145

0

أول صور التضامن في الحياة ... التخلص من ثقافة الأنانية والتبذير.. !؟"

 

 

بقلم الإعلامي مسعود قادري 

لا أدري إذا كان بعض المواطنين يعايشون واقعهم المتطور باستمرار .. واقع متفتح على العالم كله  عبر وسائل الاتصال والوسائط الحديثة وما تطلعنا عليه آنيا من صور مخجلة لكل الميسورين في العالم وهم يبذرون ماوهبهم الله من فضل دون النظر والاعتبار لمعاناة شعوب  كثيرة من الحرمان والفقر وسوء التغذية وحاجة مواطنيها لأبسط مقومات الحياة وفي مقدمتها  لقمة عيش لصبي يئن ويقاوم الموت تحت وطأة حرب جائرة من كيان فاسق ومجرم وعنصري يبيد شعبا كاملا في غزة وفلسطين عامة بمؤازرة من أباطرة العالم وفراعينها ـ الغرب والعرب ـ وأعداء البشرية الذين يتلذذون بحرمان  أمما كاملة  من متاع الحياة البسيطة تاركين إياها تكابد الجوع والفقر المدقع وفقدان وسائل الحياة البدائية !.؟.

شعوب كثيرة  ـ وكلها من المنطقة الإسلامية ـ إذا وجد أطفالها ومواطنوها عامة قطرة ماء لبل الريق صباحا فلن يجدوها في المساء وكذلك الحال بالنسبة للقمة العيش وقطعة الخبز ..  في  اليمن ، الصومال، أفغانستان ولاجئو سوريا  بورما وغيرهم ، وكلهم إخوان لنا  في الإنسانية والدين والمصير..!؟

لاينظر إليهم أغنياء العالم كله بمافيه عالم المسلمين المتواطئين الساكتين عن الظلم  والحيف والحرمان الذي يعانيه إخوانهم  في الدين والعرق والوطن ويفضلون التكرم على كلاب وحيوانات نظرائهم من سادة العالم المتغطرس الذين يريدون العيش فوق هذه الأرض بمفردهم  وكأن خالق الأرض خصصها لهم بمفردهم..  وينسون أنه عادل يمهل ولا يهمل ..؟ .

هذا حال شعوب كثيرة في عالم الشمولية والحرية والديمقراطية . !. فما هو حالنا نحن في بلدنا ..؟   هناك فقراء ومعوزون وعائلات وأسر في وطننا العزيز ، لا تجد لقمة العيش ولا الفراش والغطاء الذي يقيها  حر الصيف وقر الشتاء.

هؤلاء الذين يعانون الفقر والاحتياج في بلدنا التي تقصر فيه جهات كثيرة في أداء مهامها تجاه الفقراء والمساكين .. ، ماذا لو اطلع فقراؤنا من القرى والمدن الداخلية والأحياء الشعبية على أكياس قماماتنا التي أصابتها التخمة من الإفراط  في التبذير والإسراف.؟. ماذا يقولون عن مجتمع مسلم طغت عليه ثقافة.." بعدي الطوفان .." ولا يفكر بعض افراده حتى  في أقرب المقربين منهم..؟.

إن الذين يفضلون ادخار المواد الغذائية في منازلهم ليرموا بها بعد أيام في  أكياس القمامة غير مبالين بالنصوص الشرعية التي تنبذ الإسراف والتبذير واحتكار الغذاء، لا يسيئون لأنفسهم ويرتكبون إثما بعملهم هذا فقط ، بل يلحقون الضرر المادي و المعنوي بأمتهم ودينهم ووطنهم  ...

 نرجو لهم الهداية والعودة إلى جادة الصواب والتخلص من الأنانية  والتفكير في إخوان لهم  في الوطن والعالم يموت أطفالهم وضعفاؤهم جوعا وعطشا..فمن يحس بهم  إذا لم يحس بهم إخوانهم في الدين والمقربين منهم في النسب والجيرة ممن حباهم الله بالكثير من النعم و..؟

ولكن بدلا من شكر الله  والتفضل ببعض ما زاد عن حاجتهم  يرمى في  أكياس الفضلات .. ألا فالنتق الله في انفسنا ونفكر في إخواننا.. ولنترك الأنانية التي لاتؤدي بصاحبها إلا إلى الهلاك في الدنيا والآخرة ..  ونتذكرقول الله ورسوله في هذا الشأن  من وعد للمحسنيين ووعيد للمقصرين من الأنانيين والمبذرين والمسرفين: الذين ينطلقون دائما من مبدأ " بعدي الطوفان .."..

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services