1595
0
أليات تفعيل الاقتصاد الثقافي في ظل التنمية المستدامة محور ملتقى جامعة الجزائر 03
الاقتصاد الثقافي: ركيزة مستدامة للتنمية الاقتصادية في العالم الحديث
شدد مدير الجامعة الجزائر 03 خالد رواسكي،اليوم الأربعاء ،خلال الملتقى الدولي المنظم من قبل مخبر الصناعات التقليدية وبالتنسيق مع كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير، الموسوم بأليات تفعيل الاقتصاد الثقافي في ظل التنمية المستدامة "أسس علمية وتجارب دولية " على الإصلاحات الجامعية التي من شأنها إرساء دعائم الاقتصاد الثقافي في الجزائر، ذلك بجامعة دالي ابراهيم.
مريم بوطرة
أوضح خالد رواسكي بأن موضوع الملتقى المنظم وهو الإقتصاد الثقافي و دوره في التنمية الاقتصادية المستدامة يدخل في إطار النشاطات البحثية التي تعكف عليها جامعة الجزائر 03 وهي ضمن الاستراتيجية الإصلاحية التي سنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في جعل الجامعة جامعة تمكين وجامعة للبحث الجاد وجعلها منفتحة على جميع الفواعل الاقتصادية والاجتماعية التي تتعامل مع الجامعة الجزائرية، بالإضافة إلى كونها مهتمة بالجانب الثقافي والإقتصادي.
أما عن الملتقى والهدف منه يؤكد ذات المتحدث بأنه جاء لربط مختلف الهيئات المندمجة مع محيط الجامعة نظرا لأهمية الموضوع خاصة وأن نسبة التبادل الثقافي على المستوى الخارجي في جانبه الاقتصادي تمثل 1، ترليون و938 مليار دولار على المستوى العالمي .
كما عبر عن طموحه ليكون للجزائر حصة من هذه التبادلات الثقافية ولا يؤتى هذا النصيب حسبه إلا عن طريق تكوين إطارات أكْفاء على مستوى الجامعة كخبراء حاملي مشاريع مبتكرة في هذا المجال، وهو ما جاءت به النصوص التنظيمية الجديدة لدى جامعة الجزائر 03.
أما رئيسة الملتقى وعضو في مخبر الصناعات التقليدية شفيقة صديقي، إعتبرت الثقافة في الوقت الحالي ليست وسيلة لترسيخ الهوية لتتعدى ذلك وتصبح رأس مال منشئ للثروة شأنها شأن الموارد الطبيعية التي تحقق الثروة للمجتمع مؤكدة بأن نجاح استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تتبناها أغلب الدول المتقدمة، تعتمد على استغلال كل القطاعات ذات المقومات المادية والبشرية والتي من شأنها خلق الثروة للبلد وتنميته.
وأضافت أن الدول الكبرى تهتم إلى جانب قطاعاتها الإستراتيجية بالقطاع الثقافي وهذا لسببين: السبب الأول يعكس القطاع الثقافي الخصوصيات الثقافية وهوية البلد والسبب الثاني: كونه قطاعاً اقتصادياً مولداً للثروة ومحركاً لقطاعات اقتصادية أخرى.
ثقافة المجتمعات بكل أنشطتها أصبحت تمثل الركيزة الرابعة للتنمية المستدامة
فضلا عن هذا فإن ثقافة المجتمعات بكل أنشطتها أصبحت تمثل الركيزة الرابعة للتنمية المستدامة إلى جانب النمو الاقتصادي، والاندماج الاجتماعي، والتوازن البيئي. فالاهتمام بالثقافة بصفة عامة وبالمنتجات الثقافية بصفة خاصة من شأنه أن يحقق أهدافاً اقتصادية واجتماعية وثقافية على حد سواء.
وعن أهداف الملتقى أشارت صديقي إلى العمل على التعريف بالقطاع الثقافي كقطاع اقتصادي وثقافي وفق مقاربات الاقتصاد الثقافي وكذا تحديد الإطار المفاهيمي للمنتجات الثقافية وربط قطاعها بالتنمية المستدامة، وتبيان الدور المحوري للاقتصاد الثقافي في تنشيط القطاعات الأخرى كالسياحة الثقافية، والمساهمة في التربية وتحسين الذوق الاجتماعي وفي شق أخر ذكرت ضرورة تشخيص واقع القطاع الثقافي في الجزائر ومدى إمكانية الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال بتحديد الآليات المناسبة لتفعيل الاقتصاد الثقافي.
