343

0

التعبئة الإعلامية....كيف تكون في عصر حروب الجيل الجديد

جلسات إعلامية هادفة نظمها الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين

في ظل ما تتعرض له الجزائر  من حروب الكترونية،   وهجمات سيبرانية، كان لزاما على الإعلام الوطني الانخراط في هذه المعركة التي يصبح فيها الصحفي محاربا مدافعا عن وطنه بالصوت والصورة والقلم،

زهور بن عياد 

وتحت عنوان " التعبئة الإعلامية حصن الجزائر  المنتصرة المنيع"، نظم الاتحاد  الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين  جلسات إعلامية نشطها باحثين و أستاذة مختصين، تم طرح من خلالها مجموعة من الحلول الفعالة و عرض خطط استراتيجية لتجنيد كافة وسائل  الإعلام العمومية و الخاصة من أجل الدفاع عن  الوطن.

الإعلام  من سلطة رابعة الى فاعل استراتيجي 

وفي هذا السياق أكدت الدكتورة هالة دغمان  من جامعة سكيكدة في مداخلتها المعنونة ب"الإعلام  كفاعل استراتيجي في زمن الأزمات من نقل الحدث الى التأثير في الرأي العام"،   أن الإعلام  انتقل من سلطة رابعة الى فاعل استراتيجي،  يتميز بخصائص  معينة في ظل الأزمات منها ، السرعة في نقل  الأخبار  لضمان الوصول الفوري للمعلومات، و تجري المصداقية لتجنب تضليل الرأي العام  وتأثيره على مجريات الأزمة.

كما عرجت الدكتورة دغمان على اليات تشكيل الرأي العام وكيفية التعامل مع الأخبار  الزائفة في ظل الأزمات، وخلصت المتحدثة أن الأخبار الزائفة في الازمات ليست مجرد أخطاء بل قد تكون أدوات تضليل متعمدة  تزرع الخوف والفوضى أو تحركات الرأي العام نحو وجهات خاطئة، ودعت في نهاية  مداخلتها الإعلاميين  إلى استخدام أدوات رقمية للتحقق قبل النشر واعتماد مصادر  موثوقة مع التكوين  المهني المستمر لكشف التضليل.

فيما تطرقت الدكتورة هدى  بوعبد الله لحروب الجيل الجديد مبرزة  كيف انتقلت الحروب من ساحات المعارك التقليدية إلى ساحات الفضاءات الرقمية، وأشارت الى حروب الجيل الأول والثاني والثالث الرابع إلى غاية حروب الجيل الخامس،  والتي أطلق عليها الحروب الهجينة، وهي نوع من الحروب التي لا تستطيع الجيوش النظامية من الإطاحة بأعدائها.

أما حروب  الجيل الجديد تتضمن مجموعة من المفاهيم التي تستخدم أدوات غير عسكرية  لتحقيق أهداف استراتيجية وهي أخطر انواع  الحروب وهي حرب المعلومات التي تهدف للسيطرة على الإدراك الجمعي وتوجيهه،  مستخدمة التضليل والتزييف العميق، وهي تشمل الحروب السيبرانية والنفسية والحروب الاقتصادية. 

وتعتبر وسائل الإعلام السلاح الفعال في هذه الحروب،  بالإضافة الى التكنولوجيا و البيانات ويلعب فيها الذكاء الاصطناعي  دورا بارزا، واستدلت الدكتورة بعدة نماذج منها الربيع العربي،  والحرب الإعلامية بين روسيا وأكرانيا ونماذج أخرى.

وعن الإستراتيجية لمواجهة و تحقيق التحصين الدفاعي، دعت المتحدثة إلى ضرورة دعم الإعلام الوطني وسن تشريعات رقمية وتنظيم عمل المنصات بهدف بناء سيادة إعلامية وطنية مع تعزيز التربية الإعلامية والوعي الرقمي.

مرصد وطني لمحاربة  الشائعات 

 ومن جهته وفي مداخلته الموسومة ب"حروب الجيل الرابع الادراكية صناعة الأمن والفكر والأليات الذكية المضادة"،  تطرق الدكتور لطفي دكاني من جامعة عنابة الى أليات الحروب والتضليل  بواسطة التكنولوجيا،  وكذا الهجمات الإلكترونية والتي ضهرت بشكل جلي في الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة،  والتي كان هدفها  زعزعة الاستقرار الفكري واختراق المنظومة المجتمعية.

فالحرب النفسيه، يضيف الدكتور دكاني،  الهدف منها  تغيير الهندسة الاجتماعية واعادة  بناء قيم المجتمع المستهدف تحت دوافع ايديوجية واقتصادية وسياسية. 

أما عن طرق التصدي للحملات العدائية،  دعا الى ضرورة انشاء مرصد وطني لمكافحة الشائعات والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، بالاضافة الى هيكلة النظام الإعلامي بما يتماشى مع التطورات الإقليمية. 

ومن جهتها أبرزت البروفيسور  وحيدة سعدي أهمية الإعلام  الفاعل المرافق لتحديات الوطن واستراتيجياته الوجودية،  قائلة أن "الاعلام صنع رجال عظماء ساهموا في معركة التحرير واليوم نحن بحاجة لحضن اعلامي خاصة في ظل الهجمات التي أصبحت تطال الذاكرة"، ودعت الدكتورة سعدي  إلى تعبئة الإعلام لحماية  الوطن.

وفي السياق ذاته أوضحت أن الإعلام بلا قيم لا يمكن أن يؤدي وظائفه،  لذلك يجب أن يتحلى بأخلاقيات المهنة والصدق في اختيار المحتويات،  ليكون الإعلامي جندي الصورة والكلمة.

ومن جانب آخر تطرق البروفيسور نوار عبيدي أستاذ بجامعة عنابة،  لخصائص الحرب الإعلامية مستشهدا بحرب الخليج،  مبرزا كيف استعملت أمريكا الحرب الإعلامية  الناعمة وكيف صورت شركة هوليود السينمائية  الرجل الأمريكي على أنه الأقوى.

وأوضح البروفيسور كيف تم تدمير العراق انطلاقا من إشاعات مضللة بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل وكيف تم تعبئة الإعلام والسينما والمسرح لاقناع العالم بذلك.

وفي نهاية  الجلسات الحوارية وبعد فتح النقاش للاعلامين،  لطرح مختلف المقترحات لتحقيق تعبئة إعلامية وطنية، خلص المتدخلون إلى جملة من التوصيات منها انشاء خلايا  إعلام الأزمات داخل المؤسسات الإعلامية،  و إنشاء مرصد وطني لرصد الشائعات  والرد عليها وتشجيع مبادرات رقمية وضرورة دمج التربية  الإعلامية  والرقمية  في جميع المستويات.

كما تم اقتراح، دعم مراكز الأبحاث المتخصصة  في الذكاء الاصطناعي وحروب المعلومات، بالاضافه إلى تطوير سياسات الأمن السيبراني، وكذا تعزيز  الدور الوقائي للإعلام  للحد من انتشار الأخبار  الكاذبة ودعم الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services