444

0

التخطيط الإرهابي الغربي ضد المسلمين..الغرب خطط منذ زمن لما وصل إليه حال العرب اليوم ..؟

بقلم الإعلامي مسعود قادري

"مايظن السفيه  إلا مافيه  ..!؟" مقولة شعبية  تفيد أن السفيه هو من ينسب فعله السافل لغيره.. وهو حال الغرب بقيادة الاستدمار القديم والحديث الذي استعمل كل الوسائل الاستخبراتية والتدليسية قصد الإساءة للإسلام ورميه بالتهم الخبيثة التي هدفوا منها تضليل الرأي العالم العالمي وتأليبه ضد هذا الدين الذي يقلق الغرب ويهدده بالزوال وقد غزا دولهم بقيمه النبيلة وأخلاقه الفاضلة التي لاوجود لها في حضارة الغرب المادية الحيوانية ..

لكن حيل اليهود والنصارى التي كانت وراء كل التنظيمات التي صنعت في الغرب لتدنس الإسلام فشلت والحمد لله، لأن مابني على باطل فهو باطل .. !..لكن رغم هذا التخطيط الرهيب الذي يكيد به الغرب لتدمير العرب والمسلمين  ، نجد الكثير من أبناء هذه الأمة الذين يعايشون الواقع المر في غزة وفلسطين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كله بألم  وحسرة ودموع صامتة ..

 في هذه الظروف القاسية والمحزنة التي تمر بها  الأمة المحمدية يصعب على أبناء  الشعوب المقهورة في بلادنا تفهم ما يجري غزة وحولها جيوش تفتخر بالعدد والعدة وتفعل الأفاعيل في التنكيل بأبناء أمتها  لكنها  قوات من ورق عندما تتعرض الأمة للخزي والعار ، لا لشيء إلا لأن قادتهم باعوا الشرف والدين وانحنوا لليهود والنصارى بدل الانحناء لمن خلقهم  وإليه يرجع الأمر من قبل وبعد  و.. عرب كثيرون في كل الأقطار من الخليج إلى المحيط  لايفهمون  مايجري بالتحديد في هذا القسم من العالم وما تخطط له الدوائر الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والأمبراطوريات الاستدمارية الغربية السابقة ..  فرنسا وأنجلترا اللتان سببتا  كل المصائب التي تعاني منها مقدمتها المنطقة العربية التي تركزت عليها كل التخطيطات الغربية لموقعها الجغرافي المتميز وخيراتها الظاهرة والباطنة واحتضانها لكل الحضارات الانسانية العريقة والديانات السماوية الرئيسة واختلافها عن الغرب  ثقافة وعقيدة تعارض كل المخططات الانحلالية التي تسعى الصهيونية العالمية  ( أي طوائف النصرانية المتطرفة والمتعجرفة المتحالفة مع اليهود ) بقيادة الحلف الأطلسي  لضرب الإسلام  وقيمه النبيلة ..

الحقيقة غير المعلنة التي يدبرها الغرب للمنطقة العربية لاتقتصر على إبادة الشعب الفلسطيني في غزة بالخصوص ، بل مجاراة اليهود في عقيدتهم المزيفة وضم كل المنطقة العربية في المشرق ، فيتحقق للغرب هدفان ، الأول، التخلص من اليهود في بلدانهم لأنهم فئة غير مرغوب فيها عند الغرب منذ أمد بعيد ولم يحميهم ويعاشرهم غير المسلمين قبل تنكرهم لهم والانقلاب على من حماهم طوال القرون السابقة ... الهدف الثاني اقتصادي غربي بحت  ، وهو وضع هذا الكيان في قلب العلم الاسلامي ليعيق وحدته ـ كما سيأتي ـ ويحفظ لأمريكا والغرب اقتصادها بسد الطريق عن الغزو الاقتصادي الصيني الرهيب وذلك بالقضاء على سكان غزة وتحويلها إلى معبر بحري يقضي على قناة السويس من جهة  ويقرب المسافة بين الغرب ومصادر الطاقة بالخليج ، بعدأن يتم ضم بعض دوله للكيان العبري  واستسلام البعض الآخر بعد القضاء على كل " الرجال المخلصين للدين والوطن..؟ !" في المنطقة ..

