343
0
الشهيد المحرر طارق عز الدين والوفاء للمعتقلين

بقلم: د. رأفت حمدونة
للشهيد كرامات لم تخطر ببالنا لحظتها إلا بعد الفراق، حينه نبدأ بالقراءة لكل حدث، لكل ذاكر، ولكل كلمة، وبسمة، هو يدركها ولا ندركها، يراها ولم نرها، الشهداء وحدهم يزال عنهم الحجب، ويتصرفون بلغة الغيب اللامحدود، لا لغة القريب والمنظور.
قبيل استشهاده بأسبوع أو يزيد كان اليوم الأخير واللحظة الأخيرة بعد سهرة طويلة وحديث لا يمل، وقتها حضر (طارق بصحية زوجته وأطفاله ميار وعلى وعز الدين) في زيارة " لوالدتي" التي لم تفرق بينه وبين أبناءها، والتي كانت تصر على زيارته الاعتيادية رغم مرضها وقلة حيلتها بين الحين والآخر لبيته.
اتصل قبيلها بى
- أنت عند الحجة يا أبو خليل؟
- صحيح يا أبا محمد؟
- سأحضر لزيارتها؟
- أهلاً وسهلاً، البيت بيتك في كل وقت وكل حين، وهذا واجبنا يا أبو محمد.
- ليس بيننا يا صديقى ، أنا سآتى لزيارة أمى ، وهل بين الابن وأمه واجب؟
- بركة، نحن بانتظارك.
في تلك الليلة الجميلة ضحكنا وتحدثنا كثيراً، وأعدنا الذكريات، كانت تطل علينا ميار وعلى بين الحين والآخر، لم ولن أنس تلك الابتسامة البريئة لميار وعلى . تذكرنا يوم أن كان مريض بالسرطان وعزيمته القوية وثقته الكبيرة بالشفاء، حينما أخذته والأصدقاء للأرض لرؤية " أمى "، هناك تحت شجرة الزيتون فال لها : سأذكرك يا حجة أننى سآت مرات ومرات اليك وسأشفى باذن الله ، كان يصارع الموت بكل صبر وعزيمة وثقة بالله، أذكر المؤتمر الصحفى في مستشفى الرنتيسى بحى النصر ، والذى أعلنت فيه طبيبته الخطر الشديد على حياته ، وأن وعمره الباقى وفق حالته الصحية لن يتعدى الشهرين ، حينها كان يستمع للمؤتمر الصحفى على أثير إذاعة صوت الأسرى الذى يعد أهم مؤسسيها . دخلت عليه في غرفته وقلت: سمعت المؤتمر الصحفى يا أبا محمد؟فأجاب: الموت والحياة بيد الله يا صديقي، والمرض لا يميت، بل الأجل مكتوب، دعهم يقولوا ما يقولوا فالأعمار بيد الله. كان طارق في قمة الضعف الجسدى ولكنه على ثقة بالشفاء والحياة، وفى المقابل وهو في ذروة القوة الجسدية بعد الشفاء كان مستحضراً الشهادة في كل لحظة، كان يقول: عشنا بما فيه الكفاية، ولم يبق في العمر بقدر ما مضى، وكان على يقين بلقاء الله في كل وقت وكل حين. طارق صاحب الابتسامة والمجاهد والعنيد ، الذى أصر على النجاح أينما كان وحل، في مقاومته وجهاده ومطاردته، في سجنه واستغلال وقته وتحديه للسجان بطريقة تحرره وفى عطاءاته وتكملة تعليمه وإدارته لملفاته وانتماءه لعمله وتفانيه، ولوفائه لزملائه الأسرى وفى تطوير إذاعة صوت الأسرى ، هذه الإذاعة التي كانت بيته الثاني، ومن فيها أهله أسوة بأهله ، حتى أنه اختار مكان سكنه في نفس البرج " برج الجلاء " الذى تدمر في حرب 2021 ، فكان دائم الوجود فيها ليل نهار ، لا تربطه ساعات الدوام وفوقية المدراء وتعاليهم في كثير من الأحيان.
