328
0
الثقافة الفلسطينية في تقريرها الثالث: 41 مبدعا استشهدوا وتدمير 24 مركزا ثقافيا على الأقل
أصدرت وزارة الثقافة، التقرير الشهري الثالث الذي يرصد ما تعرّض له القطاع الثقافي الفلسطيني في المحافظات الجنوبية في قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة على شعبنا، منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر. ورصدت الوزارة خلال التقرير ما تعرض له القطاع الثقافي من تدميرٍ واعتداءات طالت الممتلكات الثقافية بعد ثلاثة أشهر من الحرب على قطاع غزة، ومواصلة اعتداءات الاحتلال على كل مقدّرات شعبنا. وفقد المشهد الثقافي العديد من المبدعين في مختلف المجالات عُرف منهم حتى اللحظة 41 استشهدوا، من بينهم 4 أطفال، وتضررت عدد من المراكز الثقافية بشكل كلي أو جزئي عرف منها 24 مركزاً، كما تضرر حوالي 195 مبنىً تاريخيّ، منها 10 مساجد وكنائس، وتضررت 8 دور نشر ومطابع، و3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني. وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن حرب الرواية والسردية التي تقوم بها دولة الاحتلال من أجل استهداف وجود شعبنا هي استكمال لجريمة النكبة التي لم تتوقف منذ قرابة ستة وسبعين عامًا، فالاحتلال يستهدف المباني التاريخية والمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية من مراكز ومسارح ودور نشر ومكتبات عامة ومحلات بيع وجامعات ومدارس وجداريات فنية، وكتب، ويقوم باغتيال الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين. وأضاف أبو سيف أن الحرب التي يشنها الاحتلال على شعبنا تطال البشر والحجر والشجر والمكان والزمان بماضيه وحاضره ومستقبله في محاولة بائسة لطمس الهوية الوطنية ومحو الذاكرة الجمعية لشعبنا وتدمير كل شواهد وجوده وارتباطه بالأرض، مؤكداً أن الثقافة الفلسطينية هي الجين الوراثي لهويتنا الوطنية وهي جوهر وأساس سرديتنا التاريخية ومرافعتنا الحقوقية والسياسية. وشدد على أنه رغم صعوبة الكشف عن الحقائق الشاملة والدقيقة حول الخسائر التي تكبّدها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، يوضح التقرير الذي أعده فريق الوزارة واقع الممتلكات الثقافية والتراث المادي وغير المادي في غزة حيث تعرّض المشهد الثقافي في القطاع إلى اعتداءات متعدّدة ومركبة النتائج. ويشمل التقرير نبذة عن حياة شهداء القطاع، وعن الأماكن المستهدفة من قبل طائرات الاحتلال وهي أماكن تاريخية ومسيحية وإسلامية ومراكز ثقافية كان لها أثر كبير في المشهد الثقافي الفلسطيني في قطاع غزة.- ( التقرير الكامل )
• التقرير الأولي الثالث حول أضرار القطاع الثقافي- الحرب على قطاع غزة 7 أكتوبر2023 – 9 يناير 2024
• مقدمة
تدخل الحرب الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة شهرها الرابع في وتيرة متصاعدة، إذ بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا لقرابة 30 ألف شهيد، فيما وصل تعداد الجرحى 60 ألفًا، وهؤلاء ليسوا أرقامًا بل حكايات من الخلود والبقاء. وفيما تتواصل المجازر الدموية بحق شعبنا يواصل شعبنا بقاءه على أرضه مدافعًا عن حقه الأزلي فيها رغم التهجير والتدمير والقتل والتشريد. الخيمة ليست قدر الفلسطيني ولن تكون بيته فالبيت الوطن سيظل قائمًا وستظل فلسطين البلاد الأجمل والأبهى والأنقى والأطهر ولن نبدل تبديلًا. الحرب التي يشنها الاحتلال على شعبنا تطال البشر والحجر والشجر والمكان والزمان بماضيه وحاضره ومستقبله في محاولة بائسة لطمس الهوية الوطنية ومحو الذاكرة الجمعية لشعبنا وتدمير كل شواهد وجوده وارتباطه بالأرض.
