النهائي كمعجزة وأسطورة عالمية بعد حرب 1967م. ومع أن الكيان الصهيونى وخلال كل تلك العقود التي تلت لم تستطع أن تحقق نصراً حاسماً واحداً في جميع حروبها التي خاضتها مع العرب : من حرب الاستنزاف (1968م -1970م)، إلى حرب أكتوبر 1973م، إلى اعتداءاتها على لبنان(1973م، 1978م، 1982م، 1993م، 1996م، 2000م، 2006م)، أو على غزة (2008م، 2009، 2012م، 2014م، 2018م،ـ 2021، 2022م) إلا أن أسطورة جيشها المتطور لم تفقد بريقها، ويتم العمل على تعزيزها بتلك الأخبار والمقالات والتقارير الصحفية والدعاية الإعلامية التي تعرض ضربات الجيش لبلد ما، واختراقه الأمني لآخر، وتطوير منظومات عسكرية، وكما تعرض إنجازات وحداتها القتالية الخاصة وتكشف سريتها، وأعمالها الخارقة؟ لا يمكن إنكار أن جيش الاحتلال الصهيونى هو جيش عصري بكل المقاييس من ناحية التدريب والسلاح والجهوزية والاستعمال التقني للاتصالات والمعلومات، ونقاط القوة فيه أكبر بكثير من نقاط الضعف وهو لا يزال مثابراً وبقوة على الاحتفاظ بتفوقه النوعي في الأفراد والسلاح، وهو أقوى من الجيوش العربية من الناحية النظرية لكنه بنفس الوقت ليس أسطورة وهو ليس بمعجزة حربية، والأحداث المتتالية وحروب الاحتلال الصهيونى مع مصر ولبنان وغزة ومع رجال المقاومة في الانتفاضة الأولى والثانية كلها تبرهن وبما لا يدع مجالاً للشك أن جيش الاحتلال الصهيونى غير قادر على هزيمة المقاومة برغم تفوقه العسكري العالي وبرغم كل الدعم غير المحدود وغير المشروط من الولايات المتحدة الأمريكية، وإن كل ما يحدث ما هو إلا تعبير عن ضعف عربي أكثر من كونه انتصارا أو تفوقاً إسرائيلياً. إن الكيان الصهيونى يعتمد السياسة القائمة على إنكار الواقع حولها وتجاهل الفلسطينيين واحتلالها لأرض عربية، وهي سياسة تقول: أنه لا يمكن للكيان الصهيونى حل مشاكله إلا بواسطة القوة العسكرية والخطوات الأحادية الجانب، وأن عليه وبكونه الطرف الأقوى في المنطقة أن يملي الواقع دون مراعاة لاحتياجات ومتطلبات الآخرين. يقول الكاتب الإسرائيلي عاموس عوز: "امتلاكنا للقوة طوال عشرات السنين الأخيرة جعلتنا أشبه بأناس سكروا حد الثمالة أو كالمخدرين تماماً، حتى أنَّه بات يُخيل إلينا مراراً وتكراراً بأن أي مشكلة تصادفنا يمكن أن تحل بالقوة فقط ...". إن المسألة مسألة وقت -وهو ليس بالطويل- قبل أن تبلغ الدول العربية مستوى جيد من التطور التكنولوجي، وحينها ستغلق الدائرة مع إسرائيل من ناحية التفوق النوعي، بعد أن أغلق بقية نواحيها تفوق الجيوش العربية بالعدد والعتاد وتفوق المقاومة في فلسطين ولبنان في المواجهة الصمود والتحدي وردع الردع. النصر لا بد قادم، والاحتلال لا بد زائل. المجد للشهداء، والحرية للأسرى.
الأسير ثائر عويضات يرقد في عيادة "سجن الرملة"
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يوم الثلاثاء الموافق 13/006/2023، أن الأسير ثائر خالد عويضات (28 عاماً) من مخيم عقبة جبر/ أريحا، ما زال يرقد في ما يسمى بعيادة سجن الرملة ووضعه الصحي في تحسن، حيث أصيب برصاص الاحتلال لحظة اعتقاله بعدة أماكن بجسده، منها إصابة خطيرة بالرأس و3 رصاصات بيده الشمال ورصاصتين بقدمه. وكان جيش الاحتلال قد اقتحم مخيم عقبة جبر بتاريخ ال 06/ شباط- فبراير /2023، و اغتال خمسة شبان، وهم: رأفت وائل عوضات، ومالك عوني لافي، وأدهم مجدي عوضات، وإبراهيم عوضات، وثائر عوضات، وأصابت آخرين، هما حسن وعلاء عوضات، واعتقلتهما، واحتجزت جثامين الشهداء الخمسة، ليتبين بعد 10 أيام أن ثائر ما زال على قيد الحياة و يتواجد في إحدى مستشفيات الداخل المحتل. و قال محامي الهيئة فواز شلودي بعد زيارته للأسير، أن عويضات ما زال موقوفاً ويتواجد حالياً بمستشفى الرملة، ويتلقى العديد من الأدوية والعلاج الطبيعي، ومن المقرر أن تعقد له محاكمة بتاريخ 05/07/2023.