كانت البدايات صعبة منذ بدء التأسيس مع الافراج عنه في صفقة وفاء الأحرار العام 2011 ، لم يكن له مكتب لضيق المكان ، داوم تحت ضغط العمل الشديد، استقبل الأسرى المحررين وذوى الأسرى بين المكاتب وفى الاستوديو، وضع شعار الوحدة الوطنية للإذاعة في اعلاناتها ، حول الإذاعة لصوت كل الأسرى بالتوازى بلا حزبية ، كانت لديه رؤية تعدت الرسالة الإعلامية ، حتى أنه أرهق زملاءه الموظفين لكن بسعادة منهم، كونهم أحبوه وأحبوا فيه الانتماء لهذه القضية الإنسانية والأخلاقية والوطنية ، وعملوا معه رغم التعب بوفاء ، وكان لهم خير أخ أبعد من ساعات العمل ، فشاركهم فرحتهم وهمومهم واستعانوا به ولم يبخل عليهم بكل ما يملك.
جعل من إذاعة صوت الأسرى إذاعة منافسة رغم حداثتها، استهدف فيها كل الشرائح المجتمعية من الطفل بالمسابقة حتى الشيخ ببيت جدى، ودخل من خلالها كل بيوت الأسرى بلا تمييز انتماء، استطاع صوتها أن يصل لجنين واقصى الشمال، واستمع محبيها لها أقصى جنوب القطاع حتى العريش، كانت رسائل الأسرى تأتى له من كل أسير وكل سجن ومعتقل، جعلها حلقة الوصل بين الأسرى وذويهم في الحروب والاضرابات وانقطاع الزيارات وفى زنازين العزل الانفرادى. حولها لمصدر خبر لوسائل الاعلام، كان على تواصل دائم مع زملاءه الأسرى، كان الإعلان اليومى للأعوام الجديدة لكل أسير على مدار العام، حول الإذاعة إلى مؤسسة صنعت الحدث، وأعلن موقعاً خاصاً لإذاعة الأسرى وبرامجها يؤمه المختصون ووسائل الاعلام، وأعلن عن الفعاليات وخرج الموظفون بأعلام الإذاعة وشعارها ، ولم تشارك فيها فقط مشاركة، وكانت المبادرة دوما بالموجات الاذاعية المتضامنة مع المضربين.
كان طارق – وفق شهادة زملاءه - أول الحاضرين في الدوام، وآخر العائدين لبيته منها، كان يغضب عند شعوره بالتقصير، وكان يكافئهم لحظة العطاء بخير الجزاء، جعل من قضية الأسرى هم الموظفين الذي اختارهم بنفسه على قاعدة الكفاءة، وأكد على وطنية القضية بلا حزبية، فكانت صوت الأسرى صوت القضية الفلسطينية، صوت الوحدة الوطنية".وفى نهاية اللقاء الذي تطرق للكثير، أحب أبا محمد الاعلام، الذي اختاره كتعليم في أعقاب عمله في إذاعة صوت الأسرى، الذى كان أكثر الأماكن حباً لها في قلبه، وأكثر الأصدقاء شوقاً اليهم وقت راحته، كان وفياً لها ولهم، وكانوا أكثر حزناً عليه بشهادته.
لم أدرك أن آخر اللقاءات كانت في تلك اللحظات الجميلة، ولم يخطر ببالى أن هذا الإصرار على الحضور كان الوداع الأخير، وأن تلك الخطوات من باب البيت حتى باب السيارة هي آخر الخطوات قبل الصعود إلى الجنة، وأن تلك الابتسامة ستعيش معى ما حييت على أمل اللقاء به على مقعد صدق عند مليك مقتدر.
فسلام عليك بقدر انتماءك للأسرى وللمعتقلين
وإلى الملتقى يا صاحبى في عليين
هنالك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وسلام عليك يا أبا محمد إلى يوم الدين
وليد دقه والنداء ماقبل الأخير
بقلم الأستاذة وسام أبو سلطان
نائب مدير عام الإدارة العامة للشؤون القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين .
أسرانا شهود على ظلم المجتمع الدولي الذي يحيى بصمت مميت. عندما نقول أسير فلسطيني نحن نتحدث هنا عن حقوق مسلوبة ومن أهمها الحق في الحياة الذي يمثل جوهر الحقوق الإنسانية و المنصوص عليها في الفقرة الأولى من المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، هذا الحق يعتبر الأهم الذي لا يجوز المساس به. ولا ينبغي التعدي عليه بسياسة الإهمال الطبي المقصود والمتعمد من قبل أدارة مصلحة السجون الصهيونية المؤتمرة من الوسط السياسي لتنفيذ حكم الإعدام المبطن بحق الأسرى المرضى . سياسة الإهمال الطبي الممنهجة والمتعمدة وعدم التزام دولة الاحتلال بالقوانين والأنظمة الحامية والحافظة لحقوق الإنسان. هو جريمة مكتملة الأركان ومشرعنه من قبل الكنيست الاحتلالى . والشاهد على ذلك الأسير القائد والمفكر وليد دقه الذي يصارع المرض والموت لماذا لان المؤسسات الأممية الرسمية لم يرتقى فعلها لإجبار دولة الاحتلال بتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها ، هناك غياب دائم لأي إجراءات عقابية، رغم كل النداءات المستمرة للخروج من هذا الصمت القاتل. الذي يدفع ثمنه أسرانا بأرواحهم. كما حصل مع الشهيد القائد ناصر أبو حميد ومؤخرا مع الأسير الشهيد المضرب عن الطعام بسبب اعتقاله تعسفيا خضر عدنان ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 237 شهيدا، نحذر أن هناك خبايا خطة محكمة تنفذها منظومة الاحتلال الصهيوني لقتل فرادى و جماعي ضد أسرانا وأسيراتنا وبتشجيع من اليمين المتطرف في كيان الاحتلال.. لذا على الجهات المسؤولة عن اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة واتفاقية مناهضة التعذيب ان ترتقي بمسؤولياتها لمستوى هذه الجريمة جريمة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين من قبل دولة الفصل العنصري ونخص هنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع مؤسسات الأمم المتحدة بداية من مجلس الأمن ، و الجمعية العامة بصفتها الجهاز الرئيسي للأمم المتحدة التي تتبنى المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ودعوة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للقيام بمهامه ومسؤولياته واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق كل الجرائم اليومية التي ترتكبها السلطة القائمة بالاحتلال . المطلوب الآن وبشكل جدي فتح أبواب السجون على مصراعيها للنظر بمدى توفر وملائمة الشروط الصحية المعيشية حسب المعاهدات والاتفاقيات الدولية للوصول لنتيجة و معرفة الأسباب الحقيقية فى الزيادة الملحوظة الأخيرة بأعداد الشهداء الأسرى والأسرى المرضى المصابين بإمراض خطيرة وخاصة السرطان والتليف النخاعي والقلب والأورام والشلل النصفي وغيرها. وكيف وصل بأقل من عام عدد المصابين بالسرطان من الأسرى الى 24 أسيراً جلهم من القدامى وآخرهم الأسير وليد دقة الذي دخل العام الـ 38مؤخرا .. خضر عدنان لن يكون الأخير ولكن نخشي الا يكون هناك رقم 238 .
في ذكراه الأولى.. الاحتلال يواصل احتجاز جثمان الشهيد داود الزبيدي
قال نادي الأسير، اليوم، إنّه وفي ذكرى النكبة الـ75 الموافق الـ15 من أيار/ مايو، يصادف الذكرى الأولى لاستشهاد الأسير داود الزبيدي، والذي ارتقى متأثرًا بإصابة خطيرة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، وعلى إثرها نقل إلى مستشفى "رمبام" الإسرائيليّ، لتلقي العلاج، وأعلن الاحتلال اعتقاله فور نقله للعلاج، إلى أنّ أعلن عن استشهاده. وأوضح النادي في بيان له، أنّ الشهيد داود الزبيدي (43 عامًا) من مخيم جنين، وهو شقيق الأسير القائد زكريا الزبيدي أحد أبطال "نفق الحرّيّة"، وابن الشهيدة سميرة الزبيدي، وشقيق الشهيد طه الزبيدي، تعرض للاعتقال مرات عديدة وكافة أشقائه، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو 12 عامًا بين أحكام واعتقال إداريّ، وهو متزوج وأب لثلاثة من الأبناء، وإبان معركة مخيم جنين عام 2002 استشهدت والدته، واستشهد شقيقه وهدم الاحتلال منزلهم مرتين، وبالإضافة لشقيقه زكريا، فأن شقيقيه (جبريل ويحيى) معتقلان في سجون الاحتلال.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثمان داود الزبيدي إلى جانب 12 من رفاقه الشهداء الذين ارتقوا خلال السنوات الماضية في سجون الاحتلال. يذكر أنّ الشهداء الـ13 هم من بين(237) أسيرًا ارتقوا في سجون الاحتلال منذ عام 1967 حتى عام 2022، وهناك مئات الأسرى الذين ارتقوا بعد الإفراج عنهم بفترات وجيزة، نتيجة لأمراض وإصابات ورثوها عبر سنوات اعتقالهم.