إن حرب الرواية والسردية التي تقوم بها دولة الاحتلال من أجل استهداف وجود شعبنا هي استكمال لجريمة النكبة التي لم تتوقف منذ قرابة ستة وسبعين عامًا. فالاحتلال يستهدف المباني التاريخية والمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية، بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية من مراكز ومسارح ودور نشر ومكتبات عامة ومحلات بيع وجامعات ومدارس وجداريات فنية، وكتب، ويقوم باغتيال الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين. خلال حربها البربرية على شعبنا قامت طائرات وبوارج ودبابات الاحتلال وجنوده بتدمير المدن والبلدات والمخيمات ومارست هوايتها في قتل الأبرياء وتدمير المكان وهدم البيوت على ساكنيها وسرقة آثار وتراث شعبنا أمام صمت العالم وتخاذل بعض قواه الكبرى. إن صمت المنظمات الدولية المنوط بها وفق القانون الدولي حماية المواقع الأثرية أمام استهدف تراثنا المادي وغير المادي لهو خيانة ليس فقط لمنجز شعبنا الكنعاني العربي الحضاري بل هو تواطؤ في تدمير جزء هام من ذاكرة العالم، الجزء الذي كان لشعبنا عبر حضارته الكنعانية والفينيقة والمسيحية والإسلامية فضل في إثراء الوعي الحضاري بمنجزات هامة ستظل علامات فارقة في رقي البشرية. تقع على عاتق هذه المؤسسات مسؤولية تاريخية في إنقاذ تاريخ البشرية وتراثها من التدمير ومن عمليات السرقة التي تقوم بها دولة الاحتلال من خلال الاستيلاء على مقتنيات المتاحف والمواقع التراثية كما فعلت العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال منذ بداية المشروع الإحلالي الكولينيالي في البلاد. إن اللصوص يسرقون ما ليس لهم وإن ما تقوم به دولة الاحتلال من عمليات اعتداء على تراثنا في غزة كما في القدس ونابلس وسبسطية والخليل ومنطقة البحر الميت وبقية الأماكن والاعتداء على المسارح والمراكز الثقافية والميادين العامة والنصب التذكارية في المدن الفلسطينية المختلفة هو استمرار لجريمة لم تتوقف، وكان لصمت المنظمات الدولية خاصة والمجتمع الدولي عامة دور في تجشيع هذه الحرب على التراث الثقافي الفلسطيني. خلال الحرب فقدنا عشرات المؤسسات والمسارح والمكتبات ودور النشر والمتاحف والمباني التاريخية والمقدسات والقطع الفنية والتراثية خاصة الأثواب القديمة واللقى التراثية لكن بقيت الأرض لنا وستظل وستعود إلى بهائها ورونقها حين يرحل الغزاة وسيفعلون شاؤوا أم أبوا. لقد وجدت غزة ومدن فلسطين التاريخية مع أول أحرف كتبت في التاريخ ولعلها كانت أول نقطة وضعت على حرف التاء فيه، وستظل رغم كل آلية البطش الصهيونية حاضرة وبقوة وستواصل مساهمتها في صناعة التاريخ وفي صياغة الواقع الثقافي في فلسطين وفي المنطقة. ورغم صعوبة الكشف عن الحقائق الشاملة والدقيقة حول الخسائر التي تكبّدها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، يحاول هذا التقرير الذي أعده فريق الوزارة وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بواقع الممتلكات الثقافية والتراث المادي وغير المادي في غزة حيث تعرّض المشهد الثقافي في القطاع إلى اعتداءات متعدّدة ومركبة النتائج. ستظل الثقافة الفلسطينية الجين الوراثي لهويتنا الوطنية وهي جوهر وأساس سرديتنا التاريخية ومرافعتنا الحقوقية والسياسية
. الدكتور عاطف أبو سيف – وزير الثقافة
* * *