الحروب الصليبية بشعار وأهداف جديدة ..

المصائب التي عانى ويعاني منها العرب، كانت كلها من تدبير المخابرات والاستراتيجيات الانجليزية  التي تسهرمنذ عقود على استمرار  الحروب الصليبية الموجهة ضد الإسلام وليس غيره لكن بمنطلق ومعطيات تتوافق مع متطلبات العصر وما يزخر به الغرب من قوى مدمرة  تخيف الصديق قبل العدو .. فالحروب الصليبة قديما كانت تتزعمها أمبراطورية الإنجليز حتى قبل ظهور أمريكا كقوة كبرى  ذات جذور أوروبية  وبمصالح تفوق مصالح الأجداد في القارة القديمة ..  هذه الحروب لم تتوقف عبر التاريخ لكنها كانت تأخذ أشكالا وأشكالا  متوافقة مع المراحل .. فبينما  كانت فرنسا وأنجلترا منشغلتين في امتصاص دماء وخيرات  شعوب إفريقيا وآسيا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ، كانت الولايات المتحدة تنهي مهامها  السرية الداخلية بإبادة الهنود الحمر والتنكيل بالسود المهجرين عنوة واستعبادا من إفريقيا .

 ولما استكمل الأوروبيون ما يحتاجونه من خيرات مستدمراتهم السابقة واستغنت القارة القديمة وتطورت وحسنت حالة شعوبها .. بدا للذئب أن يغير جلده ويتقمص جلد الحمل الوديع  المحافظ على حرية الأفراد والجماعات ـ في بلادهم دون غيرها ـ فصدقه المغفلون من أبناء العالم الثالث من الذين تشبعوا من ثقافتهم على حساب الثقافة الأصلية .. في نفس الوقت  تصاعد  الحس الثوري  المعارض للتواجد الاستدماري بعد الحرب العالمية الثانية ، حيث تغير نمط المعالجلة لقضايا العالم عامة مع ظهور المنظمة الأممية والكتلة الشيوعية المعادية لمصالح الغرب  اللبرالي ..

العرب والمسلمون في عين الاستدمار الانجليزي ؟...

المنطقة العربية كانت لها خصوصيات وبداية الاهتمام بها ليس كبقية المناطق في العالم ، بل اهتمام تدميري لايعطي للجنس العربي المسلم أي قيمة ، بل لايعطي له حتى الحق في الحرية والحياة ولا تمنح له حتى فرصة الاتحاد في دولة قوية تقلق الغرب وتوجهاته ـخاصة إن توحدت باسم الدين وشرعه .. . إذن الاهتمام بالمنطقة العربية أملته تطلعات الغرب الاستدماري القديم في البحث عن الطريقة التي تحفظ له مصالحه في هذه الجزء المركزي والثري  بكل الخيرات في العالم   .. فما هو الحل ؟..

 الحل،  فكر فيه حكام المملكة المتحدة قبل  بن غوريون وغيره وحددوه بضرورة زرع جسم غريب وسط الشعوب العربية  ينميه الغرب ويرعاه وتحدد مهمته في إشعال الفتن والحروب بين حكام تلك المنطقة وتخويفهم ببعضهم ، خاصة أن أغلبهم من صنع وتسمين الأمبراطورية الانجليزية التي تنازلت لهم عن الاستقلال ظاهريا واحتفظت بمفاتيح الخزائن الرئيسية ومقاليد الحكم الحقيقي التي تهددهم بها كلما حاولوا التملص من قبضتها !؟ ..

