222
0
اليوم الوطني للصحافة، لا تنسوا فضل السابقين ...؟

بقلم : مسعود قادري
أحيت الجزائر ككل سنة يوم 22 أكتوبر، اليوم الوطني للصحافة ، الذي تنظم فيه الوزارة المعنية بالاتصال ، حفلا على شرف الصحفيين العاملين دون السابقين، ممن قضوا حياتهم في الميدان وأقبروا وهم أحياء. في بيوتهم لا يسأل عنهم أحد وإن سئل عن البعض فهو دون الآخر، حتى ولو كان من بين أقدم قدماء الصحافة في البلاد...
من المقولات المشهورة في الجزائر، وحتى في العالم أن الإدارة ناكرة للجميل والنكران هنا يخص فضل الرجال والنساء على القطاع الذي قضوا فيه حياتهم، وساهموا بالقليل أو الكثير في تربية وتكوين أجيال من المقبلين على خدمة القطاع مهما كان نوعه . وقطاع الإعلام الذي كان للرجال فيه، فضل كبير في التعريف بالثورة التحريرية المباركة وإيصال صوتها إلى العالم بوسائل عصرها ،مع تضحية المهنيين في تلك الفترة، بشبابهم و الفداء بجهدهم و صحتهم و مواجهة التحديات المفروضة من العدو وغيرذلك .. واستمروا على هذا المنهاج حتى بعد النصر، حيث واصلوا الجهاد بوسائل تقليدية بسيطة وإمكانيات جد محدودة، لتنطلق بعدما هذا مسيرة البناء و استمرار المقاومة و مجابهة كل الظروف والأحوال العامة والخاصة ،وهؤلاء الرجال الذين خلفوا جيل الثورة وعاشروه في مسيرته البنائية منهم من التحق بالعالم الآخر في جو من النسيان وقلة الإهتمام ومنهم من مازال يعاني في فراش المرض دون أن يجد من يذكره سواء من المقربين إليه مهنيا أو ممن كان يأتمر بأوامرهم وينفذ توجيهاتهم ولو كانت ضد قناعته الشخصية ، المهم ان تكون في صالح الوطن وقيمه . لقد أحيت البلاد هذه السنة يوم الصحافة بعد يوم واحد من وفاة ـ المرحوم الهادي بن يخلف وهو واحد من رجال الإعلام الذين تنازلوا عن دراساتهم العلمية والتقنية وانغمسوا بكل كيانهم في عالم الصحافة والإعلام بداية الاستقلال فسخروا له كل حياتهم متنقلين بين هيئات التحرير في الصحف الوطنية المعربة ـ الشعب والنصرـ ثم وكالة الإنباء الجزائرية فرئاسة الجمهورية التي كلف بمديرية إعلامها لفترة طويلة . هذا الرجل الذي كان يفضل العمل في الخفاء ، ساهم في تكوين أجيال من الصحفيين الوطنيين من خلال مسؤولياته في رئاسة التحرير ، غادرنا إلى الدار الباقية بعد أن قضى عدة سنوات بعيدا عن الأضواء ملتزما بيته وأهله ، لكنه لم يلق ما يخصص لما يسمونه اليوم أيقونات إعلامية بمجرد ظهوره في شاشة من الشاشات أو كتابتها لمقال بلغة محبوبة عند فئة معينة من أبناء وطننا الذين مازالوا بعد 60سنة من الاستقلال يحنون لما يكتب من اليسار إلى اليمين ويفضلونه على غيرته مهما كانت ـ بساطته حتى لا أقول رداءته ـ مقارنه بما يكتب غيره من اليمين إلى اليسار، لكن الحنين إلى الماضي القريب ينسينا الماضي البعيد يوم كانت معرفة الكتابة من اليمين إلى اليسار فخرا وعزا لما لها من مساهمة في تطوير الحضارة الإنسانية قبل ظهور هذه اللغات التي فرضت بالبندقية والمدفع والتسلط ..؟ .. المهم أنه سيكون في نظري شخصيا مدلولا أوسع ومفهوما أعمق وهدفا أوضح وأنبل لليوم الوطني للصحافة عندما يصبح لوزارة لاتصال قائمة بكل الصحفيين المهنيين الحقيقيين ترجع إليها في كل مناسبة لتكريم الأحياء أو تذكر الأموات ولو بالترحم ـ دون تمييز بين الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية وبين المعرب والمفرنس ـ دون المعفس .. !؟ ـ على الأقل من باب ".. ولا تنسوا الفضل بينكم .." فمن لا يشكر الناس لا يشكرالله.. !.
والتعلم أيقونات ( ..؟!) الصحافة التي تتربع اليوم على عرش المبجلين بحق أو بدونه ، أنه لولا الذين التحقوا بجوار ربهم و أو الأحياء الذين يئنون اليوم في أفرشة المرض ـ ربما لا تلبي من منح التقاعد القديمة حتى شراء الدواء والعلاج ـ ممن سبقوك للميدان، ما كان لكم مكان في هذه المهنة التي تحصدون الآن ما زرعوه بوسائل وإمكانيات وفي ظروف غير التي تعملون فيها حاليا...؟ .فاذكروا فضل سلفكم يذكركم خلفكم !.. وإلا فالجزاء من جنس العمل.؟!. " .
والتذكر جميعا ما قيل قديما ".بروا آباءكم يبركم أبناؤكم..". فمن علمنا حرفا وسهر على تكويننا صار لنا مثل الأب الحقيقي وربما أكثر من حيث حجم وقيمة مأخذنا من عنده وما عشناه معه كرفقة طيبة في مسارنا المهني .. ..

