إن اهتمام الجامعة كمؤسسة لخلق النوادي والتجمعات الطلابية يهدف أساسا إلى محاولة ربط الجانب العلمي بالجانب العملي، وتوفير حيز تطبيقي يجسد فيه الطالب ما تكون عليه داخل القاعات البيداغوجية والعمل على الرقي بالجامعة.

مريم بوطرة

 " الياسين الفلسطيني"  نادي علمي يهتم بتطوير البحث العلمي، من خلال أنشطة علمية تفاعلية وتواصل  خلال السنة الدراسية بمحاضرات وندوات علمية ثقافية مختلفة تنصب ضمن الإهتمام  بالقضية الفلسطينية  من جانب أخر ويعمل على توعية الطلبة بهذه القضية ودعمها.

بدايات النادي واهتماماته

عن تأسيس نادي الياسين الفلسطيني  تحدثنا رئيسته حمادي هاجر طالبة في قسم التاريخ والجغرافيا بالمدرسة العليا للأساتذة  أن تاريخ  التأسيس يعود إلى 13سنة بالمدرسة العليا للأساتذة بوزريعة على يد ثلة من الطلبة المتحمسين للعمل الطلابي ودعم للقضية الفلسطينية .

أما بخصوص أهم النشاطات التي يقوم بها النادي تضيف الطالبة حمادي أنها متنوعة بين تثقيفية وتكوينية تخدم أستاذ المستقبل وغالبا ما تكون  متزامنة مع أحداث  تاريخية أو مقدسية ومواكبة للتطورات الأحداث الأخيرة للقضية الفلسطينية، هذا بإعتبار النادي يحمل إسم الياسين الفلسطيني.

أما عن البرنامج المسطر لهذه السنة تقول محدثتنا أن النشاط إنطلق بإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني 29 نوفمبر، بالإضافة إلى خرجات ميدانية  وزياراة للمركز الثقافي الإسلامي لحضور محاضرات قيمة تثري المعارف لدى الطالب وتذكرهم بفلسطين ، كما كانت هناك مسابقات أدبية في طبعتها الثالثة  تحت شعار أقلام الأدباء في وصف أرض الأنبياء، بحضور كبار الكتاب والأدباء في الجزائر.

كما تم تنظيم ورشات تساعد  الطالب المقبل على التخرج، وأبرز نشاط كان بمناسبة اليوم العالمي للمعلم العربي الذي كان بتنشيط أبرز صناع المحتوى التعليمي في الجزائر وقدعرف رواجا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي، وتم تداوله عبر قنوات فضائية مختلفة فكانت هذه الندوة تحفيزية لطلبة المدرسة، عرفت نجاحا وقيمة مضافة  لهذه السنة.

وتتواصل نشاطات بتنظيم خرجات حسب الأحداث التاريخية كمجازر 08ماي وأخيرا يقام حفل ختامي يجمع باقي النوادي المتواجدة بالمدرسة.

دور النوادي الطلبية في تنشيط الساحة الجامعية

تختلف النوادي من ثقافية وعلمية وأخرى رياضية ولها دور كبير في تنشيط  عمل الجامعة فهي تسمح لطالب المنظم لنادي على حصوله على شهادة إضافية إلى جانب شهادة التخرج، وتعمل على تكوين الطالب وتطوير معارفه وتنمية قدراته.

وبالحديث عن أهدافه تقول رئيسة النادي أن أهم الأهداف الإهتمام  بالطالب أولويتنا، والعمل على الرقي به وبمهارته ومكتسباته وخدمته عن طريق معرفة إهتماماته هذا من جانب ومن جانب أخر إفساح المجال له من أجل إبراز مواهبه وقدراته،  وصولا إلى الأهم وهي القضية الفلسطينية فالنادي يولي لها إهتماما بارزا وهو الهدف الأساسي وذلك من خلال التعريف والتوعية بالقضية الفلسطينية التي تعد قضية محورية وعقائدية يجب أن يهتم بها الطالب الأستاذ الجزائري.

وعن المبادرة توجهت ذات المتحدثة بالتطرق إلى  تجربة مميزة دينية سميت بياسينيات أين كان طاقم الياسين يتوجه لطلبة كل الأقسام بمجموعة أسئلة حسب تخصصات المدرسة ويتم عرضها على صفحات النادي من أجل تعميم الفائدة وتطوير المعارف.

