إن المشاريع المصغرة تلعب دوراً بارزاً في الاقتصاد القومي، وذلك لما لها من أهمية في توفير الوظائف والأعمال، وكذلك توفير الإنتاج والخدمات التي وجدت من أجلها، إلا أن تلك المشاريع ينبغي أن تجد البيئة الاقتصادية والاجتماعية المناسبة لها وضرورة توجيه الطاقات والأفكار الإبداعية لمالكي مثل هذه المشاريع حتى تكون ريادية بأفكارها خدمة للاقتصاد الوطني لتصبح نواة لمشاريع كبيرة متطورة .

مريم بوطرة

في هذا الصدد و تماشيا مع القرار الوزاري 1275 تحدثنا مع الطالب وليد بوفرون من ولاية بومرداس للحديث عن مشروعه الإبتكاري وبدايته وحيثياته والذي يعتبر تحدي له كشاب لما له من  أهمية بالغة على المستوى العالمي وقضية تهم الجميع  ويتعلق الأمر بموضوع النفايات التي تنذر بعواقب صحية ومالية وبيئية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بصورة سليمة، وهي مشكلة تخضع لكيفيات إنتاج المجتمعات واستهلاكها. إذ من المتوقع أن ترتفع مستويات توليد النفايات البلدية الصلبة على المستوى العالمي إلى 2.6 مليار طن سنويا بحلول عام 2025.

 إدارة النفايات باستخدام سلة ذكية تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي

الطالب بوفرون الذي يدرس على مستوى كلية العلوم بجامعة امحمد بوقرة ببومرداس صاحب شهادة مؤسسة ناشئة رفقة كل من الطالبة ديقر إيمان و زقان سيليا ،حدثنا عن المشروع  المتمثل في إدارة النفايات باستخدام سلة نفايات ذكية تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

أوضح في ذات الصدد أن الأطروحة التي قام بها رفقة زملائه  كانت استنادًا إلى الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) لتحسين إدارة المخلفات. كما أن هذه الدراسة تناقش أحدث مفاهيم الإعلام الآلي إنترنت الأشياء وإدارة النفايات ، وكذلك تصميم نظام الذكاء الاصطناعي ونظام إنترنت الأشياء لإدارة النفايات ،وتنفيذ الحلول يدمج تقنيات مثل رؤية الكمبيوتر وأجهزة الاستشعار المتصلة للفرز الانتقائي للنفايات والتحسين المجموعة حسب تعبئة الحاويات.

أما بالعودة إلى الإنطلاقة الفعلية لهذا المشروع يقول ذات المتحدث لكون محيط الجزائر يعاني من بعض التلوثات البيئية والأوساخ الكثيرة المنتشرة ، كما أن إدارة النفايات الحالية تتطلب جهد في العمل إضافة إلى المال والوقت فعلیه جاءت فكرة للبحث عن أساليب و طرق لإدارة هذه النفايات وإيجاد حلول لهذا المشكل بشرط أن يكون هذا الحل يقلل من الوقت والجهد والتكلفة،  فتم تقديم خطة تفصل بين أنواع النفايات من أجل إعادة التدوير مثل الفصل بين الزجاج والأوراق والبلاستيك العملية تفصل بين 5 أنواع منها الزجاج  والاوراق و الأشياء الغير قابلة لإعادة التدوير.

الوزارات الوصية  لها دور في تحفيز أصحاب المشاريع الابتكارية

وبالحديث عن المحفزات  ينوه وليد بوجود العديد من المحفزات التي ساعدت على  ولادة هذا المشروع الابتكاري خاصة عند التيقن بأنه سينتهي بمؤسسة ناشئة علما أن الفكرة الحاملة لهذا المشروع  كانت قيمة جدا، هي من أعطت الدافع القوي لمواصلة العمل بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي تقدمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة الذين بدورهم  قاموا بتشجيع الطلبة وقدموا الدعم من أجل تحقيق المشروع و الإعلان عنه.

أما فيما يخص الحاضنة لها الفضل الكبير من خلال مرافقتها و من ناحية البرامج والأعمال  ومن ناحية التحضير في التكوين في شتى المجالات  التقنية والعلمية و الاقتصادية ككيفية إنشاء مؤسسة ناشئة وتحديد رأس المال وكما كان هناك تكوين في كل ما يخص إدارة المشاريع.

وبالحديث عن التحديات والعراقيل فهي كثيرة جدا من ناحية النموذج الأولي عدم توفر المال الشخصي باستثناء دعم الحاضنة ومن جانب أخر فالموضوع بنسبة لطالب ماستر معقد  نوعا ما يرقى لمستوى الدكاترة لما له من أهمية وإضافة للبحث العلمي  وللإشارة تم عرض المشروع على لجنة التحكيم وكانت النتائج جد مشرفة.

سلة المهملات الذكية تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء

يؤكد الطالب أنه من خلال مشروعه سيتم تعزيز الاقتصاد الدائري من خلال إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد ، وكذا إدارة النفايات تحسن الكفاءة وتقلل من التكاليف، لعلاج هذه المشاكل ،كما استخدم حل مبتكر مثل سلة المهملات الذكية والذي يدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء إضافة إلى  ذلك يضع ممارسات فعالة لإدارة النفايات مثل الفرز الانتقائي و الضغط والوعي العام و يحسن التجميع والمعالجة والحد من النفايات ، مما يساهم في الحفاظ على البيئة .

في حين  يسلط الضوء على أهمية الحلول المبتكرة للإدارة المستدامة للنفايات ويقترح الآفاق المستقبلية مثل الصناديق التي تتكيف مع احتياجات العملاء المحددة واستخدام الصناديق تحت الأرض لتحسين تخزين النفايات مع الحفاظ عليها لجماليات المدن. 

إن اعتماد هذه الحلول سيجعل من الممكن التقدم  بنظام حديث للتخلص من النفايات أكثر كفاءة وصديق للبيئة، وفي الأخير يوصل بوفرون وليد رسالة إلى الشباب مفادها ينبغي العمل بجد وإنتقاء العمل الضروري الذي يعود بالنفع  للبلاد .