بقلم الإعلامية : سهام بوديدة 

عرف المشهد الإعلامي في الفترة الأخيرة تحولات كبيرة في إنشاء المحتوى وترويج له ومن ثم إيصاله للمتلقي، بسبب التقدم السريع اللافت للانتباه في تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي حقق قفزة كبيرة في المجال الإعلامي، فقد أدى ظهوره إلى حقبة جديدة من الابتكار والكفاءة في إنتاج محتويات وسائل الإعلام واستهلاكها أين أدرجت أدواته في صميم الوسائط التقليدية. 

فأصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم ركيزة أساسية في العمل الإعلامي، نظرا لما توفره من تسهيلات في الخدمة الإعلامية من بحث وكتابة والقدرة على وضع عناوين مناسبة للمواضيع والصور التي كانت في وقت قريب صعبة الحصول أصبحت اليوم متوفرة وبكثرة، وحتى مقاطع الفيديو، أين وجد المتلقي صعوبة كبيرة في التفريق بين الحقيقة والفبركة في صناعة الخبر، حيث أثبتت تطبيقات الذكاء الاصطناعي تفوقها على القدرات البشرية من حيث الدقة والسرعة في السبق الصحفي وانتاج مواد إعلامية تفوق محدودية العقل البشري.
ويشكل إنتاج المحتوى المولد عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي أحد ابرز مظاهر إدماج الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام حيث ساعد على اتمام  المهام من تحليل البيانات وتوليد المحتوى والتحرير، إلى صناعة الأخبار المضللة، مما أدى طغيان هذا النوع من المحتوى على العديد من المواقع عبر شبكة الأنترنت 
وازدادت المخاوف بشأن مساهمة الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة واستخدام الدعاية الاعلامية أين تتآكل الحقائق وتزيد محدودة نسبيتها في التعري من ضوابط حرية التعبير وعدم كبح نفوذها، أين فرض مخاطر أخلاقية كبيرة في الصناعة الإعلامية شكلت تهديدًا على الطريقة التي يختار بها مُنتجو المادة الإعلامية، حيث يستخدم وحسب الكثير من المصادر والتقارير في توليد وإنشاء التزييف العميق بطريقة مقننة من خلال صور والمقاطع الصوتية والفيديوهات التي يتم من خلالها استبدال الشخصيات والتلاعب بلقطات وحركات الكاميرا وتضخيم وتخفيف طبقات الصوت حسب ما يريده صانع المحتوى الإعلامي لتبدو حقيقة يعجز العقل البشري على تفنيدها.