الاعتقال الإداري يلاحق القاصرين الفلسطينيين
أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى أن سلطات الاحتلال صعدت خلال العام الأخير من سياسة الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين، والتي طالت كافة الفئات بما فيها القاصرين. وقال مركز فلسطين أن الاعتقال الإداري طال كافة شرائح المجتمع الفلسطيني حيث أصدرت محاكم الاحتلال منذ بداية العام مئات الأوامر الإدارية والتي لاحقت القاصرين الفلسطينيين ما دون الثامنة عشر من أعمارهم، حيث يخضع للاعتقال الإداري حالياً ثمانية من القاصرين. وأشار مركز فلسطين الى أن محكمة عوفر العسكرية أصدرت يوم الأربعاء قرار اعتقال إداري لمدة 6 شهور بحق الطالب في الثانوية العامة "يحيى محمد الريماوي" 17 عاماً من بيت ريما غرب رام الله، وكانت قوات الاحتلال اعتقلته في السابع عشر من نيسان الجاري بعد مداهمة منزل عائلته. مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" قال إن محاكم الاحتلال أصدرت منذ بداية العام العديد من القرارات الإدارية بحق قاصرين منهم من صدرت بحقه أوامر إدارة جديدة وآخرين تم التجديد لهم لفترات أخرى تمتد ما بين 3 شهور الى 6 شهور، وبعض القاصرين تجاوزا سن الطفولة وهم خلف القضبان.
وبين الأشقر أن محاكم الاحتلال كانت حولت قبل أسبوع الفتى الأسير "قاسم محمد حوامدة" ١٧ عاماً من الخليل إلى الاعتقال الإداري لمدة ٦ أشهر، وتم نقله الى قسم الأشبال بسجن عوفر ، كذلك كانت حولت الفتى الأسير " جمال محمد عادى " 17 عاماً من بلدة بيت امر شمال الخليل الى الاعتقال الإداري لمدة 4 شهور. واتهم الأشقر الاحتلال بإساءة استخدام إجراء الاعتقال الإداري، فاستغلت الإجازة القانونية المسموح بها في الظروف الاستثنائية، وتوسعت في تطبيقها، دون التزام بالمبادئ والإجراءات القضائية المنصوص عليها، ولا بالضمانات التي حددها القانون الدولي، وأصبحت تستخدمه كأداة عقاب جماعي بحق الفلسطينيين بحيث طال النساء والأطفال والمرضى. وأوضح الأشقر أن الاحتلال يهدف من خلال سياسة الاعتقال الإداري إلى استنزاف أعمار الفلسطينيين خلف القضبان دون سند قانونى، سوى أهواء ضباط جهاز المخابرات الذي يتولى إدارة هذا الملف، ويملى التعليمات للمحاكم الصورية بإصدار اوامر إدارية جديدة او تجديد لفترات اخرى بناءً على ملفات سرية لا يسمح لأحد بالاطلاع عليها. وكشف الأشقر انه نتيجة تكثيف أوامر الاعتقال الإداري بحق الاسرى ارتفعت اعداد الاسرى الإداريين في سجون الاحتلال الى ما يزيد عن (1030) اسيراً غالبيتهم أسرى محررين قضوا فترات مختلفة داخل السجون وأعيد اعتقالهم مرة أخرى، وجدد لمعظمهم لفترات أخرى، ومن بينهم اسيرتين وهن " روضة أبو عجمية" من بيت لحم، و "رغد القنى" من طولكرم، إضافة إلى 8 أطفال قاصرين واسيرين يعانون من مرض السرطان.
