448
0
الذكرى الـ 64 لاستشهاد العقيد لطفي.... محطة لاستحضار تضحيات أبطال الثورة المجيدة

بمناسبة إحياء الذكرى الـ 64 لاستشهاد البطل الرمز دغين بن علي المدعو العقيد لطفي ؛ أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة على ضرورة القيام بدراسات تاريخية موثقة ومعمقة تعنى بتسجيل وإبراز مساهمات ابطال الثورة الجزائرية ؛ بما فيهم العقيد لطفي في إطار الكشف عن تفاصيل مسار الثورة ووفاء للمبادئ الوطنية الداعمة للقضايا العادلة وللشعوب المظلومة .
شيماء منصور بوناب
وأضاف مشيرا لأهداف الثورة الجزائرية الداعمة لقرار حق الشعوب في تقرير مصيرها، باعتباره من المبادئ الثابتة والمنسجمة مع اللوائح الأممية التي تحتكم إليها المجموعة الدولية والتي تسير عليها اليوم الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والتي تبقى وفية لرسالة نوفمبر المجيدة، والتي تتجلى في قراراتها ومواقفها في كل المحافل الإقليمية والدولية .
القضية الفلسطينية....التزام شرفي
واوضح الوزير، أن الجزائر لا تزال متمسكة بإلتزامها ودعمها للقضية الفلسطينية على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي تبنى أمس القرار الذي بادرت به الجزائر منذ شهر فيفري الماضي بوقف إطلاق النار في غزة، كموقف تاريخي يعكس مدى اهتمام الجزائر بفلسطين الشقيقة وشعبها الأبي إلى غاية إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
العقيد لطفي....مسيرة نضالية ثورية
وفي حديثه عن ذكرى استشهاد العقيد لطفي مع ورفاقه، قال ربيقة ،أن هذه المناسبة المجيدة هي "سانحة استثنائية لاستحضار مسار الجهاد الدؤوب والنضال الشرفي للشعب الجزائري في مواجهته للإستعمار الفرنسي وافشال مخططاته المستهدفة للهوية والسيادة الوطنية."
وتابع موضحا أن القائد لطفي رغم أنه لم يعايش مراحل نمو الحركة الوطنية وما سبق اندلاع ثورة التحرير الوطني، إلا أنه استطاع الجمع بين التنظير والفعل وبين التصور والتنفيذ وبين معايشة الراهن واستشراف المستقبل، وهو الأمر الذي جعله قادرا على خدمة الوطن كمجاهد وقائد وفدائي، بجانب تواجده في الجبهة التعبوية وفي ساحات التوعية والعمل السياسي والشعبي أيضا .
في ذات السياق ركز الوزير على قيمة الرجوع للتاريخ لتحقيق الانتقال النوعي في مستويات العمل الوطني، أو من حيث التفاعل مع الوضع الإقليمي والدولي الذي يساهم في فهم وإدراك الرهانات القائمة على الساحة العامة، التي تعزز بدورها مواقف الجزائر الدبلوماسية.
وتحت عنوان " شهادات حية لأبطال الثورة" تطرق كل من المجاهد دحو ولد قابلية و المجاهد محمد دباح لأهم محطات نضال العقيد لطفي منذ أن أوكلت له قيادة الثورة بالمنطقة الخامسة عام 1956، والتي سمحت له بتنظيم النشاط العسكري لجيش التحرير الوطني بجنوب غرب البلاد.
مداخلات تاريخية تعترف بمسار الشهيد الرمز
أما في سياق المداخلات؛ أوضح البروفيسور دحمان تواتي ظروف وملابسات استشهاد البطل لطفي التي تنفي وجود أي عمل استخباري من الجيش الفرنسي للنيل منه، انما استشهاده كان عمل روتيني للإستعمار الفرنسي الذي حاول القضاء على الثورة من خلال تدمير قاعدتها النضالية عبر استهداف المجاهدين.
واضاف مؤكدا انه بعد قضائه سنوات في النضال فاز العقيد دغين بالشهادة يوم 27 مارس 1960 جنوب مدينة بشار، إثر معركة كبيرة غير متكافئة مع قوات العدو الفرنسي الجوية والبرية، وذلك بعد عودته إلى ميدان عملياته بالولاية الخامسة.
وهو ما ثمنه أيضا، حسان مغدوري أستاذ تاريخ الجزائر المعاصر في حديثه عن استشهاد العقيد لطفي رفقة ثلاثة من رفقائه، وهو لم يتعدى 26سنة والتي لخصت مساره البطولي الذي ساهم في ابراز مكانة ودور الشباب في قيادة الثورة وفي الدفاع عن الهوية الوطنية التي تستدعى استحضار البطولات التاريخية لتصحيح تفاصيلها وتوثيقها بصفة دقيقة تكون بمثابة مرجع تاريخي يستلهم منه جيل اليوم .
جدير بالذكر، أن الندوة التاريخية جاءت تحت اشراف وزير المجاهدين وذوي الحقوق ومن تنظيم متحف المجاهد وبحضور نخبة من الأساتذة والباحثين وكذا بعض الإطارات الرسمية و الأسرة الثورية التي حظيت فيها عائلة الشهيد لطفي بتكريم شرفي من قبل العيد ربيقة اعترافا بمسار الرمز دغين .