تصدر وزارة الثقافة تقريرها الثالث مع نهاية الشهر الثالث للحرب على قطاع غزة، إذ أصدرت مع نهاية كل شهر تقريرًا حول استهداف القطاع الثقافي وخسائره خلال هذه الحرب. لقد تعرضت كافة مناحي الثقافة الفلسطينية للتدمير بشكل ممنهج خلال حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على شعبنا. يحاول التقرير رصد أبرز ما تعرض له قطاع الثقافة بعد مرور ثلاثة أشهر على هذه الحرب من خلال البيانات الأولية التي تمكنت طواقم الوزارة في غزة وفي رام الله من جمعها وتصنيفها. وفيما يجب التأكيد أن هذه البيانات أولية لأن الحرب مستعرة ومستمرة ولأن جيش الاحتلال يحاصر المناطق ويمنع دخول الصحفيين، وحتى بسبب خطورة الوضع فإن السكان لا يستطيعون الوصول إلى الكثير من الأماكن التي تم استهدافها أو تلك التي تقع قرب أماكن تواجد الدبابات والدوريات الإسرائيلية. خلال الحرب قام العدو باستهداف كل المباني التاريخية من بيوت وكنائس ومساجد ومقامات ومواقع أثرية بجانب استهداف المراكز والمؤسسات الثقافية والمكتبات العامة والمسارح ودور النشر والمطابع والمتاحف والميادين العامة. كما استهدف الاحتلال الإسرائيلي معالم المدن الفلسطينية، فقصفَ الميادين العامة والنصب والأصرحة التذكارية والحدائق والجداريات الفنية، وتم استهداف أعمال فنية والنصب التذكارية في الميادين العامة خاصة في مدينة غزة، والمقتنيات الفردية من أعمال فنية وأثواب ومطرزات ومراسم الفنانين والمكتبات الشخصية. حرب بشعة على المكان وعلى التاريخ.
• يلخص الجدول التالي أنواع وحجم خسائر القطاع الثقافي خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحرب. نوع الضرر
شهداء (كتاب وفنانون وناشطون في حقل الثقافة) 41
مؤسسات ومراكز ثقافية 24
مساجد وكنائس تاريخية 10
متاحف 12
أثواب وقطع مطرزة 2100
جداريات 27
دور نشر ومطابع 8
استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني 3
مكتبات عامة 6
مقامات دينية 3
سُبل 1
مباني تاريخية 195
مواقع تراثية 9
جامعات وكليات 19
نظرة على الواقع الثقافي في قطاع غزة (إحصائيات 2022) قبل الحرب. قبل الخوض في تفاصيل الأضرار يسلط الجزء التالي من التقرير على الواقع الثقافي في القطاع في العام الذي سبق الحرب. شهد قطاع غزة حراكًا ثقافيًا هامًا قبل الحرب ويمكن بمراجعة البيانات الثقافية خلال العام السابق للحرب أن نستدل على مدى ما كانت تشهده غزة من فعل ونشاط كبيرين. يوجد في القطاع 76 مركزًا ثقافيًا مسجلات لدى وزارة الثقافة، بجانب مجموعة أخرى من المراكز والهيئات والجمعيات العاملة جزئيًا في قطاع الثقافة تتعاون معها الوزارة والجهات المختلفة. كما يوجد في غزة ثلاثة مسارح كبرى بجانب أماكن عرض محدودة كما يوجد قرابة 80 مكتبة عامة إما مسجلة كمكتبة عامة أو ضمن مرافق المؤسسات العامة والأهلية والخاصة. ويوجد في القطاع 15 دار نشر ومركزًا لبيع الكتب. وقد شارك في الأنشطة الثقافية في العام 2022 كما هو مسجل لدى الجمعيات والمراكز والمسارح قرابة 220 ألفًا بنسبة 12 بالمائة في ذلك الوقت من مجموع سكان القطاع.
المراكز الثقافية 76
المسارح 3
المشاركون في الأنشطة الثقافية سنويًا 220 ألفا
المكتبات العامة 80
دور النشر والتوزيع ومراكز بيع الكتب 15
• خسائر القطاع الثقافي خلال الحرب - استشهاد فنانين وكتاب وعاملين في قطاع الثقافة.
لقد خسرت الثقافة العربية في فلسطين قامات أدبية وفنية كبيرة خلال هذه الحرب لها دور كبير في رفعة وتعزيز الثقافة الوطنية وحضور فلسطين في المحافل الأدبية والفنية. فخلال الشهور الثلاثة الماضية ارتقى واحد وأربعون فنانًا وكاتبًا وناشطًا ثقافيًّا في استهدافات الجيش المختلفة في مناطق قطاع غزة والكثير منهم فقد عائلته وفقد مكتبته ومرسمه وضاعت تحت الركام العديد من الأعمال الفنية والمخطوطات الأدبية الثمينة. ومن بين الشهداء أعضاء أطفال في فرق الدبكة الفلسطينية. إلى جانب ذلك أصيب العديد من الفنانين والكتاب أيضًا وبعضهم فقد أطرافه وأجزاءً من جسده.
