69

0

الذكرى  71 لثورة  نوفمبر الخالدة  الثبات على القيم وثمين العمل لبلوغ القمم

 

بقلم مسعود قادري 

71سنة مرت على اندلاع الشرارة الأولى لأكبر وأعظم حدث عرفته الجزائر في تاريخها الحديث عموما ..

ثورة نوفمبر المجيدة التي انطلقت لتضع حدا لـ 132سنة من الغبن والاستعباد الفرنسي الحاقد على الملة والدين خصوصا ..الناكر لجميل المساعدات التي كانت الدولة الغازية تتلقاها من الجزائر فكان ردها رد اللئام المتمردين الذين أعدوا العدة لشن حملة غزو واسعة طمعا في الخيرات التي تمتلكها الجزائر ظاهرا وباطنا والتي أسالت لعاب المملكة " الفاشية" شمال المتوسط  لتعيد  للجزائر ديونها  ليس بتسديدها ولكن بسرقة ما بقي في خزائنها وما تزخر به مدنها العامرة وريفها الغني بإنتاج الحبوب والبقول المتنوعة، الشامخ برجاله وصناديده الذين رفضوا الغزو وواجهوه بكل الوسائل والطرق طيلة مكوثه في البلد  بإشعال الثورات المحلية ، الواحدة تلو الأخرى ما تكاد الواحدة تخمد ويعتقد الغريب انه استراح حتى تشتعل  في مكان في آخر ..

كفاح شعبي مستمر و مستميت ليس فيه مهادنة ولا مجاملة مع الطرق الخبيثة التي مارسها الاستدمار بلجوئه لأبشع طرق التعذيب والتخويف التي لم تعرفها البشرية من قبل ولم يكن ذلك إلا ليزيد الشعب صبرا والرجال تصلبا وثباتا على الحق حتى دقت ساعة الحقيقة وانطلقت  الثورة العارمة يوم اول نوفمبر 54، التي اعد لها رجال صناديد وتبناها مجاهدون ومجاهدات لا يخافون الموت ولا يبالون بالمتاعب والمصاعب صقلتهم المحن ودربتهم الظروف والظلم  والجوع، فكلل جهدهم وكفاحهم بثورة شعبية رائدة  في العالم الحديث،كشفت نوايا العدو وخبثه وتضليله للرأي العام العالمي وانتصرت عليه عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا ، بعد أن نقلت المعركة إلى بلده ليحس أهله وساكنوه بالخطر والمآسي التي يدبرها قادته للشعب الجزائري بتسخيرهم  كل ما يملكون وحلفاؤهم في الأطلسي من طاقات وعتاد وعدة عسكرية مدمرة بهدف تحطيم البلد بما فيه وترويع الشعب  وإذلاله ليتخلى عن ثورته ومجاهديه فزاده ذلك إصرارا وتعنتا و مقاومة أفشلت سياسة الجنرالات الذين ظنوا أن تطبيق سياسة  الأرض المحروقة  سينهي الثورة ويقضي عليها  فزاد لهيبها وأحترق العدو بما أشعل من نيران فكان النصر حليف ثورة شعبية رائدة امتد صداها ونورها وحريقها لكل المستعمرات التي كانت  تحت سيطرة فرنسا وغيرها من الدول الغربية التي طردت شر طردة من العديد دول القارة الإفريقية بالخصوص، تاركة وراءها دمارا وخرابا مازالت دولنا تعاني من مخلفاته إلى اليوم.

وأخطر دمار تركته لنا هو الدمار الفكري  الذي استولى على عقول الكثير  من أبناء شعوبنا الذين عربوا عن قافتهم وتراثهم وأصولهم وشحنوهم بثقافة المستدمر على حساب الثقافة الأصلية اعتبرها بعض المتأثرين بحياة الغرب وبريقها الخداع موروثا حضاريا  لا مانع من تبنيه واعتباره مكسبا ثوريا  رغم معارضته لثقافتنا الأصيلة وتراثنا ورغم أنه ليس مكسبا بل امر مفروض خطط له أهله لتبقى الشعوب المستقلة سياسيا حبيسة الثقافة الغربية بكل سلبياتها وتابعة لمستدمرها السابق في كل شؤونها ؟ ! ..

   إن الهدف من إحيائنا لعيد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، ليس فقط من أجل التباهي بصنائع السلف وبطولات الرجال والنساء والأطفال  لكن لأخذ العبرة والمحافظة على الأمانة وصيانة الوطن من كل المخاطر و تبليغ رسالة الشهداء لأجيال المستقبل بكل ما تحمل من معان أصيلة ومتحضرة تساعد على الاستمرار في العمل المتقن ومواصلة الجهاد البناء لاستكمال للتحرر من كل أشكال التبعية للغرب أو الشرق  ...

فالشهداء والمجاهدون الأموات منهم والأحياء لم يقدموا أرواحهم فداء للوطن لتحريره سياسيا من قبضة الفرنسيين فقط ثم البقاء توابع لهم ولغيرهم في كل مصادر حياتنا وعيشنا وحتى في مواقفنا السياسية العالمية التي يفرض علينا تاريخنا الثوري، أن لا نخذل المجاهدين من أجل حريتهم واستقلالهم وأن نكون دوما في مقدمة المدافعين عن القضايا العادلة في العالم مهما كان وضعها وقوة من يحتلها ومن يقف وراءه . فالوقوف بجانب القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية وغيرهما من القضايا العادلة في العالم، ليس من باب التباهي أو التفاخر أو حب المعارضة من أجل المعارضة لكنه مبدأ من مبادئنا المقدسة واعتراف منا بما قدمته لنا الشعوب القريبة والبعيدة خلال ثورتنا التحريرية من دعم وسند مادي ومعنوي ..فهذا الموقف هو تسديد لدين تاريخي من العديد من الدول الصديقة والشقيقة وجب علينا رده لغيرنا من الشعوب التي تعاني الإبادة والقهر والظلم من دول مستدمرة وظالمة بمساندة قوى لا تريد الخير للعالم ، ولا يهمها غير مصالحها  ومصالح حلفائها المادية ..

رحم الله الشهداء  وطيب ثراهم

      ..  

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services