المنطقة العربية مكيدتها قديمة وجرحها غائر،خاصة بعد أن ساهمت الأنظمة التي كانت سائدة في المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى في تدعيم الحلفاء ضد الخلافة العثمانية التي حولتها الدعاية الأنجليزية إلى العدو رقم واحد عند حكام العرب وقلة من الشعوب المقهورة التي اعتقد السذج منها أن بريطانيا هي الحبيب والصديق الذي يتمسكن حتى يتمكن ثم يتفرغ لتنفيذ مخططاته الرهيبة ضد المنطقة والتي دبرت قبل وعد بلفور بعشر سنوات و دائما من الأنجليز  طبعا ....

كامبل يمهد لوعد بيلفور..؟  

 في تقرير لرئيس وزراء بريطانيا " هنري كامبل  بانيرمان( 1836 ـ 1908)   سنة 1907 ـ  قبل وعد بيلفور بعقد كامل (10سنوات ) ـ كتب هذا العنصري البريطاني يقول : إن الشعوب العربية الإسلامية التي تراقب مساحات شاسعة غنية بالموارد المعروفة والمخفية ـ الباطنية ـ  ، تقع في ملتقى الطرق التجارية العالمية وتشكل تهديدا كبيرا لأوروبا وعائقا لتوسعها . أراضي هذا الشعوب كانت مهدا للحضارات والديانات الانسانية . شعوبها موحدة بالعقيدة ، اللغة ، التاريخ وتشترك كلها في نفس الطموحات ، ولا يمكن لأي حاجز طبيعي أن يفصلها عن بعضها .وإذا وفقت هذه الأمة في التجمع ضمن دولة واحدة، فستتحكم في مصير العالم  وسيكون بوسعها فصل أوروبا عن بقية العالم ، وهنا وجب علينا أخذ الأمور بجدية ، والإسراع في  زرع جسم غريب وسط هذه الأمة لعرقلة وحدتها  وافتعال كل السبل التي  تجعلها تستنفذ طاقاتها في حروب لامتناهية، ويمكن أن يشكل الكيان المقترح جسرا وسندا  للغرب في الوصول إلى اهدافه المسطرة .. ومن بين مااقترحه كامبل " إنشاء كيان  في فلسطين تحميه قوة أجنبية كبيرة ، مهمة هذا الكيان  العداوة مع الجيران والمحبة لدول الغرب ومصالحها .." ويستمر التخطيط الإرهابي بوعد بلفور 1917 ، ثم توالت النكبات والانتكتسات  ودخل المخطط الإجرامي حيز التنفيذ ,...   ( مترجم عن نص فرنسي )   

هذا هو حق العرب والمسلمين من التفكير الإنجليزي الذي يعتبرون أهله أصدقاء يرتمون  في أحضانهم و مصدر الحرية والإلهام الديمقراطي المزيف  ..فما حدث في فلسطين بعد فكرة كامبل معروف وجرائم اليهود والإنجليز محفورة في ذاكرة من عاش الأحداث الرهيبة وحقد السفلة اليهود  والأنجليز على العنصر العربي المسلم  الذي قاوم وما زال يقاوم منذ  أكثر من 75 سنة وما زالت شعبها صامد يدفع يوميا ثمن الحرية غاليا ليكون النصر حليفه بإذن الله ويرد الله كيد أمريكا والغرب في نحورهم  ..

كامبل مهندس  المكيدة ضد العرب والمسلمين ..

لم تبق فكرة كامبل حبيسة الأدراج ، ولم يكن حال العرب والمسلمين الواقعين تحت السيطرة البرياطينة وحدها قادرين على المعارضة أو التفوه ببنت شفة ،كما يقولون ، ليس لضعف الشعوب العربية  أو إحجامها عن الجهاد دفاعا عن شرف الأمة وكرامتها  ، لكن لالتصاق القادة بالكراسي التي نصبتهم فيها حكومة جلالة الملكة أو رئيس فرنسا في أجزاء من المغرب العربي  ـ مازالت لحد الآن تدين بالولاء اللامشروط لباريس ـ ..فكرة كامبل تبعتها قرارات ووعود  أبرزها وعد بلفور المشؤوم وما لحقه من مآسي ضد الفلسطينيين والعرب عامة .. لكن الفكر الذي انطلق منه كامبل مازال سائدا إلى اليوم عند الأنجليز الذين حاولوا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إقناع الشعوب المستضعفة في العالم بأن لندن ومعها حلفاؤها في باريس وواشنطن وبقية دول الغرب الأوروبي هي منارة ومشعل الحرية  والديمقراطية ..بل إنهم أطلقوا على العالم الغربي الاستدماري " العالم الحر" ليخفوا المجازر الرهيبة التي ارتكبوها ضد شعوب العالم في العديد من المناطق  ، سنورد بعضها فيما بعد ..