• طالبة الكمنجة لبنى عليان
استشهدت لبنى محمود عليان (15 عامًا) طالبة الكمنجة في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى فرع غزة وذلك في 21 نوفمبر، مع أكثر من خمسين فردًا من عائلتها. تعتبر لبنى من طالبات المعهد المميزات، كانت تغني وتعزف للفرح والحياة، وترى الموسيقى في مستقبلها بل هي وسيلتها لتمثّل أهلها وبلدها في الأوركسترات الفلسطينية والعربية والعالمية.
• الناشط الثقافي والصحفي بلال جاد الله
استشهد الصحفي بلال جاد الله (45 عامًا) وهو مدير بيت الصحافة ورئيس الصالون الثقافي وذلك في 19 نوفمبر فيما كان ينزح إلى الجنوب ليلتحق بعائلته في خانيونس والتي نزحت قبله. كان للشهيد جاد الله دور كبير في احتضان الإعلاميين وتدريب وتخريج كوادر قادرة على نقل الحقيقة والاستمرار في هذه المسيرة ضمن ظروف صعبة ومعقدة وقاسية يعيشها القطاع دومًا. وكان للشهيد دور في ربط الصحافة بالثقافة والتراث بل وتفعيل دورها في دعم المثقف والمبدع، وقد أسس الصالون الثقافي لمناقشة القضايا والمبادرات الثقافية.
• الأستاذ الدكتور سفيان تايه
استشهد الدكتور سفيان تايه (52 عامًا) رئيس الجامعة الإسلامية هو وعائلته في مجزرة منطقة الفالوجا في جباليا شمال القطاع في 2 ديسمبر. ويحمل الأستاذ تايه درجة الأستاذية في تخصص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية. وحاصل على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان والعديد من الجوائز العلمية الأخرى. له إسهامات كبيرة في مجال الدراسات والأبحاث العلمية التي يتم نشرها سنويًّا في مجلات علمية مرموقة. عُيّن خلال العام 2023 حاملًا لكرسي اليونسكو لعلوم الفيزياء والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في فلسطين.
• الكاتب والصحفي مصطفى الصوّاف
استشهد الكاتب والصحفي مصطفى حسني محمود الصواف (68 عامًا)، وعدد من أفراد عائلته إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي على منزله شرق غزة منتصف نوفمبر. ويعد الصواف أحد أشهر الإعلاميين والمحللين الفلسطينيين، وله مئات الكتابات والتحليلات الخاصة بالشأن السياسي الفلسطيني. ترأس تحرير العديد من الصحف وكان أول رئيس تحرير لأول صحيفة يومية تصدر من القطاع ومؤسسها.
• المصور مروان ترزي
استشهد المصور مروان ترزي هو وعدد من أفراد أسرته خلال العدوان الإسرائيلي على كنيسة برفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة، بتاريخ 20 أكتوبر الماضي. هو "حارس تاريخ غزة البصري" فقد حافظ خلال مسيرته على تاريخها وما ورثه من أخيه "موريس" من آلاف الصور الفوتوغرافية التي التقطها لمدينة غزة طوال عقود من الزمن، بما في ذلك تلك الصور القديمة لمصور غزة التاريخي "كيغام" الذي واصل عمله في المدينة قبل النكبة وبعدها وصور مجازر خانيونس وجلاء الجيش الإسرائيلي منها عام 1956 وهي الصورة الوحيدة والنادرة آنذاك.
• المبدعة تالا بعلوشة/ فرقة أصايل وطن
استشهدت المبدعة تالا محمد بعلوشة (17 عامًا) وعضو فرقة أصايل وطن للدبكة الشعبية في 22 أكتوبر مع والدتها بعد أن رثت عائلتها التي استشهدت خلال القصف، وبعد استشهاد تالا رثاها الكثيرون.
