216
0
إنطلاق موسم جني التمور بولاية توقرت
إستفادة الفلاحين بأزيد من 21 ألف فسائل النخل جديدة
باشر العديد من الفلاحين لولاية توقرت بعملية جني محصول التمور تزامنا مع دخول فصل الخريف خاصة بعد موجة الحرارة الكبيرة التي عرفتها المنطقة هذا العام .
محمد الحسان رمون
و تحصي العملية جني أزيد من عشرة آلاف نخلة مثمرة من دقلة نور , فضلا عن الدقلة البيضاء و الغرس ومختلف الأصناف الأخرى.
و في السياق ذاته يتوقع الفلاحين وصول إلى قرابة مليون و 400 ألف قنطار من مختلف أنواع التمور وخاصة من نوع دقلة نور ، وهذا بعد حملات مكافحة الأوبئة خاصة البوفروة التي كبدت الفلاحين الكثير من الخسائر ، و عملية تجديد أشجار النخيل ، فحملة جني التمور والتي عادة ما تنطلق فعليا في أكتوبر إلى غاية ديسمبر تعد حدثا في غاية الأهمية في الوسط الفلاحي ، ذلك أنها تحول المنطقة إلى شبه خلية نحل من خلال كثرة النشاط كتعدد الأسواق و مجيء تجار من مختلف المناطق .
و تأخذ الكثير من بساتين النخيل المنتشرة بإقليم المنطقة ، صبغة ورشات متكاملة على اعتبار أن مختلف العمليات المتعلقة بمعالجة المنتوج كالجني والجمع والتعبئة تنجز بعين المكان .
و تتم عملية الجني بعد التأكد من نضج الغلة، لتبدأ العملية عند فجر كل يوم بفرش محيط النخلة بالبلاستيك أو ما شابه حتى يضمنوا سقوط التمر عليه عند قطع العراجين، ليتسلق بعدها "القطاع" النخلة وغالبا ما يكون من شريحة الشباب، وذلك على اعتبار أن العملية تتطلب مجهودا بدنيا وخفة، بعدها تأتي عملية الفرز، وهنا يأتي دور النسوة شابات وعجائز حيث يسعين على فرز كل عرجون حسب حجمه ومدى نضجه , و ما يميز هذه العملية الروح الأخوية و العائلية حيث تقوم العديد من العائلات بتراب ولاية توقرت بطهي الأكلات التقليدية على نيران الحطب , و تناول وجبة الغذاء بالبستان , أو مكان عملية الفرز وتعد هذه الاخيرة من تقاليد المنطقة على إمتداد تراب واد ريغ العريق .
ويطالب الفلاحون بولاية توقرت أن تولي السلطات الوصية عناية كبيرة واهتماما بالغا لترقية هذا القطاع ، لاسيما في شقه المتعلق بآليات تسويقه وتصديره إلى الخارج ، بالشكل الذي يسمح للجزائر بجلب العملة الصعبة من هذه الثروة، رغم أن الدولة في السنوات الأخيرة وضعت رهانات كبيرة عليها، لتكون منطلق نهضة فلاحية قوية، قد تصبح مستقبلا بديلا استراتيجيا عن المواد الطاقوية و حينها ستساهم في تشجيع الإستثمار الفلاحي بمناطق الواحات .
كما يبحث الفلاحون بتراب ولاية توقرت ، عن تطوير آليات العمل الفلاحي بدل الاعتماد على الطرق البدائية سواء في عملية الجني ومعالجة ومكافحة مختلف الأوبئة التي عادة ما تفتك بالغلة.
وفي إطار تجسيد مخطط القطاع لتطوير شعبة النخيل ودعم إنتاج التمور بالولاية ، يرتقب غرس أزيد من 21 ألف جبار جديد (فسائل النخيل) قبل نهاية العام الحالي ، و هي الحصة التي استفاد منها فلاحين ضمن برنامج الدعم الفلاحي لإقتناء وغرس الجبار .
فيما تحرص مديرية المصالح الفلاحية بولاية توقرت على تثمين هذه الشعبة الإستراتيجية وتعزيز مردوديتها من خلال العمل على ضمان مرافقة واسعة لمنتجي التمور والتكفل بانشغالاتهم وبالصعوبات التي تواجههم سيما ما تعلق بمسألة تسويق منتوج التمور في ظل انعدام أسواق و فضاءات تجارية محلية مخصصة لعرضه وتسويقه في ظروف ملائمة.
وتعد ولاية توقرت من الولايات الرائدة في إنتاج التمور ، حيث تحصي ثروة نخيل بتعداد يفوق 1.5 مليون نخلة عبر مختلف واحات وبساتين النخيل المنتشرة بالمنطقة .