تأثير الثقافة الغربية التي زرعها المستمدرون أينما مروا ونهموا من الخيرات ، جعلت الكثير من المبهورين بحضارتهم القائمة على أسس مادية لا إخلاقية ، يقتنعون بطروحات مستدمريمهم السابقين ويقتنعون أنهم يصدرون لهم الحرية والفكر المثالي المتخلق وهم يبعثون لنا في السموم ولا يرون فينا غير أسواق واسعة لسلعهم المنطلقة من مواد أولية استولوا وما زالوا يستولون عليها من أوطان خربوها  وتركوها جرداء تلجأ إليهم في كل صغيرة وكبيرة .. لانتعجب من وجود عملاء لهم يدافعون عن طروحاتهم  حتى وهم يرون بأمهات أعينهم ماترتبه القوات الغربية  من أعمال شنيعة ضد الإنسانية في كل مكان ينتفض شعبه لاستعادة كرامته وحريته أو يعارض توجهاتهم الحيوانية  ..

 أفكار الساسة الغربيين عامة والأنجلو أمريكيين بالخصوص  لم تختلف كثيرا عن فكرة كامبل وطروحاته الماكرة ضد المسلمين والعرب لحساب مصالحهم المادية  وتدبيرهم الخبيث ضد البشر،  وسنعرض هنا رأي مسؤول سياسي إنجليزي يعيش واقع الحال  ومايتعرض له شعب فلسطين من إبادة  على يد كيان صهيوني مجرم ،بدعم ومساندة من الغرب كله مع حثالة من العرب المقهورين المنبطحين من أجل بطونهم و...  

" كير ستارمر "  عدونا الحقيقي هو الإسلام ونبيه محمد ..؟ !"  

 لم يخف زعيم حزب العمال البريطاني " كير ستارمر" عضو مجلس العموم البريطاني   النظرة المصلحية في جديد التعامل الغربي مع العرب والمسلمين بعد "طوفان الأقصى " بقوله :   علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وواضحين في علاقاتنا  بالعالم العربي والإسلامي ، ونقول الحقيقة لأبنائنا حتى لانتصادم معهم مستقبلا فيصابوا بالاضطراب الفكري  والتناقضات النفسية بعد إيمانهم بالقيم الليبرالية واحتياجات أمننا القومي التي زادت في تناقضاتها الثورة الرقمية ووسائل التواصل العابرة للقارات ..ويضيف ستارمر  في حديث لجريدة " "the sun  البريطانية بقوله :" خلافاتنا الحقيقية ليست مع المسلمين ولا الأنظمة الحاكمة التي هي من صنعنا ، تدور في فلكنا وتستمد بقاءها من مساندتنا وتتنفذ سياستنا التي تخدم الأمن القومي الغربي بغض النظر عن أمنها القومي .. إذن،  فحقيقة الأزمة في علاقات الغرب مع العالم الإسلامي عموما  والعرب بالخصوص كونه يقع في مركز العالم  ، هي أن  مشكلتنا مع الإسلام نفسه ونبيه  محمد  "فالاسلام دين حضاري يمتلك الإجابات التفصيلية  لكل الأسئلة الوجودية والحضارية مما يجعله منافسا عنيدا للحضارة الغربية التي بدأت تفقد تألقها بينما الإسلام ونبيه يزدادان  تألقا  حتى داخل المجتمعات الغربية  حيث توجه الكثير من الشباب  والنخب  إلى اعتناق الإسلام  لأنهم وجدوا فيه مايستجيب لاحتياجاتهم النفسية والروحية والوجودية والاجتماعية التي أغرقتهم فيها حضارتنا المتناقضة .."