• الكاتب عبد الله العقاد
استشهد الكاتب عبد الله العقاد وزوجته وأبناؤه في القصف الذي طال منزله في مدينة خانيونس وذلك في 16 أكتوبر الماضي. وكان آخر ما كتبه على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: "لا تهجير بعد اليوم، تحية لشباب مخيم الشاطئ والجلاء الذين خرجوا آلافًا يبايعون على البقاء في أحيائهم مهما كلف الثمن".
• الفنان ثائر الطويل
استشهد الفنان التشكيلي ثائر الطويل (43 عامًا) ورئيس منتدى الفن التشكيلي هو وعائلته في قصف الاحتلال في 23 نوفمبر، وكان من أبرز الأعمال التي أطلقها عبر المنتدى جدارية بعنوان "لأجل القدس"، وجدارية "انتزاع الحرية" تضامنًا مع الأسرى في سجون الاحتلال.
• الكاتب عبد الكريم حشاش
استشهد الكاتب وسادن التراث الفلسطيني عبد الكريم الحشاش (76 عامًا) هو وعدد كبير من عائلته في 23 أكتوبر في مدينة رفح. وعرف الحشاش بكتاباته عن التراث الشعبي الفلسطيني كما بحث في التراث البدوي والعادات والأمثال العربية. كما جمع في مكتبته عشرات الكتب النادرة عن فلسطين وتاريخها وتراثها.
• المؤرخ الدكتور جهاد المصري
استشهد المؤرخ الدكتور جهاد سليمان المصري (60 عامًا) في 17 أكتوبر متأثرًا بإصابته خلال قصف الاحتلال على مدينة خانيونس ليلتحق بزوجته وابنته، ويعتبر المصري مؤرخًا وأستاذًا جامعيًا كان له أثر في الكثير من الأجيال، وشغل منصب مدير جامعة القدس المفتوحة فرع خانيونس. له العديد من الأبحاث في التاريخ الإسلامي والشفوي الفلسطيني في مجلات عربية ودولية.
• الكاتب الدكتور سعيد الدهشان
استشهد الكاتب سعيد طلال الدهشان وذلك في 11 أكتوبر مع عائلته. ويعتبر الدهشان خبيرًا في القانون الدولي ولديه العديد من المؤلفات والأبحاث المختصة بالشأن الفلسطيني.
• الفنان محمود الجبيري (النبطشي)
استشهد الفنان الشعبي الشهير في قطاع غزة محمود الجبيري المعروف باسم النبطشي. ويرجح استشهاده منتصف أكتوبر الماضي، وكان له حضوره الكبير في إحياء العديد من الفعاليات والمناسبات الوطنية والاجتماعية.
• الفنانة التشكيلية هبة زقوت
استشهدت الفنانة التشكيلية ومعلمة الفنون الجميلة هبة غازي إبراهيم زقوت (39 عامًا) ومعها ولدها في 13 أكتوبر. كانت قبل استشهادها بأيام سجلت فيديو يضم لوحاتها وتحدثت فيه عن أعمالها وحلمها بتنظيم معرض فني لتعرض إبداعها. تطرَّقَتْ في أعمالها إلى المرأة والوطن والطبيعة والتصاق الأم بأطفالها، وها قد رحلت مع ابنها...
• الكاتبة والشاعرة هبة أبو ندى
استشهدت الكاتبة والشاعرة هبة كمال صالح أبو ندى (24 عامًا) في 20 أكتوبر، هي لاجئة من بيت جرجا المهجّرة والمدمرة عام 1948، كتبت القصة والرواية والشعر. وكان آخر ما كتبته على منصات التواصل الاجتماعي "نحن في الأعلى نبني مدينة ثانية، أطباء بلا مرضى ولا دماء، أساتذة بلا ازدحام.. عائلات جديدة بلا ألم ولا حزن، وصحفيون يصورون الجنة، وشعراء يكتبون الحب الأبدي، كلهم من غزة كلهم. في الجنة توجد غزة جديدة بلا حصار تتشكل الآن".
• الفنان علي نسمان
استشهد الفنان والإعلامي والمؤثر علي عبد الله حسن النسمان (38 عامًا) في 13 أكتوبر، وظل حتى اللحظات الأخيرة يظهر بمقاطع فيديو يتحدث عما يحدث في قطاع غزة. كان الشهيد ممثلًا قام بعدة أدوار ومسلسلات فلسطينية.
