767
0
الشفافية والوقاية من الفساد... تكريس للتنمية الوطنية
بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد المصادف للتاسع من ديسمبر من كل سنة ، نظمت الجمعية الوطنية مفاتيح التنمية أمسية اليوم السبت بفندقAZبالقبة القديمة، ورشة تفاعلية حول" دور المجتمع المدني في الوقاية من الفساد و مكافحته ".وذلك بمشاركة حوالي ثمانين شخص من رؤساء و ممثلي الهيئات الإستشارية و القطاعات الحكومية و الأساتذة المختصين.
شيماء منصور بوناب
جاءت الورشة للتعريف بالإستراتيجية الوطنية للشفافية و الوقاية من الفساد ومكافحته ، و لتسليط الضوء على أهم الآليات القانونية المتبعة في هذا المجال، قصد ربط علاقات التعاون والتنسيق بين مختلف الفاعلين من وجهة توعية المجتمع المدني بدوره في تحقيق التغيير الإيجابي في قطاع مكافحة الفساد.
وفي كلمة لرئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور الدين بن براهم، أكد على ضرورة تجسيد معالم الحرية للمجتمع المدني وأطيافه كعمل وقائي يشجع على حماية البنى الأساسية للدولة خاصة تلك التي تأثر في كينونة الشعب ، وذلك استنادا على تعزيز استراتجيات عمل المنظمة القانونية و المنظمات القيمية التربوية حفاظا على مكتسبات الجيل الجديد و القادم.
وتابع مشددا على ثقل ملف مكافحة الفساد الذي يراعي الأخذ بمنطلقات الثقافة المجتمعية و الإعلامية وباشراك الجمعيات و مختلف الهيئات التربوية و القانونية التي تفعل بدورها مكانة المجتمع كشريك حقيقي في عملية المكافحة و الوقاية التي تبنى على أساس الوعي الموضوعي المجتمعي.
وبالحديث عن مظاهر التبليغ عن الفساد، يشير بن براهم إلى دور المرصد الوطني في تأهيل و تدريب أعضاء المجتمع المدني و هيئاته عبر ترقية المشاركة المجتمعية التي تعي بالمرافقة قانونيا و علميا و قيميا في إطار تحقيق الإدماج الفعلي للمجتمع المدني كشريك في كل العمليات الديمقراطية و التنمية.
من جهته وضح رئيس الجمعية عادل بورقازن ،بأن الجمعية تسعى لتحقيق الفاعلية الحقيقية في مجال التنمية المستدامة و الحكومة الرشيدة وفق آليات المواطنة الديمقراطية التشاركية، التي تبنى من خلال الجهود و الخبرات المشتركة تماشيا مع مستجدات العصر الراهن التي تقف أمام بناء منظومة مجتمعية راقية تأخذ بمعايير الوقاية من الفساد منطلقا لها.
وأضاف في ذات السياق مؤكد " أن ظاهرة الفساد بمختلف أنواعها تشكل نقطة خطر و تهديد على استقرار الدولة وعلى مؤشرات التنمية كحد سواء، لكون الفساد يتعارض مع المحاور القيمية للمؤسسات و الهيئات الرسمية لأي دولة بما فيها الجزائر التي تتأثر بهذه الظاهرة من حيث تراجع الإستثمارات و تدني نوعية الخدمات العامة وكذا اضعاف ثقة المواطنين بالسلطة ."
مداخلات موضوعية توضح الآليات و الإستراتيجيات القاعدية للوقاية من الفساد
وفي مداخلة للأستاذ حمزة خضري ممثل عن السلطة العليا للشفافية و الوقاية من الفساد ،أبرز أهم الجهود الوطنية لتكريس مبدأ الشفافية و الوقاية من الفساد، انطلاقا من حديثه عن إعداد استراتجية وطنية تحت رعاية رئيس الجمهورية ،تهدف لتحقيق رؤية الجزائر الجديدة تحي شعار "من أجل مناهضة الفساد " التي يكون فيها المواطن شريك أساسي في التبليغ و العمل.
يضاف إليها تجسيد فعلي للإدارة الرقمية التي تلغي البيروقراطية و تحسين الخدمة العمومية ، مثلما هو حال المعاملات المالية التي تتطلب تجسيد الصيغة النقدية الإلكترونية في التعامل و الممارسة العملية التي تتطلب تعميم فكرة البطاقات في الدفع و الاستلام. و كذا العمل بشكل جدي مع تبليغات مواطنين من خلال معالجتها و احالتها للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد.
وتحت عنوان دور المرصد الوطني في توعية منظمات المجتمع المدني في مجال الوقاية من الفساد ،يفيد أحمد سي يوسف المكلف بالدراسات بالمرصد الوطني، أن الحوار و التشاور و ترقية أداء المجتمع مدني يساعد على تشكيل إطار سياسي قانوني مؤسساتي جديد ينطلق من محور بناء مجتمع حر بآليات جديدة تخدم الوطن و المواطن،باعتبار ذلك الأخير حجر الأساس في تسيير الشؤوان العامة و في محاربة مختلف مظاهر الفساد التي تأثر في فاعلية المواطنة و الديمقراطية.
وهو ما ثمنه الأستاذ ماروك لزهر في مداخلته المعنونة بدور وسائل الإعلام في نشر ثقافة مكافحة الفساد لدى المواطن، فنجده يؤكد موضحا "لا يمكن تصور استراتيجية دقيقة لمكافحة الفساد دون اشتراك فعلي لأعضاء المجتمع المدني المواطن على وجه الدقة و الاعلام أيضا كونه سلطة ضابطة لكل الانتهاكات و الممارسات الناجمة عن الفساد. "
