117
0
التثقيف الصحي المدرسي... أساس لبناء أجيال أكثر وعيًا

بعد جائحة كورونا التي قلبت موازين الصحة العالمية، أصبح الاهتمام بالتثقيف والتعليم الصحي للأطفال، أمرا أساسيا ينطلق منهاجه من المراحل الأولى في المدرسة، باعتباره الخطوة الأساسية لبناء أجيال واعية ومدركة لأهمية الصحة بمفهومها الشامل.
شيماء منصور بوناب
بداية وقبل البحث في أهمية تلقين البرامج الصحية للأطفال، وجب الحديث عن هذا التثقيف الصحي الذي يمثل "عملية منظمة ومستمرة تهدف إلى نشر المعلومات والمعارف الصحية بين الأفراد والمجتمع، وتطوير المهارات والاتجاهات التي تساعدهم على اتخاذ قرارات صحية سليمة في حياتهم اليومية."
أهمية التثقيف الصحي في المدارس
تعزيز التثقيف الصحي داخل المؤسسات التربوية من شأنه زيادة الوعي الصحي و تمكين الأطفال من فهم قضايا الصحة والمرض من خلال تغيير سلوكياتهم وعاداتهم الضارة وتعويضها بسلوكيات اكثر ايجابية تعكس مدى فهمهم لواقعهم الصحي.
لابد من التنويه بأن هذا التثقيف الصحي التعليمي لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل يمتد ليشمل صحة العقل، والعاطفة، والصحة المجتمعية.
في ذات السياق، كشفت بعض الكتب و المصادر التعليمية العربية، على أن التثقيف الصحي كمادة تعليمية ،يسمح بتزويد الطلبة بالمفاهيم الصحية السليمة و بموضوعات صحية ذات أولوية مثل: النظافة الشخصية،التغذية، النشاط البدني، السالمة والوقاية، التوعية المرورية... الخ، وذلك بهدف تبني أنماط حياة صحية.
كما من شأنه دعم مقدمي خدمات الصحة المدرسية بالمعلومات الصحية وتمكينهم من غرس هذه المفاهيم في أذهان الطلبة من خلال دعمها بألنشطة المدرسية.
والأهم من كل ذلك يساعد هذا البرنامج على خفض نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة والتي لها علاقة بالأنماط الحياتية للأفراد.
برنامج التثقيف الصحي المدرسي
يرتكز البرنامج المتكامل للتثقيف الصحي المدرسي على أربعة أركان أساسية تم تقسيمها استنادا لواقع التجربة العلمية، وتشمل أولا السلوك الصحي السليم المرتبط ببيئة مدرسية صحية سليمة .
وهو ما يأخذ بعين الاعتبار فرص التربية الصحية المرتبطة بالبيئة المدرسية الصحية في تكوين السلوك الصحي السليم، وذلك من الناحية الطبيعية والاجتماعية، اذ يجب أن يعرف التلاميذ كيفية المحافظة على نظافة المدرسة ومرافقها كقاعدة أولى تفعل و تطبق على كل الأصعدة.
ثانيا، تثقيف صحي مرتبط بالخدمات المدرسية الصحية ، بحكم أن الخدمات المدرسية الصحية تحتوي على نواحي عديدة من الرعاية الصحية التي يمكن استغلالها في ممارسة التربية الصحية للتلاميذ .
ختاما ، التثقيف الصحي المدرسي ليس مادة تعليمية عابرة، بل هو استثمار طويل الأمد في صحة الأجيال المقبلة.
فالأطفال الذين يتعلمون العادات الصحية منذ الصغر، سيكونون في المستقبل شبابًا أكثر وعيًا، قادرين على بناء مجتمع متماسك ينعم بنوعية حياة أفضل.
وفي هذا السياق، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن "غرس الثقافة الصحية في المراحل التعليمية الأولى، يشكل خط الدفاع الأول ضد الأمراض، ويساهم في تمكين المجتمعات من بناء مستقبل أكثر صحة واستدامة."