662
0
انتاج التمور الجزائرية... من تنوع الأصناف إلى تحويله لبدائل غذائية
يعتبر إنتاج التمور في الجزائر من أهم الموارد الاقتصادية والحيوية، وقد عرف هذا المنتوج طلبا كبيرا في السنوات الأخيرة، وذلك باعتباره بديلا صحيا لمعظم المنتجات المستهلكة يوميا، ما جعله محل اهتمام من قبل الدول المنتجة له، على غرار الدول العربية كالعراق و ليبيا و الجزائر.
شروق طالب
حيث تمثل الصحراء 75% من مساحة الجزائر الاجمالية،لذلك تعتبر مصدر هام لإنتاج هذه المادة وذلك بفضل واحات الجنوب الجزائري التي تعتبر بمثابة مواقع حيوية لزراعة التمور، وركيزة الفلاحة بتلك المناطق، وهذا بتقدير 16 مليون نخلة وبما يفوق 800 صنف، مما يجعل الجزائر ضمن الدول المنتجة والمصدرة لهذا المنتوج إلى عديد من دول العالم، كما أنها تحتل المرتبة الأولى من حيث الجودة بفضل صنف "دقلة نور".
ومع وجود عدة اصناف لشعبة التمور في الجزائر وتحويلات لهذه المادة، أصبح من الضروري العمل على التعريف بها أكثر من أي وقت سابق، ومن خلال الصالون الدولي للتمور المنظم من طرف وزارة الزراعة والتنمية الريفية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية و الغرفة الوطنية للفلاحة سيكون لهذه الشعبة آفاق اقتصادية اكبر، خاصة بما يتعلق بالتصدير والانتاج والتي رفعت من خلالها الدولة الجزائرية التحدي لبلوغ أعلى مستوياتها.
إنتاج التمور في ولاية بسكرة جودة وتنوعٌ في الأصناف
وبخصوص انتاج هذه الشعبة في منطقة بسكرة وأهم التحويلات للتمور، قال آل سليماني بلقاسم رئيس جمعية فلاحية و منتج تمور و صاحب خبرة أكثر من 20 سنة في المجال "جنيت عدة أصناف منها والتي وصلت إلى 15 نوع على غرار ارشتي ، بوحلاس، كلاية، ام جلول، طنطبوشت و حلوة".
وكما أضاف أنه يقوم بتحويل بعض الأصناف إلى منتجات غذائية كسكر التمر الذي يعتبر البديل الأمثل للسكر الابيض الغير صحي، بالإضافة إلى الروينة وهي عبارة عن خليط بين الشوفان والتمر والقمح التي تعتبر وجبة توفر لجسم الإنسان معظم احتياجه من البروتين والطاقة.
ومن جهة أخرى كان "لبركة نيوز" لقاء مع علي شيحي من جمعية فلاحية لتطوير وحماية النخيل من نفس الولاية الذي تحدث عن ما تقوم به الجمعية من تقديم تكوينات للفلاحين حول إنتاج منتوج بيولوجي، وذلك بتقديم لهم معلومات حول الزراعة التي لا تحتوي على مدخلات كيماوية من حيث الاسمدة أو مدخلات لعلاج الأمراض التي تصيب النخيل كسوسة النخيل، و تعليمهم صناعة الاسمدة الطبيعية من بقايا النخيل و السماد العضوي من اصل حيواني ما يعرف بسماد توبوست الذي يحافظ على البيئة والثروة المائية وخاصة عن سلالة التمور وجودتها.
وأشار شيحي إلى أن الهدف الحقيقي للصالون الدولي الرامي إلى التسويق للمنتج على مستوى عالمي والتعريف بباقي الاصناف التي تعتبر إضافة حقيقة للاقتصاد و تراث البلاد.
منتجات مستخلصة من التمر ذات جودة عالية تميزت بها ولاية غرداية
من ولاية غرداية كان لنا لقاء مع جمعية الرحمات المختصة في إنتاج وتحويل شعبة التمور لعدة منتجات صحية، أين عرف لنا داودي عزيز ممثل الجمعية في مستهل حديثه بالمنتجات التي تقدمها الجمعية وأهمها عسل التمر الذي يصنع من صنف خاص، كالتمر بتقطير البارد، وذلك باستعمال الضغط فقط دون استعمال الحرارة، وكذا دون حرق سكره مما يجعل منه عسل لا يقل أهمية على عسل النحل.
كما أضاف داودي من بين ماتقدمه جمعية الرحمات "سكر دودات وهو سكر طبيعي من دقلة الصفراء و دبس التمر، وكذا شوكولاتة بعسل التمر الخالية من المواد الحافظة وهي من بين المنتجات الموجهة خصيصا للأطفال بالإضافة إلى عجينة التمر بالمكسرات والسمسم كبديل عن الحلويات .
ونوه ذات المتحدث بأن ارباح الجمعية من خلال ماتقدمه من منتجات فإنها تحول لذوي الاحتياجات الخاصة وهو في الأساس هدف الرحمات منذ سنة 2015 بالتعاون مع فلاحين و رجال أعمال.
تحويل نواة التمر فكرة إبداعيّة لزيادة الدخل القومي
ومن ولاية ورقلة العريقة التي تعدت عندهم التحويلات البسيطة لشعبة التمور إلى تحويل مخلفاتها أيضا ، وفي ذات الشأن قال سدراتي بلقاسم فلاح ومحول في شعبة التمور بأنه "من خلال نواة التمر نستطيع إخراج منها قهوة طبيعة بدون إضافات، وهي أكثر طلبا في أوروبا وفي اسبانيا خاصة، مما يجعلها تساهم في زيادة الصادرات والدخل القومي، مشيرا إلى خل التمر الذي يعتبر هو الآخر بديل للخل المصنع.
وأما بخصوص "هاتكرموس" قال ذات المتحدث بأنه نوع خاص من التمور كما أنه لا يحتوي على السكر مما يجعله مفيد وآمانا لأصحاب مرض السكري، بالإضافة إلى مسحوق التمر الذي يستعمل" كطمينة" في المناسبات والأفراح في منطقة الجنوب الجزائري