ووصف الأشقر الاعتقال الإداري بأنه اعتقال سياسي لا يخضع لأي مسوغ قانونى أو ملفات ادانة او محاكم عادلة، والقرار النهائي له يخضع لتوصيات الجانب الأمني، وما يؤكد ذلك رفض محاكم الاحتلال 99% من طلبات الاستئناف والاعتراض التي يقدمها الاسرى ضد الاعتقال الإداري بحقهم، وفى حالات محدودة تم تخفيض مدة الإداري لشهرين او ثلاثة في أحسن الأحوال. وجدد الأشقر مطالبته المؤسسات الدولية التدخل بشكل عاجل لوقف هذه المجزرة بحق أعمار الاسرى الفلسطينيين، ووضع قيوداً صارمة على فرض الاعتقال الإداري، تماشياً مع نصوص المواثيق الإنسانية، كما طالب السلطة الفلسطينية برفع ملف الاعتقال الإداري الى المحاكم الدولية، للالتزام بالمحددات التي فرضها القانون عند اللجوء الى استخدام هذه السياسة التعسفية.
الحٌلم الأخير.. اغتيال أطفال فلسطين
بقلم: جلال محمد حسين نشوان
ما أعذب قلوبهم، الطاهرة، وما أجمل أنفاسهم العذبة، كانوا يحلمون بلعبة جميلة، تشبع أحاسيسهم المرهفة، لكن حمم الطائرات الأمريكية الصنع كانت أسرع من أحلامهم، أرواح نقية، صادقة، لا يحملون الكره، لا يعرفون الحقد، والابتسامة لا تفارقهم، كالفراشات الجميلة، أنفاس عذبة وسحائب ماطرة، عالم مزدان بقلوب صافية.
يا الله : كيف للإرهابيين والنازيين الجدد الصهاينة أن يغتالوا البراءة ؟ ألم يدرك مجرمي الحرب الصهاينة أن هناك أطفال يحلمون بغد جميل؟ لماذا يصمت العالم الذي يتغنى بالرقي عن جرائمهم ؟ إن إطفال فلسطين، قصة حلم، وقصيدة أمل، وخاطرة عذوبة، ياأيها القتلة الإرهابيين، دعوا أطفال فلسطين، دعوهم لأن قلوبهم عذبة، طاهرة، صافية، نقية، صادقة لا يحملون الكره، لا يعرفون الحقد، والابتسامة لا تفارقهم. أحاسيس أطفال فلسطين مرهفة، وأحاديثم مشوقة، ورائحة بالمحبة، لأن قلوبهم بيضاء لا تحمل على أحد.
كيف لنا أن لا نقع في حب تلك المخلوقات الصغيرة والبراعم البريئة، دعوهم أيها القتلة يمرحون كالفراشات تقطف الأزهار في شقاوة، دعوهم يتوسدون العشب الأخضر، اتدرون أيها القتلة الصهاينة الإرهابيين لماذا ؟ لأن الطفولة صفحة بيضاء، وحياة صفاء
و ثغر باسم، وقلب نقي وروح براءة. يعيشون اليوم بيومه بل الساعة بساعتها، لا يأخذهم التفكير، ولا التخطيط لغد، ولا يفكرون كيف سيكون وماذا سيعملون. ابتساماتهم البريئة كزرقة السماوات، واتساع البحور، ولمعان الأنجم، فيها سلسبيل يجرى، ورائحة الأرض عندما زارها المطر، الطفولة أيها القتلة الإرهابيين:
لحن ساحر
ونغم سماوي خلاب
هم زينة الحياة،
وبهجتها ،وعطرها
هم رمز البراءة
والصدق والطهارة
يا الله : عيوننا تدمع، لطفولة خطت بداية حلمها للرحيل،.هي الليلة الأخيرة التي زينتها نجوم السماء،, قصة حلم هذه الليلة، كزهور من الربيع وأكاليل من الياسمين تقلدت روحهم النقية وزينتها بابتسامة أمل ودمعة ألم تكبدت سيرها نحو الجراح لتواصل خطاها نحو رحلة الخلود، أجل كانت الرحلة الأخيرة للمسة مخملية أذابت كل الأحلام، رحلة أخيرة صهرت قلوبنا، غادرت البراعم الجميلة لتلتحق بالطفلة، الصغيرة إيمان حجو غادروا الشهداء الأطفال وقلوبهم العذبة ،تعطرت بالندى ،لتفوح منهم كل شيء جميل.
