78
0
السلام في غزة والموقف القومي الجزائري


بقلم كمال برحايل
بعد التصويت على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المدمرة على غزة، عمت الأفراح الشعبية في رفح وخان يونس بعودة السلام ، ولكن مع نهاية التصويت في مجلس الأمن على القرار الامريكي، بشأن مستقبل غزة ويتضمن تفاصيل آلية التنفيذ تميز بقبول الجزائر للخطة الأمريكية في غزة ، ومنه أصبحت التهم جاهزة وحاضرة وتقبل بدون تعليق.
أمام هذه التطورات سعت العديد من الأصوات للتشكيك ، في الحقيقة الجلية والناصعة للموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ، الذي أصبح المؤشر لقياس المواقف القومية من جلّ القضايا العربية سواء في الجامعة العربية والأمم المتحدة.
وتميزت فترة الثمانينات بتصدر القضية الفلسطينية الخطاب الرسمي العربي ، وأصبحت قضية العرب الأولى لغاية بداية التحول في المواقف الرسمية من إسرائيل والمتزامنة بزيارة السادات ، وصولا إلى مسار التسوية السلمية من واشنطن .
وقد شكل قبول القادة العرب المبادرة السعودية في قمة بيروت للتطبيع مقابل السلام ، وفي ضوء استمرارية النهج السلمي للصراع العربي الإسرائيلي، أصبحت الجزائر تقبل ما تقبل به فلسطين ، ويترتب على هذا الإلتزام مبدأ عدم التدخل في الشان الداخلي، إلا من باب الوساطة بين الأشقاء الفلسطينيين فقط ، وهذا يدل على حرص الجزائر ، بالتعامل مع الفصائل الفلسطينية القومية والشعبية والوطنية والدينية على مسافة واحدة .
ولكن ما الذي حدث حتى تتعالى ، مجددا الأصوات الخافتة في الإعلام المأجور والغرف المغلقة لانتقاد الموقف الجزائري، والاسراع بتفسيره وتقييمه بالتراجع الكلي، في الموقف من القضية الفلسطينية المعروف ، نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة واني أطرح هذا السؤال من باب، التذكير وليس من باب العتاب ترى أين كانت هذه الأصوات المتوارية طيلة السنتين من التقتيل الهمجي، على مراى ومسمع من العالم بدون النبس ببنت شفة ، والإجابة تكون نعم فضلت الاختفاء والصمت بصيغة أننا هنا قاعدون ، مكتفية بمتابعة المشاهد المؤلمة من بعيد مخافة الحرج .
طيلة السنتين استبسل المندوب الجزائري عمار بن جامع في مجلس الأمن ، كونه الوحيد الذي رفع بشرف صور الشهداء ومشاهد الدمار في غزة ، لعل الشرفاء والأحرار من أبناء الوطن العربي يستذكرون المواقف القومية للجزائر ، بما لا يمكن الطعن فيه مطلقا او بمجرد الشك وهذا لايرقى ليس من شيم بلد الثوار .
لقد انطلقت قافلة المواقف الرسمية ، من الحرب الًحشية على غزة منذ سنتين وهناك أصوات ارتفعت من كل حدب وصوب كانت نكرة في مادة الإعراب لا يعرف مصدرها بل تسعى فقط ، لتقفي اخطاء الآخرين مستعجلة النصب في ظلام دامس، لتلتحق بالجار والمجرور والمضاف اليه في الوقت الإضافي، كان ينبغي عليها التحري البسيط بغير تحليل مسهب، يبعد الحقائق واتحدى هذه الأقلام الوضيعة ان قرأت ما قاله الرئيس هواري بومدين في تصريح لصحيفة النهار اللبنانية " نحن مع المقاومة اللبنانية ولو بقيت وحدها في الساحة نحن في الجزائر ذقنا مرارة الحصار والمضايقات وعشنا حياة التشرد ولهذا لن نكون أوفياء مع أنفسنا إذا لم نقف مع المقاومة في الساعات الصعبة والحرجة " .
إن التعبير عن الموقف في السياسة الخارجية ، يعبر عن استقلالية الإرادة الحرة لأي دولة تمتلك القرار وتجهر به علناً وأين كان ضمير العالم حينما كانت الجزائر تقدم المقترحات من نفس المنبر لانهاء الحرب على أطفال غزة، ألم يكن المطلب لانهاء الحرب مطلب عالمي .
آخر الكلام: ابوالطيب المتنبي
إذا جاءتك مذمتي من ناقص
فتلك هي الشهادة بأنني الكامل