آن الأوان لتحرير جثامين الشهداء الأسرى
بقلم المحامي : علي أبوهلال
في الوقت الذي يستمر الاحتلال الاسرائيلي في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الأسرى والمعتقلين في سجونه ومعتقلاته، بما يخالف القانون الدولي الانساني، وقانون حقوق الانسان، ودون أي اعتبار لردود الفعل المنددة بارتكابه لهذه الجرائم الجسيمة، وغير الانسانية، سواء على الصعيد الدولي أو الاقليميي أو الفلسطيني، يستمر أيضا في احتجاز جثامين الشهداء الأسرى منذ عقود طويلة. عدد الشهداء المعتقلين منذ عام 1967 يصل إلى 228 شهيدًا إضافة إلى مئات المعتقلين الذين فارقوا الحياة بعد الإفراج عنهم بفترات وجيزة نتيجة لأمراض وإصابات ورثوها عبر سنوات اعتقالهم".فيما أفاد نادي الأسير الفلسطيني، يوم السبت الماضي 11/6/2023 ، بأن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين 12 أسيرًا فلسطينيًا من شهداء الحركة الأسيرة ، وأوضح، في بيان صحفي، أن الأسرى المحتجزة جثامينهم، هم: أنيس دولة محتجز جثمانه منذ عام 1980، وعزيز عويسات محتجز جثمانه منذ عام 2018، وفارس بارود محتجز جثمانه منذ عام 2019، ونصار طقاطقة محتجز جثمانه منذ عام 2019 وبسام السايح محتجز جثمانه منذ عام 2019، وسعدي الغرابلي محتجز جثمانه منذ عام 2020، وكمال أبو وعر محتجز جثمانه منذ عام 2020، وسامي العمور محتجز جثمانه منذ عام 2021، وداود الزبيدي محتجز جثمانه منذ العام المنصرم 2022، ومحمد ماهر تركمان محتجز جثمانه منذ عام 2022، وناصر أبو حميد محتجز جثمانه منذ عام 2022، والشيخ خضر عدنان محتجز جثمانه منذ الثاني من شهر أيار2023 ، في الوقت الذي لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يحتجز جثامين 132 شهيدًا منذ عام 2015 منهم الجثامين الـ12من الأسرى الشهداء، و12 طفلا وشهيدة، بالإضافة إلى 256 شهيدًا في "مقابر الأرقام"، بحسب بيانات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء . كما وتقدر مراكز قانونية فلسطينية تُعنى بقضايا الأسرى في سجون الاحتلال بأن عدد الشهداء المعتقلين منذ عام 1967 يصل إلى 228 شهيدًا، إضافة إلى مئات المعتقلين الذين فارقوا الحياة بعد الإفراج عنهم بفترات وجيزة، نتيجة لأمراض وإصابات ورثوها عبر سنوات اعتقالهم، ووفقا لمعطيات سابقة صادرة عن نادي الأسير الفلسطيني، ان من بين الشهداء المعتقلين 76 ارتقوا نتيجة للقتل العمد، و7 بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، و 72 نتيجة لسياسة الإهمال الطبي "القتل البطيء" التي تنفذها إدارة معتقلات الاحتلال، و73نتيجة للتعذيب".وكانت نابلس قد شيعت ثلاثة شهداء، سلمتهم سلطات الاحتلال لأهاليهم عقب احتجاز دام 55 يوما في أوائل الشهر الماضي. حيث استشهد جهاد وعدي الشامي ومحمد دبيك في الثاني عشر من شهر آذار/ مارس 2023، عقب إطلاق قوات الاحتلال النار على المركبة التي كانوا يستقلونها قرب حاجز صرة العسكري، جنوب غربي نابلس. ان جريمة احتجاز جثامين الشهداء الأسرى تشكل جريمة انسانية، وهي تعاقب الأسير مرتين الأولى في حياته بالسجن عليه في سجون ومعتقلات الاحتلال، في ظل ظروف صعبة ومعقدة، تمارس عليه سلطات الاحتلال وإدارات السجون خلالها التعذيب والتنكيل اليومي، والمرة الثانية بعد استشهاده وغالبا، بعد سياسة الاهمال الطبي وعدم نقديم العلاج الطبي المناسب له، ما يكثف من معاناته ومعاناة أهله وأسرته. لقد آن الأوان أن تنتهي سياسة الاهمال الطبي الذي ذهب ضحيتها العشرات والمئات من الأسرى والمعتقلين وارتقوا شهداء بعد ان أمضوا سنوات طويلة في الأسر، وآن الأوان ان تنتهي معاناة أهلهم وهم ينتظرون استلام جثامينهم، الذي مضى على احتجاز بعضها عقود طويلة، وخاصة أولئك الذين دفنوا في مقابر الأرقام، او الذين يحتجزون في ثلاجات الموتى منذ فترات طويلة. ومن الضرورى تواصل الحملات والتحركات الجماهيرية والشعبية داخل الوطن، وفي بلدان اللجوء والشتات، لمناصرة اسر وأهالي الأسرى والمعتقلين، للضغط على سلطات الاحتلال لتحرير الجثامين المحتجزة، حتى يتم تشيعيهم بما يليق بهم ودفنهم بكرامة وفقا للأصول والعادات والقيم الاجتماعية والدينية، التي تنص عليها الشرائع والعقائد الدينية. كما ينبغي أن تأخذ حركات التضامن الدولية ومنظمات حقوق الانسان دورها ومسؤولياتها القانونية والانسانية، في الضغط على سلطات الاحتلال، لتحرير هذه الجثامين، فورا وبدون قيد أو شرط، ذلك أن استمرار سلطات الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء من الأسرى، يعتبر شكلا من أشكال التعذيب وامتهان الكرامة الانسانية، بما يخالف القانون الدولي الانساني، وقانون حقوق الانسان، وهذا بحد ذاته يشكل جريمة تستوجب المساءلة والعقاب، لدى القضاء الجنائي الدولي، وخاصة لدى المحكمة الجنائية الدولية، وغيرها من المحاكم الدولية والوطنية والاقليمة ذات الصلة، حتى لا يفلت مرتكبي هذه الجرائم من العقاب.
أربعة توائم عبر نُطفة مهربة
تقرير: سامي أبو سالم-غزة-وفا
"عبد الرحمن، وركان، وريان، ونجاح" التوائم الأربعة الذين أنجبتهم رسمية عبر نطفة مهربة من زوجها الأسير أحمد شمالي، المعتقل منذ أكثر من 15 عاما في سجون الاحتلال. أحمد الذي يقبع في سجن "نفحة" الصحراوي، هرّب نطفة استقبلتها عائلته على حاجز بيت حانون، بإشراف طبي، ونجحت العملية فأنجبت رسمية ثلاثة ذكور وأنثى. وكشفت رسمية لمراسل "وفا"، أن عملية التهريب والزراعة لم تكن الأولى، "فشلت المرتان السابقتان لأسباب طبية لكن الثالثة نجحت وعوضت سابقاتها،" قالت رسمية بلغة لم تخل من فخر. وآثرت العائلة عدم الكشف عن طريقة التهريب لإعطاء الفرصة لغيره من الأسرى. وأشارت زوجته، التي وصلت قبل يومين منزلها في حي الشجاعية بمدينة غزة، إلى أن المسألة ليست فقط إنجاب لكنها تحدٍ للسجان بكل المعايير، فالسجن إعدام بطيء، لكن أحمد قرر أن يستغل الوقت، ويحاول أن يعيش كباقي البشر. "نجح أحمد داخل السجن في دراسته الجامعية والماجستير في الدراسات التاريخية، ونجح كذلك تهريب النطفة كي تستمر الحياة،" قالت رسمية. وأشارت الزوجة التي وصلت من مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة أن عملية التهريب والانجاب هي مسألة إثبات حق ووجود في الحياة، سيما وأن لديهما طفلان، عبيدة (17 عاما)، وعلي (14عاما)، قبل اعتقال زوجها. "نحن عمليا نتمتع بالأطفال ولكن صارت المسألة أن الاحتلال يريد أن يشل حياتنا ونحن نتحداه،" قالت رسمية. يعج منزل الأسير شمالي بالمهنئين من الجيران والأقارب، ووزعت العائلة الحلوى على الزائرين ابتهاجا بنجاح العملية.
بجانب صورة كبيرة لوالد الأسير وجده الشهيد وقف عبيدة، الابن الأول لأحمد، ذو بشرة بيضاء وشعر أشقر، يحمل أخاه الجديد "راكان"، الذي يشبهه في لون الشعر والبشرة وقال فرحا إنه أصبح لديه أخوة صغار. "سيخرج أبي من السجن قريبا ويكون اخوتي قد كبروا، وأصبح لي أخت أيضا،" قال عبيدة مبتسما. واعتقل الاحتلال أحمد في الثاني من أغسطس 2008 وحكمت عليه بالسجن 18 عاما بتهمة الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال. وقال مدير الدراسات والتوثيق في هيئة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، إن مسألة تهريب النطف هي حق وغريزة إنسانية في المقام الأول، أضف إلى أنها عملية تمرد وانتصار على سياسات الاحتلال ضد الأسرى. وأشار فروانة، وهو أسير سابق، إلى أن عمليات تهريب النطف بدأت تقريبا في 2012 وأنجبت زوجات الأسرى 118 طفلا بعد 78 عملية تهريب. ويقبع في سجون الاحتلال 4900 أسير فلسطيني (رجالا ونساء) منهم 559 محكوم عليهم بالسجن المؤبد أو عدة مؤبدات، و400 أسير يقبعون في الأسر منذ عشرين عاما وأكثر، وفقا لفروانة. "قال الأسرى إن الحكم المؤبد لن يكون نهاية العالم ولن تتوقف حياتنا، سننجب الأطفال وتستمر حياتنا رغم أنف الاحتلال،" قال فروانة. ومَر حمْل رسمية بفترات خطرة سيما في الشهرين الأخيرين، وانتقلت من غزة لمستشفى المقاصد قبل موعد الميلاد، وضعت التوائم الأربعة في الثالث من مايو الماضي، وكانوا في وضع "حساس" فنقلهم الطاقم الطبي إلى حضانة خاصة بالمواليد الجدد. "مكثتُ في المستشفى لمدة 46 يوما تخللها رعاية ما قبل الميلاد وعملية الولادة والحضانة"، قالت رسمية. وتكفلت الحكومة الفلسطينية بالتغطية المالية لمكوث رسمية وأطفالها في المستشفى.
وأشار فروانة، وهو أسير سابق، أن الأسرى منذ بداية التسعينات ناقشوا بينهم ومع ذويهم ورجال دين قضية التهريب ونجحت أول عملية على يد الأسير عمار الزبن عام 2012 وكان مشجعا لغيره. وقالت نجاح شمالي (65 عاما)، والدة أحمد، إن العملية هي هزيمة للسجان الإسرائيلي الذي يتلذذ بتعذيب الأسرى الفلسطينيين وعوائلهم الذين يُحرمون مرارا من زيارة أبنائهم. وأشارت والدة الأسير إلى أنها حُرمت من زيارة ابنها أكثر من مرة منها 7 سنوات متواصلة دون زيارة واحدة. "كانت آخر زيارة مقررة لي في الثالث والعشرين من مايو الماضي لكن الاحتلال منعني، ومنعني أيضا من مرافقة زوجة احمد للمستشفى في القدس،" قالت والدة الأسير لمراسل وفا.
وحول روح "التحدي" التي يتمتع بها أحمد قالت والدته إنه تربى في منزل باتت فيه مقاومة الاحتلال جزءا من يومياتها فوالده عبد الرحيم منصور شمالي اعتقل واستشهد عام 1987. وتعبيرا عن فرحتها بالتوائم الأربعة قالت والدة أحمد "شعرت أن جزءا من أحمد سبقه إلى البيت الأمر الذي خفف من ألم الفراق وجعلني أزداد إيمانا أن أحمد سيعود قريبا." وقال فروانة إن ما يشجع عمليات التهريب هو تحمس الأسرى وروح التحدي لدى الأسرى الذين ينظرون لها كوجه من أوجه المقاومة، والأهالي والحاضنة المجتمعية والوطنية والدينية التي تكتنفها، أضف إلى ذلك تطور الطب الأمر الذي يؤهل عمليات الزراعة ونجاحها.