سلام لكم،وسلام عليكم، وانتم تغادرون إلى جنان الخلد وسلام، لأنفاسكم العذبة ولأرواحكم الباذخة الطٌهر، وسحقاً لهذا العالم المنافق أن لم يبك أطفال فلسطين
بيان رابطة الجالية الفلسطينية فى الجزائر فى الذكرى الـ 75 للنكبة
تأتي الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة وشعبنا الفلسطيني يواجه التصعيد الخطير والممارسات العدوانية للكيان الصهيوني على أرضنا الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشريف. وأمام هذه الممارسات والأعمال الإجرامية، فإننا نطالب المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين، والقرار 181 والخاص بإقامة دولة فلسطين . وتوفير الحماية لأبناء شعبنا العزل، ونهيب بكافة الشعوب الصديقة مساعدة شعبنا الفلسطيني وإسناده في مواجهة العدو الغاصب، مؤكدين على استمرار النضال بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
عاشت فلسطين
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
العــزة والحـرية لأســرانا البــواســل
التاريخ: 15/05/2023
سلاماً لمن ارتقى شهيداً وبقي حياً من مقاتلين سرايا القدس في معركة ثأر الأحرار
بقلم : سامي إبراهيم فوده
"فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "صدق الله العظيم"
تحية فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء تنحني لها هامات الرجال الشرفاء في هذا الزمن الغابر الذي ساد فيه نباح الكلاب وعواء الذئاب ونعيق البوم وشح فيه معاني الرجولة من الإخوة والعزة والشرف والكرامة والشهامة والنخوة العربية المخصية أمام شلال الدم الفلسطيني النازف وأشلاء أجساد الشهداء والجرحى المتناثرة والمتطايرة والتي تتلألأ في فضاء سماء فلسطين كالبلور المنثور.
إلى إخوتي الأماجد رجال المقاومة القادة والمقاتلين الأشاوس الأفذاذ أبناء سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين حماة الوطن وسياجه المنيع وذرعه الواقي وحصنه الحصين وسيفه البتار في وجه المعتدين والخونة المأجورين ومن لف لفيفهم من المتخاذلين المتساقطين الذين باعوا أنفسهم للشيطان وخانوا دماء الشهداء وتاجروا بتضحيات شعبنا مقابل حفنه من المال المدنس. تحية إجلال وإكبار ووفاء لفلسطين ورجالها المقاتلين الصناديد المرابطين على ثغورهم متخندقين في مواقعهم المتقدمة أصحاب الأيادي المتوضئة الطاهرة والسواعد الفولاذية الضاغطة على زناد البندقية وهم يسطروا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية أنصع صفحات العز والانتصار. ليرسموا لنا اروع الملاحم البطولية في ميادين الفداء والتضحية والثبات والشرف والعز والكرامة,
أبناء "سرايا القدس" فرسان المواجهة والاشتباك رجال المنصات الصاروخية وأبطال المدفعية القابضون على جمر المقاومة وهم يطلقون رشقات تلو الرشقات من الصواريخ في رحاب الوطن لترسل سلامها واشواقها الحارة والملتهبة من غزة هاشم لتعانق المجدل وبئر السبع وعسقلان واسدود ويافا وحيفا والقدس وصفد عكا وبيسان وطبريا والرملة وأم الرشراش في زمن الردة والتأمر على شعبنا والقضية الفلسطينية. طوبي لمن ارتقى شهيداً والتحق بركب الشهداء الاطهار من قادتها ومقاتليها وبقي حياً من رجال سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في معركة " ثأر الأحرار" ملبين نداء الواجب والشهادة, فهؤولا الرجال الابطال الشجعان الشرفاء الأحرار الذين ضحوا بأرواحهم من آجل الدين والوطن والعرض كانت لهم بصمات مهمة في الجهاز العسكري علي مدار سنوات عديدة من مسيرة هذه الحركة الجهادية الباسلة والتي قضَّت مضاجع العدو بعملياتها الفدائية وقلبت معادلاته, المجد كل المجد لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال