814
0
إنطلاق أشغال المؤتمر الاقتصادي الجزائري المصري
أكد الرئيس التنفيذي للمكتب الدولي للاتحاد الجزائري للاقتصاد والاستثمار، عبد الله بن اعراب، أهمية المؤتمر الاقتصادي الذي يُعقد اليوم الأربعاء بمقر الاتحاد بالتعاون مع جمهورية مصر العربية، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يعكس حرص الجزائر على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل الظروف الراهنة، ويأتي ضمن سياق الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي شهدتها الجزائر.
مريم بوطرة
وأوضح بن اعراب أن البرامج الاقتصادية في الجزائر، بما في ذلك التدابير القانونية وإعادة هيكلة الهيئات، تهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة بالتوافق مع الدبلوماسية الاقتصادية للجزائر، مبرزًا أهمية الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر التي تمثل نموذجًا في التطوير والابتكار.
ولفت بن اعراب إلى أن الشركات المصرية مثل السويدي وحسن علام وبيتر وجيت وأوراسكوم، قد حققت نجاحات كبيرة في الجزائر من خلال استثماراتها التي ساهمت في تحقيق التنمية، نقل التكنولوجيا، وتوفير فرص العمل، مؤكدًا على دور شركة المقاولون العرب كمثال بارز في هذا السياق.
وبالعودة إلى فترة سابقة، أشاد بن اعراب بالعلاقات بين الجزائر ومصر التي شهدت دفعة قوية بفضل التفاهم والتناغم الكبيرين بين رئيس الجمهورية الجزائرية والمصرية، حيث ظهرت هذه العلاقة بوضوح خلال زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر مطلع 2022، والتي كانت فرصة ثمينة للتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في المجال الاقتصادي.
وأشار بن اعراب أن زيارة 2022 أسفرت عن مخرجات تنفيذية شكلت الأساس لعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية، والتي تم تعزيزها من خلال قمم رؤساء الدول العربية واللقاءات الثنائية بين رئيسي البلدين، مما أدي إلى تصاعد ملحوظ في العلاقات الثنائية بما يتماشى مع التاريخ الأخوي والروابط العميقة بين الجزائر ومصر.
ومع اقتراب ذكرى الاستقلال الثانية والستين للجزائر، ذكر بن اعراب أن الجزائر ومصر وقفوا جنبًا إلى جنب خلال ثورة التحرير وكفاحها ضد الاستعمار، وأن العلاقات بين البلدين تجسد نموذجًا للتعاون والتضامن الأخوي الذي يعزز الشراكة الاستراتيجية في المستقبل.
العلاقات بين مصر والجزائر تمتد إلى أعماق التاريخ
من جانبه، أفاد السفير المصري لدى الجزائر، مختار وريده ، بأن العلاقات بين مصر والجزائر تمتد إلى أعماق التاريخ، حيث بدأت شراكة قوية بين الدولتين منذ استقلال الجزائر في 1962، وذلك بفضل الدعم المتبادل الذي قدمته مصر للثوار الجزائريين خلال فترة الاستعمار الفرنسي ،موضحا السفير أن هذه العلاقة تشهد تطوراً ملحوظاً ونمواً بفضل رعاية الرئيسين مما أطلق آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأوضح السفير أن هناك فرصاً استثمارية عديدة في مصر، داعياً الشركات الجزائرية للاستفادة منها في مجالات متنوعة مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
استثمار الفرص الكبيرة التي تتيحها السوق الإفريقية
على صعيد آخر، دعا محمد مندور، رئيس شركة المقاولون العرب لإدارة المرافق، إلى تعزيز التعاون بين مصر والجزائر من خلال الاستثمار المشترك في مشاريع جديدة، مشدداً على أهمية الشراكة بين الشركات المصرية والجزائرية لتوسيع نطاق المشاريع في إفريقيا.
وأضاف مندور أن شركة المقاولون العرب ستستمر في تقديم خبراتها في إدارة المرافق، مُبرزاً دورها في المشاريع الكبرى التي بدأت منذ التسعينيات في الجزائر واحتفلت مؤخراً بمرور ثلاثين عاماً على تواجدها هناك.
كما شدد مندور على ضرورة استثمار الفرص الكبيرة التي تتيحها السوق الإفريقية، مشيراً إلى أن الميزان التجاري بين مصر والجزائر شهد تحسناً ملحوظاً هذا العام، حيث وصل إلى مليار دولار وأوضح أن هناك إمكانيات هائلة للتوسع والنمو في هذا المجال، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتبادل الخبرات بين البلدين لتحقيق التنمية المستدامة.