• الشاعر عمر أبو شاويش
استشهد الشاعر عمر فارس أبو شاويش (36 عامًا) في 7 أكتوبر في القصف على مخيم النصيرات للاجئين في غزة. هو ناشط مجتمعي بارز وله إسهامات مختلفة على الصعيد المجتمعي والشبابي والثقافي والفكري، وشارك في تأسيس العديد من الجمعيات والهيئات الشبابية، وحصل على جائزة الشباب العربي المتميز على مستوى الوطن العربي من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية.
• الفنانة حليمة الكحلوت
استشهدت الفنانة حليمة عبد الكريم الكحلوت (29 عامًا) وذلك في 30 أكتوبر، أطلق عليها أصدقاؤها لقب "فاكهة الورشات" حيث عرفت بمرحها وعفويتها الدائمة. وكان آخر معرض شاركت به الصيف الماضي بعنوان "شظايا المدينة" مع فنانين آخرين، لتصبح جزءًا من هذه الشظايا والأشلاء وترحل.
• الفنانة إيناس السقا
استشهدت إيناس محمد السقا (53 عامًا) في 31 أكتوبر هي وبناتها سارة ولين وابنها إبراهيم، وهي فنانة متخصصة في الفنون البصرية والمسرح وعملت كثيرًا في مسرح الأطفال ومن أوائل الفنانين في المسرح في غزة. كان آخر ما كتبته عبر منصات التواصل الاجتماعي "تلتفت أحيانًا لتلقي نظرة على ماضيك.. فتكتشف أنك خرجت حيًا من مذبحة"...
• الفنان محمد قريقع
استشهد الفنان محمد سامي قريقع (24 عامًا) في 18 أكتوبر، هو فنان ورسام حاول دمج التكنولوجيا بالفن والرسوم المصورة التي تضيء الحياة اليومية. وكان آخر ما نشره على منصات التواصل الاجتماعي الفيديو الشهير لأطفال يلعبون في حديقة المشفى الأهلي المعمداني في غزة قبل يوم واحد من قصفه من قبل الاحتلال الإسرائيلي وراح ضحيته في مجزرة بشعة 500 شهيد وعشرات الجرحى.. وحتى اللحظات الأخيرة حاول بفنه وحيويته وطاقته أن يبدد القلق والضغط النفسي الذي عاشه الأطفال والمرضى في المشفى.
• الفنان والكاتب يوسف دوّاس
استشهد الفنان والكاتب الشاب يوسف دواس وهو عازف غيتار وكاتب نشط في مبادرة "لسنا أرقامًا"، والتي توثق معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وكتب باللغتين العربية والإنجليزية وله العديد من الفيديوهات التي تحدث فيها عن مواضيع عديدة منها حلمه بالسفر واكتشاف العالم، وهو حلم يراود معظم الشباب في غزة لا سيما مع الحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من ستة عشر عامًا.
• الفنانة نسمة أبو شعيرة
استشهدت الفنانة التشكيلية نسمة أبو شعيرة (36 عامًا) في 28 أكتوبر، وهي محاضِرة ورئيس قسم الفنون التشكيلية في جامعة الأقصى، من أشهر لوحاتها شجرة زيتون تمتدّ جذورها في كل الكرة الأرضية.
• الناشطة الثقافية إيمان أبو سعيد
استشهدت إيمان خالد أبو سعيد هي وأطفالها جودي وزياد وزوجها إياد و22 فردًا من عائلتها في مخيم النصيرات للاجئين، بعد أن أجبرت على النزوح من بيتها في تل الهوا. وتعتبر إيمان عنوانًا للعمل الثقافي والتمكين للأطفال، كان آخر مشاريعها جمع صدف البحر وتنظيفه وصناعة أدوات لتزيين البيوت، إضافة إلى توثيق أيام الحصار في القطاع عبر التاريخ الشفوي وذلك في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.
• الطفلتان شام وليلى من فرقة تشامبيونز
استشهدت شام أبو عبيد (8 سنوات)، وليلى عبد الفتاح الأطرش (8 سنوات)، من فرقة تشامبيونز للدبكة الفلسطينية في قطاع غزة.
• الفنان طارق ضبان
استشهد الفنان طارق أحمد ضبان في 4 نوفمبر، واستشهدت زوجته وأبناؤه، وكان آخر ما كتبه على حسابه على منصات التواصل الاجتماعي: "استشهد الوالد وماتت فرحةُ البيتِ، أين صوتك الشجي يا والدي؟ وأين ابتسامة أمي التي فارقت البيت مع روحك التي فارقتنا؟ اللهم ارحمهم".