وعن تجربتها تحدثنا على أنها فريدة من نوعها غيرت من شخصها كليا حيث جعلت منها شخصا منفتحا على العمل الطلابي وغرست حب العمل والمبادرة وكذا القيادة وكل هذا بكون النادي يخدم ميولها وطور مهاراتها مما جعلها ترتقي تدريجيا من عضو إلى رئيسة لنادي منذ 3سنوات وخلالها عمل النادي بفريق ممتاز وناشط مقارنة  يثمن روح  العمل الجماعي.

الإنخراط في النوادي يساعد على التحصيل المعرفي

وأما عن فوائد الإنضمام للنادي تبرز ذات المتحدثة أنه يعمل على تنمية اهتمام الطلاب بالعلوم وتعريفهم بمجموعة متنوعة من التخصصات العلمية وتطوير مهاراتهم في العمل الميداني  كفن الخطابة والإلقاء والبحث وعرض المشاريع، كما يوفر نادي الياسين الفلسطيني للطلاب فرصًا للمشاركة في الأنشطة العملية المثيرة والمختلفة المتعلقة بالأستذة،والتي تجعلهم يفكرون بشكل نقدي ويتعاونون مع أقرانهم ويفكرون في طرق إبداعية للتألق والنجاح، وكذا توفير الدافع والإلهام المناسبين لمتابعة المعرفة العلمية بطريقة صارمة من خلال توسيع آفاقهم العلمية، لجعل الطلاب يفهمون قيمة الوقت.

وأخيرا بفضل الإنضمام تتسنى لهم الفرص لتقريب المدرسة من المجتمع وتعريف الناس بخدمات ومساهمة العلم في حياتهم ،إضافة إلى ذلك خلق قنوات للتواصل بالعلماء والمؤسسات العلمية الأخرى القريبة التي يمكنها زيارة المدرسة للتحدث إلى المتعلمين حول مواضيع تخصهم.

وفي ذات السياق نوهت أية بن وارث عضو بالنادي بفوائد الإنضمام وأعربت عن ذلك بقولها أنها إكتشفت مواهب لم تكن لتكتشفها لولا النادي من إبداع ومهارات وإكتساب للمعارف، قائلة: فكرة تستحق التجربة فهي إضافة ومكسب.

أوضحت ذات المتحدثة بإمكان كل طالب يريد تحقيق التحصيل المعرفي، النادي هو الوجهة والمكان المناسب لذلك بكونه يعمل على تنمية روح المنافسة الصحية بين الطلاب لصالح الفرد والمجتمع، وتعزيز فكرة الاعتماد على الذات وحب العمل التفاعلي من خلال الورشات التي يقوم بها نادي الياسين كالتصميم، التصوير.. كلها مهارات يكتسبها  وتساعده في بحثه العلمي وتحصيله المعرفي.

ومن جهتها تؤكد حمادي على ضرورة التنسيق بين النوادي العلمية المختلفة بالنسبة للمدرسة هناك تنسيق دائم من أجل التكامل حتى يكون هناك برنامج وأفكار مختلفة التي تسمح لطالب بالإلمام بعدة مواضيع ومعارف من خلال حضور المحاضرات أو النشاطات التي تديرها الأندية العلمية بتنشيط من أساتذة وخبراء وغيرهم من أهل الإختصاص حسب النشاط وبتالي تكون مجموعة من الأنشطة منجزة سنويا متميزة ومختلفة عن بعضها البعض.

 بين التحديات  والصعوبات ... عزيمة للتألق والاستمرار

أشارت المسؤولة عن النادي عن أبرزالعقبات التي تعترض عمل النادي كنقص الإمكانيات ونقص الميزانية لتغطية تكاليف الأنشطة وبعض العراقيل الإدارية  وعدم إلتزام الأعضاء في تأدية المهام الموكلة إليهم ، إلا أنها تعد تحدي لبقاء النادي والحفاظ عليه من أجل التألق.

في الختام دعت هاجر حمادي الطلبة الغير منخرطين في أندية علمية لخوض هذه التجربة بغض النظر عن تخصصهم لأنها أهم رافد من روافد تنمية ثقافة الطالب العلمية بما يساعده على النشاط والتطوع والعمل على الرقي بالجامعة وعليه دعت المسؤولين عن النادي بتعزيز دعمهم له، بإعتبارالنوادي الطلابية تساهم  بشكل كبيرفي تنشيط الحياة الجامعية.