شهد قصر المعارض بالصنوبر البحري، اليوم الاربعاء، انطلاق فعاليات الطبعة الرابعة من صالون التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية “ECSEL EXPO 2025”، وسط حضور رسمي واهتمام إعلامي واسع.

هارون الرشيد بن حليمة

 وقد أشرفت على الافتتاح وزيرة التجارة الداخلية وضبط السوق أمال عبد اللطيف، رفقة وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة نور الدين واضح، ووزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي، ووزيرة الرقمنة والإحصائيات مريم بن مولود، بحضور ممثلين عن الهيئات الحكومية والاقتصادية وعدد من أصحاب المؤسسات الناشئة.

ويُعد هذا الصالون، الذي يمتد من 15 إلى 18 أكتوبر الجاري، من أبرز التظاهرات الاقتصادية في إفريقيا المخصصة للتجارة الإلكترونية، حيث يجمع العارضين المحليين والدوليين، ويتيح فضاءً للتبادل والتعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع الرقمي.

دعم التجارة الإلكترونية

في ذات السياق أكدت وزيرة التجارة الداخلية وضبط السوق، أمال عبد اللطيف، في كلمتها خلال الافتتاح، أن تنظيم هذا الصالون يعكس التزام الدولة الجزائرية بدعم الاقتصاد الرقمي وتعزيز بيئة التجارة الإلكترونية كأحد محركات التنمية المستدامة. 

 

وأكدت ذات الوزيرة، أن الحكومة  “تسعى  إلى تطوير الإطار القانوني والتنظيمي للتجارة الإلكترونية بما يضمن حماية المستهلك وتشجيع المبادرة التجارية عبر الإنترنت. والعمل على تسهيل إجراءات التصريح بالنشاطات الإلكترونية ومرافقة الشباب الحاملين للأفكار المبتكرة”.

وأضافت أن وزارتها تواصل العمل مع مختلف القطاعات لتوفير مناخ اقتصادي يتماشى مع التحولات التكنولوجية الحديثة، مؤكدة أن “التحول الرقمي لم يعد خياراً بل ضرورة وطنية”.

 

الدعوة لتسهيل الإجراءات  المالية

 

عرفت قاعة العرض الرئيسية مداخلات متنوّعة لمجموعة من أصحاب المؤسسات الناشئة الذين قدموا تجاربهم في مجالات الدفع الإلكتروني والتسويق الرقمي والخدمات اللوجستية الذكية.
وشدد المشاركون على أهمية تسهيل الإجراءات المالية لتوسيع استخدام وسائل الدفع الإلكتروني، خاصة على مستوى المؤسسات الصغيرة، مؤكدين أن المستهلك الجزائري بات أكثر ثقة في المعاملات عبر الإنترنت مقارنة بالسنوات الماضية.

 

وفي تصريح لموقعنا، قالت إحدى رائدات الأعمال في مجال الخدمات الرقمية: “تطور السوق الجزائرية في هذا المجال يعكس وعياً متزايداً لدى الزبائن بجدوى المعاملات الإلكترونية، لكننا نحتاج إلى شراكة أوسع مع البنوك ومؤسسات الدعم لتسريع هذه النقلة”.

 

تسهيل التعاملات الرقمية

من جهته، أوضح وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة نور الدين واضح أن وزارته تعمل على تبسيط الإجراءات الخاصة بالمؤسسات الرقمية، مؤكداً أن دعم الابتكار هو أساس نجاح أي تحول اقتصادي.
وقال في كلمته:

 

 “نعمل على تسهيل عمليات الدفع الإلكتروني وتمويل المشاريع الرقمية الناشئة، بالتنسيق مع البنوك والمؤسسات المالية. فالتكنولوجيا اليوم ليست قطاعاً منفصلاً، بل أصبحت قلب النشاط الاقتصادي”.

 

كما أشار إلى أن الحكومة تعمل على إنشاء بيئة قانونية محفزة للاستثمار التكنولوجي، وفتح المجال أمام الشباب لتقديم حلول رقمية تخدم الاقتصاد الوطني.

بنية تحتية قوية

أما وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي، فأكد أن نجاح التجارة الإلكترونية مرتبط مباشرة بتحسين جودة الاتصالات والبنية الرقمية.

وأوضح أن قطاعه يعمل على توسيع شبكة الألياف البصرية وتطوير الخدمات البريدية الرقمية لضمان سرعة وأمان المعاملات عبر الإنترنت.
وقال الوزير:

“نعمل على تعميم خدمات الدفع عبر الأنترنت والبريد الإلكتروني الآمن، وتعزيز تغطية الشبكات في مختلف ولايات الوطن، حتى تكون العدالة الرقمية واقعاً ملموساً لكل الجزائريين”.

 

الرقمنة أساس التنمية

وبدورها، قالت وزيرة الرقمنة والإحصائيات ،مريم بن مولود، على أن الرقمنة أصبحت “قلب الإصلاح الاقتصادي والإداري في الجزائر”، مؤكدة أن وزارتها تعمل على تحديث الخدمات العمومية وتبسيط الإجراءات عبر التكنولوجيا الرقمية.
وأضافت الوزيرة:

 “وجود هذا الصالون يعكس وعياً متزايداً لدى الشباب والمؤسسات بأهمية التحول الرقمي، ونحن نرافقهم من خلال مشاريع وطنية للتحول الذكي وبناء قواعد بيانات موحدة تضمن الشفافية وسهولة التعاملات”.

 

منصة إفريقية للابتكار

ويُعد ECSEL EXPO 2025 منصة استراتيجية لتعزيز التعاون بين المؤسسات الجزائرية والأجنبية في مجالات الابتكار الرقمي والتجارة الإلكترونية.

ويشارك في الطبعة الحالية أكثر من 100 عارض من داخل الجزائر وخارجها، يعرضون أحدث التقنيات في مجالات الأمن السيبراني، التسويق الإلكتروني، حلول الدفع، والخدمات الذكية.
كما تتخلل التظاهرة ورشات تدريبية وندوات متخصصة حول سبل دعم المؤسسات الناشئة وتشجيع ريادة الأعمال الرقمية.

ويراهن المنظمون على أن تكون هذه الطبعة الجديدة خطوة إضافية نحو إرساء اقتصاد رقمي متكامل، وجعل الجزائر مركزاً إقليمياً في مجال التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية، انسجاماً مع رؤية الدولة في التحول نحو اقتصاد المعرفة.