وبالحديث عن محور الملتقى وهو الإقتصاد الثقافي خصصت جلسات وورش عمل الجلسة الأولى كانت برئاسة البروفيسور رفيقة حروش، عرفت مواضيع ذات الصلة كالاقتصاد السياسي للفنون تحدث خلاله البروفيسور مخلوف بوكروح عن أشكال تدبير الحقل الثقافي بالإضافة إلى النظر والتصور الاقتصادي للمنتوجات والصناعات الثقافية فأشارت رئيسة الملتقى لأهمية ضبط الإطار المفاهيمي للمنتجات من منظور علم الاقتصاد الثقافي.
أما البروفيسور من جامعة الجزائر 03 محند سعيد أوكيل تطرق خلال مداخلته لأهمية الصناعات الثقافية في تطوير الاقتصاديات والمجتمعات العربية والإسلامية كتوليد ايرادات وتوفير فرص إقتصادية في الاستثمار والتشغيل و أشار لأفاق السياحة الإسلامية وأبرزها كإقتصاد قوي عملت به مجتمعات إسلامية وحضت بالنجاح فيه عن طريق عنصري الإبداع والابتكار مؤكدا بذلك أن الثقافة هي مصدر الهوية والانتماء والتواصل واعتبارها عنصر جوهري في التنمية البشرية.
كما أشار ذات المتحدث لخصائص الثقافة أبرزها في شقين الملموس والغير الملموس ليصل بذلك إلى مقارنة بين سوق المنتجات الصناعية وغيرها بالنسبة للاستهلاك،و في أخر مداخلته أعطى توصيات أبرزها تكوين إطارات في الإقتصاد والصناعات الثقافية ليكون تخصص يدرس في الجامعة.
جهود الجزائر للمحافظة على الحرف الثقافية والتراثية: الصناعة التقليدية الفنية
وفي الجلسة الثانية تم تسليط الضوء على علاقة الجامعة بالمحيط الخارجي المنظومة البيئية والمقاولاتية، والرقمنة في مداخلته، شارك مدير مختبر الصناعات التقليدية محبوب بن حمودة، ، رؤيته حول الجهود الجزائرية المستمرة للمحافظة على الحرف الثقافية والتراثية. سلط الضوء على التقنيات الفنية التقليدية ودورها الحيوي في الحفاظ على الهوية الثقافية للبلاد. وتطرق بن حمودة للتحديات والفرص في هذا المجال، مما يساهم في تعزيز التراث الثقافي والاقتصادي للجزائر.
وعن النهوض بالاقتصاد الثقافي: الاستراتيجيات والآليات من منظور وزارة الثقافة والفنون، قدم مدير المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري محمد بوكراس، استراتيجيات وآليات للنهوض بالاقتصاد الثقافي في الجزائر، مستعرضا بذلك الجهود التي تبذلها الوزارة لدعم الفنانين والحرفيين وتعزيز صناعات الفنون والثقافة كمحرك للتنمية الاقتصادية.
هذا وقد شاركت نائب مدير تطوير الجودة بوزارة السياحة نبيلة كروش تجربة قطاع الصناعات التقليدية في حماية منتجات الصناعات التقليدية سلطت الضوء على الإجراءات والسياسات التي تم اتخاذها لحماية هذه المنتجات الفريدة والحفاظ على جودتها، مما يسهم في تعزيز السوق المحلية والدولية لهذه الصناعات.
تطوير الاقتصاد الثقافي من خلال استغلال التراث الأثري في الجزائر
ومجمل المداخلات تنوعت حول تطوير الاقتصاد الثقافي من خلال استغلال التراث الأثري في الجزائر ومناقشة الاستراتيجيات والمشاريع التي يمكن تنفيذها للحفاظ على المواقع الأثرية وجذب السياح والمستثمرين لدعم الاقتصاد الثقافي إلى جانب المقاولاتية الثقافية ودورها في تعزيز النمو الاقتصادي وكذا دور السينما كمحرك للاقتصاد الثقافي أشار المتحدث عن كيف يمكن للصناعة السينمائية أن تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى دورها في نقل الهوية الثقافية للجزائر إلى العالم الخارجي.
ويجدر الإشارة بأن برنامج الملتقى سيستمر ليوم غد9 نوفمبر في شكل جلسات حضورية و أخرى افتراضية بمداخلات من 35 جامعة وطنية و6 جامعات أجنبية وجلسة خاصة بالذكاء الاصطناعي، كم تم تكريم أستاذة من الجامعة. بالإضافة إلى تنظيم معرض على هامش أشغال الملتقى حول المنتجات الحرفية والصناعات التقليدية لينتهي الملتقى بتوصيات ستسمح بتطوير القطاع الثقافي بشكل خاص وخلق الثروة للبلد وتنميته بشكل عام.