مبدأ الجحود قائم ، يعني   بالدارجة" معزة ولو طارت .؟ !.:

هذا المثل الشعبي الجزائري المشهور عن عدم الاعتراف بالحق مهما كانت حجته يثبته المسؤول الإنجليزي الذي ذكرني بابي جهل في حجوده للدين رغم اعترافه بان ماجاء به محمد هو الحق  ..وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم عن موقف الكفارمن الاسلام في صورة الأنعام ( الآية 33 ) :"قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون...."  فمشكلة الغرب ليست مع البشر في العالم الإسلامي ولكن مع دينهم  الذي يقول المتحدث بأنه لاخيار لنا إلا مواجهته  لإيقاف تدفق المسلمين والفكر الأسلامي،   والإسراع في سن قوانين تدفع المسلمين إلى مغادرة أوروبا  مثل القوانين التي سنتها السويد والتي تنفر المسلمين بما فيها من تشجيع للشذوذ والمثلية والإلحاد، فهذا يجبر المسلمين إما إلى مغادرة أوروبا أو الانصهار في حضارتها بترك الإسلام، كما يقترح  " كير ستارمر" سن قوانين تمنع المسلمين من دخول أوروبا وأمريكا ولو بالتعاون مع الدول الإسلامية  ( فأين  هي حرية المعتقد والحرية الفردية  وما يدعيه الغرب  من ديمقراطية  وهف ...؟ !)

دعم غير مشروط لإسرائيل ..

من جهة أخرى يؤكد " ستارمر " وجوب دعم إسرائيل بكل الطرق والإمكانيات وبدون شروط،  مهما كانت قساوة ماتقوم به ، حتى لانسمح بتكون نواة لنظام إسلامي في غزة  يشجع بقية الشعوب الإسلامية على الاقتداء به  ، كما يجب الاستفادة من الدعم الذي تحظى به إسرائيل من جيرانها العرب الذين لايريدون قيام أي نظام إسلامي أو ديمقراطي  وهذه نقطة يراها ستارمر مهمة جدا وتدعو إلى ضرورة مساندة الأنظمة اوالحكومات العربية التي تحارب قيام أي نظام يستمد قيمه من تعاليم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وكتابه المقدس، ولا يهم مانقوم به إن كان خطأ أو صوابا  لأن مايهمنا هو حماية قيمنا الليبرالية وأمننا القومي .

تناقض الخيارات الغربية ..

ويعترف ستارمى بأن الغرب حاليا أمام خيارات متناقضة ومخيفة ،فالاستمرار في خياراتنا الليبرالية يفقدنا الحصانة من الزحف الاسلامي والعودة إلى الكنيسة يهدم قيمنا الليبرالية ويؤثر على منجزاتنا الحضارية خاصة أن أجيالا عديدة من سكان الغرب لم تعد تؤمن بالمسيح وليست مستعدة  للعودة إلى الكنيسة  ..

 مايخشاه ستارمر في نهاية حديثه الذي يعترف فيه صراحة بأن الإسلام هو الدين الحق،  لكن يجب مواجهته ومحاربته بكل الطرق والوسائل  حتى ولو اضطررنا إلى افتعال حروب غير متناهية بين وضد الدول الإسلامية .. لايهم مآلها وما تخلفه من تأثير على شعوب المنطقة  .  بالمختصر المفيد،  أن الإنجليز لم يتغير تفكيرهم الاستدماري نحو المسلمين فهم مستعدون من أجل مصالحهم المادية وما يسمونه أمنهم  القومي إبادة كل المسلمين ليخلو لهم الجو في حياتهم الشيطانية التي سيبيدهم الله من أجلها كما أباد غيرهم من الأمم التي خالفت سننه الكونية التي لاتتغير ولا تتبدل .؟..