• الخطاط مهند الآغا
استشهد الفنان مهند أمين الآغا (30 عامًا) في 12 أكتوبر هو وعائلته ووالداه، وهو خطاط، ومن أهم الخطوط التي احترفها خط الرقعة والديواني.
• الشاعر الفلسطيني شحده البهبهاني
استشهد الشاعر الفلسطيني والباحث التربوي، شحده البهبهاني (73 عامًا) مع حفيدته في غزة في السادس من نوفمبر.
• الشاعر نور الدين حجاج
استشهد الشاعر والكاتب نور الدين حجاج في الثالث من ديسمبر. وكان حجاج ناشطًا في مبادرة شغف الثقافية وتجمع قرطبة ومؤسسة أيام المسرح. كان آخر ما كتبه على حسابه على منصات التواصل الاجتماعي: "في غزة نتشاهد في اليوم عددًا لا يُحصى، إذا ما أوينا للنوم مرهقين نتشاهد، وإذا ما اضطررنا للخروج من البيت أو السطح، ومع كل صوت لصاروخ أو انفجار قريب لا نقول سوى" أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله" ونعلم أنه في أحد هذه المرات ستكون هي آخر ما نلفظه".
• معلمة الموسيقى إلهام فرح
استشهدت معلمة الموسيقى إلهام فرح 84 عامًا في 13 نوفمبر، متأثرة بجراحها بعد أن أطلق عليها قناص إسرائيلي النار على بعد أمتار من منزلها، وكانت فرح أول معلمة موسيقى في النظام التعليمي في غزة، أطلق عليها جيرانها في مدينة غزة لقب “السيدة أم البرتقالة المبتسمة دائمًا"، في إشارة إلى شعرها البرتقالي.
• المخرج سميح النادي
استشهد الصحفي والمخرج سميح النادي في 18 أكتوبر، إثر تعرضه للقصف من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
• الفنان المسرحي محمد السلك
استشهد الفنان محمد السلك وزوجته في قصف الاحتلال على حي الشجاعية شرق قطاع غزة. وشارك الفنان في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية وكان فاعلًا ضمن جمعية مسرح بذور للثقافة والفنون. وكان قد استشهد جميع أبنائه في حرب عام 2014 التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
• الفنان عاهد أبو حامدة
استشهد الفنان عاهد أبو حامدة (24 عامًا) في مجزرة المغازي وسط قطاع غزة. عاهد فنان ومسرحي ومدرب دراما مبدع والذي يعمل في مؤسسة أيام المسرح في مدينة غزة.
• الفنان المسرحي محمد زقزوق خطاب
استشهد الفنان المسرحي محمد زقزوق خطاب وعائلته، في 17 من ديسمبر، بقصف الطيران الحربي الإسرائيلي على منزلهم في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. ونجا من القصف وتم إخراجه من تحت الركام ومع ذلك قتله الاحتلال، كما قال شهود عيان.
• عازف الإيقاع أكرم العجلة
أواخر نوفمبر الماضي قضى الفنان الفلسطيني عازف الإيقاع أكرم العجلة نحبه وارتقى إلى العلا، وهو ينتظر العلاج اللازم في مشفى الشفاء في مدينة غزة، لعدم توفر العلاج جراء الحصار والعدوان الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على القطاع وعلى المشفى بوجه الخصوص، حيث من المعروف أنها قامت بإخلائه بالقوة واستهدفت الطواقم الطبية وكل من تواجد للعلاج في داخله.
• الحكواتي والفنان والمصور غازي طالب
استشهد الحكواتي والفنان والمصور غازي طالب هو وعائلته في 10 من ديسمبر، إثر القصف المتواصل على القطاع. طالب هو ناشط وفنان مسرحي وحكواتي، وقائد كشفي ومبادر، ويعمل في مركز وطن للثقافة والفنون وعضو اللجنة الإعلامية الكشفية الوطنية.
