تواصل أسعار النفط تراجعها في ختام تعاملات الأسبوع، متجهة نحو تسجيل أطول سلسلة خسائر يومية منذ أغسطس 2021، وأكبر خسائر أسبوعية منذ أواخر يونيو الماضي، بفعل ضغوط متزايدة من مخاوف انكماش الطلب العالمي وعودة زيادة الإنتاج.

ماريا لعجال 

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر بنسبة 0.26% (0.2 دولار) إلى 66.24 دولاراً للبرميل، بعدما لامست 65.8 دولاراً في وقت سابق من التداولات، ليتجه الخام نحو خسائر أسبوعية تتجاوز 7.6%. كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم سبتمبر بـ0.45% (0.3 دولار) إلى 63.65 دولاراً للبرميل، بعد وصولها إلى 63.19 دولاراً، متجهة إلى هبوط أسبوعي يفوق 5.3%.

ويأتي هذا الأداء الضعيف وسط دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، التي تتراوح بين 10% و50% على شركاء تجاريين رئيسيين، حيز التنفيذ أمس الخميس، ما أثار مخاوف بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي وانعكاسه على الطلب على الخام، وفق محللي "إيه.إن.زد".

كما زاد من الضغوط قرار تحالف "أوبك+" هذا الأسبوع إلغاء أكبر شريحة من تخفيضات الإنتاج بداية سبتمبر، أي قبل أشهر من الموعد المقرر، مع إعلان زيادة الإمدادات بـ547 ألف برميل يومياً، وهو ما اعتبره محللون لدى "ريتربوش آند أسوشيتس" عاملاً سلبياً إضافياً، إلى جانب حالة الضبابية المرتبطة بالسياسات التجارية الأمريكية.

وفي تطور سياسي لافت، أكد الكرملين والبيت الأبيض عقد لقاء مرتقب بين الرئيسين الروسي والأمريكي خلال الأيام المقبلة، في أول قمة منذ 2021، ما عزز التوقعات بحل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا، وضغط على الأسعار، خاصة وأن روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً. كما هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم مماثلة على الصين، أكبر مشترٍ للخام الروسي، بعد فرضها على الهند.

ورغم هذه العوامل السلبية، حدّت بعض المؤشرات الإيجابية من حدة الخسائر، أبرزها انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 3 ملايين برميل، ورفع السعودية أسعار بيع النفط لآسيا، إضافة إلى قوة واردات الصين النفطية في يوليو التي ارتفعت 11.5% على أساس سنوي، رغم تراجعها 5.4% عن يونيو، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والجمارك الصينية