الخلاصة التي أريد الوصول إليها من خلال الربط بين هذا الحديث وموقف سلفه في بداية القرن العشرين من العرب والمسلمين، هو أن الفكر الغربي لم يتغير وستبقى الحروب الصليبية معلنة ضد المسلمين بالسبب وبدون سبب، وهاهم بعد فشل مخططات اتهام الإسلام بالإرهاب  ، يكشفون جحودهم وعداوتهم لدين الله الحق، وهو نفس التفكير الذي فكر به أبو جهل وأوائل المشركين في بداية الرسالة المحمدية مع الفرق أن هذه الإنجليزي العنصري  يعتبر نفسه مفكرا ومتحضرا  بينما عرب الجزيرة لم يكن لهم  مايدعو للتفكير  في محتوى الدين وأحقية الله بالعبادة عن صنم أووثن صنعوه بأنفسهم .. فالأصل واحد  وشيطان الأمس هو شيطان اليوم ..؟

حضارة قامت على جماجم الأبرياء  والمضطهدين

 الحضارة المادية التي يفتخر بها ستارمر ومن سبقه من ثعالب الإنجليز وقادة الغرب كلهم  ، قامت  ووصلت إلى ماوصلت إليه  من تطور بفعل إذلال الشعوب  وسلب خيراتها  وحقها في الحياة التي تعيشها مهما كانت بساطتها ....حضارة الغرب قامت كلها على جماجم الأبرياء من البشر، واستعملت فيها كل وسال القتل ، القهر، الغبن، التجويع والنفي وما إلى ذلك .. فلولا خيرات إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ماقامت لفرنسا وإنجلترا ثم الولايات المتحدة قائمة ولا طلعت عليهم شمس.. بالسلب والنهب والتقتيل والتهجبر سلكوا طريق بناء مجتمعاتهم على حساب غيرهم ..فما فعلته أمريكا بالهنود الحمر وما قامت به فرنسا وإنجلترا في مستدمراتها السابقة يندى لها جبين البشرية مع أن القائمين به حولوا قادة جيوشهم الظالمة المستدمرة المستبدة إلى فاتحين وأبطال وناقلين لحضارة أساسها الظلم والجور وقيمها الكسب بكل الطرق ولو بقتل سكان دول كاملة .. لاينسى الكثير من المجازر التي قامت بها فرنسا في الجزائر ومستدمراتها في إفريقيا وما فعلته إنجلترا ببقية الشعوب الإفريقية والآسيوية   وما خلفته أمريكا من إبادة  وتدمير أينما حلت.. في فيتنام، العراق وافغانستان وقبل الكل  هيروشيما وناكازاكي باليابان  وكيف اشترت  أرخبيل   من جزر موريس في المحيط الهندي " أرخبيل تشاجوس "  من أمها الحبيبة إنجلترا من أجل إقامة قاعدة بالمحيط الهادي " دييغو غارسيا "   تسيطر بها على إفريقيا والشرق الأوسط  .. تمت عملية البيع سنة1965 سريا  وكان المقابل  تخفيض أسعار غواصات " بولاريس "  مقابل إبادة جماعية لسكان الأرخبيل  بقتلهم وحرق بيوتهم وإرغامهم على الهجرة من قبل الجيش الإنجليزي الذي كان يحتل جزر موريس.. الطريقة البشعة التي استعملت لإفراغ الأرخبيل من سكانه وحيواناتهم بالقتل الجماعي وحرق المساكن والحياوانات وتهجيرهم عنوة من قبل  البحرية البريطانية، هي نفس  الطريقة الهمجية التي كلفت إسرائيل بتنفيذها في غزة وستفشل بعون الله وصمود أبناء الشعب الفلسطيني البطل .. إنهم شرار خلق الله في الأرض لاإنسانية لهم ولا أخلاق ..وسيرينا الله فيهم يوما اسود من أيام الأمم الظالمة التي سبقتهم ..

 اللهم انصر المظلومين في كل مكان

   

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services