• الفنان والمطرب محمد أبو ناجي
استشهد الفنان والمطرب محمد أبو ناجي في 9 من ديسمبر من بلدة جباليا شمال غزة وكان قبل استشهاده قد نعى العشرات من أفراد عائلته ومن بين آخر ما كتبه على حسابه في صفحات التواصل الاجتماعي: " ما زلنا أحياء... لكن لسنا بخير."
• الكاتب والشاعر رفعت العرعير
استشهد أستاذ الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية في غزة، الدكتور والكاتب والشاعر رفعت العرعير في 7 من ديسمبر. عرف العرعير عن كتاباته عن غزة باللغة الإنجليزية ونشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج للقضية الفلسطينية وفنون مخاطبة الغرب، وهو أحد مؤسسي مشروع "نحن لسنا أرقامًا " we are not numbers لتعليم الأطفال الكتابة بالانجليزية قصص تحت الحرب في غزة. وهو محرر كتاب Gaza writes back.
• الفنان الحارث البراوي
استشهد الفنان الحارث البراوي أحد طلبة الدبلوم في جمعية أيام المسرح لتعليم الدراما في غزة في 27 ديسمبر حيث منع الاحتلال وصول الإسعاف إليه وتُرِك ينزف حتى استشهد حسب شهود عيان.
• الفنان المسرحي عمرو مروان
استشهد الفنان المسرحي عمرو مروان وعائلته في القصف على قطاع غزة في 29 من ديسمبر. وكان مروان قد شارك في عدة أعمال درامية وكان آخرها دور البطولة في المسلسل الفلسطيني ميلاد الفجر والذي يتناول قصص شهداء انتفاضة الأقصى وعرض على فضائيات محلية وعربية. كما أنه من مدربي الدراما في جمعية حكاوي للثقافة والفنون في غزة.
• الفنان سامر أبو دقة
استشهد المصور والناقد الفني وعضو اتحاد الفنانين الفلسطينيين سامر أبو دقة خلال غارة جوية على مدرسة فرحانة في خان يونس، في 15 ديسمبر، بعد إصابته وتركه ينزف لمدة تزيد عن خمس ساعات. أبو دقة يحمل درجة البكالوريس في الصحافة والإعلام من جامعة الأزهر في غزة، بدأ عمله كصحفي في صحيفة الشعب، انتقل عام 2004 للعمل في قناة الجزيرة وكان من مؤسسي مكتب القناة في قطاع غزة حيث عمل فيه مصورًا وفنيًا للجزيرة لأكثر من عشرين عامًا. يحمل الجنسية البلجيكية، وهو أب لثلاثة أبناء وبنت.
• الشاعر سليم النفّار
استشهد الشاعر سليم مصطفى النفار عن عمر يناهز ستين عامًا، وزوجته وأبناؤه إثر قصف إسرائيلي على بناية سكنية في حي النصر بمدينة غزة في 7 ديسمبر. ولد الشهيد النفّار في مدينة غزة، عاش في سورية ولبنان، تلقى النفار تعليمه المدرسي والجامعي في مدينة اللاذقية، ودرس الأدب العربي في جامعة تشرين بسورية، حيث شكَّل هناك ملتقى "أبو سلمى" السنوي للمبدعين الشباب سنة 1986.. كتب مبكرًا الشعر وكان ناشطًا سياسيًا في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية حتى عودته إلى غزة مع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994. عمل النفار مديرًا في وزارة الثقافة الفلسطينية، كما كان محررًا أدبيًا في مجلات: نضال الشعب والزيتونة والأفق، وكان واحدًا من مؤسسي جماعة "الإبداع الثقافي" في غزة، وأقرّت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قصيدته "يا أحبائي" في المنهاج.
صدر للنفار العديد من الدواوين.
• ناصر جربوع (اليافاوي)
الكاتب والمؤرخ ناصر إسماعيل جربوع (اليافاوي) استشهد هو ونجله خلال قصف منزلهم في مخيم المغازي يوم 7 يناير 2024. لناصر اليافاوي دراسات وكتب في التاريخ الفلسطيني الحديث خاصة حول النكبة والمقاومة الفلسطينية بجانب حق العودة. عمل الدكتور ناصر مديرًا في وزارة التربية والتعليم وهو من الشخصيات الثقافية البارزة في غزة خلال العقدين الماضيين. عمل في مجلس إدارة جمعية أهالي يافا كما عمل أمينًا عامًا لمبادرة المثقفين العرب.
يتبع....