439

0

انقطاع الكهرباء يفاقم معاناة سكان باتنة في عز موجة الحر

 


عاش سكان مدينة باتنة منذ ظهيرة الأمس الإثنين ساعات عصيبة عقب انقطاع مفاجئ ومطول في التيار الكهربائي مس عددًا كبيرًا من الأحياء بما فيها  كشيدة ، بوعقال ، تامشيط ، النصر ،طريق تازولت ،الرياض، الأقطاب العمرانية  حملة 1،2،3 امتدت إلى مناطق واسعة من مدينة باتنة.

ضياء الدين سعداوي

الإنقطاع الذي دام لساعات طويلة تزامن مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة ما زاد من استياء المواطنين خاصة في ظل غياب أي إشعار أو توضيح مسبق من الجهة المعنية.

وقد عجت مواقع التواصل الإجتماعي بتعليقات وتدوينات غاضبة، اتهم من خلالها المواطنون مسؤولي القطاع بـ"الإستهتار بمعاناة السكان"، مستنكرين ما وصفوه بـ"التناقض الفاضح بين تصريحات الإكتفاء الذاتي والإنقطاعات المتكررة".

سونلغاز توضح وتعتذر


وفي بيان توضيحي صدر عن مديرية توزيع الكهرباء "سونلغاز"بباتنة،  أوضحت الأخيرة أن الإنقطاع ناتج عن عطب مفاجئ أثر على تموين عدد من الأحياء مشيرة إلى أن فرقها التقنية جندت فورًا للتدخل والقيام بعمليات الإصلاح.

وأكد ذات البيان  أن عملية استرجاع التموين تمت بشكل تدريجي مع تقديم اعتذاراتها للمواطنين عما وصفته بـ"الإنقطاع الخارج عن نطاقها".

ورغم لغة التطمين والإعتذار إلا أن البيان لم ينجح في تهدئة غضب الشارع خاصة في ظل غياب تفسير واضح لطبيعة العطب وغياب إعلانات استباقية تمكن المواطنين من الإستعداد لأي طارئ.

موجة حر خانقة وتداعيات صحية


ولم يأتِ الإنقطاع الكهربائي في توقيت عادي بل صادف موجة حر شديدة تعرفها ولاية باتنة هذه الأيام حيث تجاوزت درجات الحرارة عتبة 43 درجة مئوية وفق ما أفادت به مصالح الأرصاد الجوية.

هذا الوضع أدى إلى تداعيات صحية في عدد من الأحياء، حيث اضطر العديد من المواطنين إلى نقل مرضاهم إلى المستشفيات بسبب تعطل أجهزة التبريد والتنفس خاصة عند المصابين بالربو أو الأمراض المزمنة فضلًا عن ارتفاع منسوب القلق لدى العائلات التي تضم رُضعًا أو مسنين.

في السياق ذاته أشار مواطنون من حملة 3  إلى أن "الانقطاع كان صعبًا جدًا بالنظر إلى شدة الحرارة داخل المنازل في وقت لم نتمكن فيه حتى من تشغيل المراوح فضلًا عن المكيفات."

شكوك حول "الاكتفاء الذاتي"


ويعيد هذا الإنقطاع المتكرر طرح علامات استفهام كبرى حول التصريحات الرسمية السابقة التي تحدثت عن دخول ولاية باتنة مرحلة "الاكتفاء الذاتي في مجال الكهرباء"، حيث كانت السلطات الولائية قد أكدت في أكثر من مناسبة استقرار الشبكة المحلية، وجاهزيتها لمواجهة الطلب المتزايد.

غير أن الواقع الميداني لا يزال يكشف هشاشة في البنية التحتية وضعفًا في منظومة التدخل عند الطوارئ إلى جانب غياب آلية ناجعة للتواصل السريع مع المواطنين خلال الأزمات.

مطالب بفتح تحقيق ومراجعة الخارطة التقنية


وفي ظل التذمر الواسع دعا مواطنون وممثلو المجتمع المدني إلى فتح تحقيق معمق في أسباب تكرار هذه الإنقطاعات خصوصًا خلال فترات الذروة مع مراجعة شاملة للخارطة التقنية للشبكة الكهربائية ومدى استجابتها للإمتداد العمراني والكثافة السكانية التي تعرفها عاصمة الولاية.

كما طالب مواطنون بإعادة النظر في كيفية تسيير أعطاب الشبكة وتعزيز فرق الصيانة والتدخل إلى جانب توفير آلية تحذير استباقي لتجنب المفاجآت، خاصة في الأحياء التي تضم مؤسسات صحية أو وحدات صناعية حساسة.

هل ستستمر "الأعطاب المفاجئة"؟


وفي غياب رؤية واضحة لتحسين الخدمة يبقى المواطن يدفع الثمن مع كل عطب "مفاجئ" وكل موجة حر في انتظار أن تتحول بيانات الإعتذار إلى مخطط عمل فعلي يضمن حق المواطن في خدمة عمومية مستقرة خصوصًا في قطاعات حيوية كالكهرباء.

 تقاطع التصريحات الرسمية مع الواقع اليومي للمواطنين يستوجب مقاربة صريحة حول مدى جاهزية الشبكة الكهربائية لمواجهة ضغط الطلب المتزايد على الكهرباء  فالبيانات وحدها لا تضيء المصابيح و لا تزود التجهيزات الكهرومنزلية بالطاقة الكهربائية.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services