462

0

الشاعرة كوثر فراحتية لـ" بركة نيوز" لا أحصر قلمي بل أتركه يعانق القضايا التي تهمني.. في زاوية واحدة

 

حاورتها أمينة حاب الله 

شاعرة جزائرية عشقت الشعر الملحون حتى صار نبضها وملاذها، وسخّرت كلماتها لنقل تراث الأجداد بلغة وجدانية تنبض بالهوية والانتماء ، إسمها "كوثر فراحتية" فهي ليست مجرد مُبدعة تنسج القوافي، بل هي راوية ذاكرة جماعية، تُترجم وجدان الشعب وتحفظ روح المدينة، وتُعيد للموروث الشعبي الجزائري حضوره الساحر في زمن الحداثة.

أولا ألف مبروك على تحصلك الجائزة الأولى في مسابقة "الكلمة المعبرة " في فئة الشعر الملحون، أما بعد كيف ستقدمين نفسك للمتلقي؟

شكرا جزيلا على لطفكم ومرافقتكم للمبدعين، و أقول للقراء معكم كوثر فراحتية، من ولاية المسيلة، شاعرة جزائرية أكتب الشعر الشعبي الملحون.

منذ صغري، كنتُ أجد نفسي دائمًا قريبة من عوالم الشعر والمطالعة، كانت الكلمة ترافقني في صمت وتبني داخلي عالمًا خفيًّا من الإحساس والخيال، دون أن أدرك أن ذلك هو الطريق إلى الإبداع.

لم أختر الشعر عن قصد، بل هو من اختارني، واكتشفت أني شاعرة عن طريق الصدفة، هذا و كانت اول تجربة لي بقصيدة "الحضنية" وهي أول قصيدة أكتبها في حياتي شاركت بها في مسابقة و تحصلت على المرتبة الأولى ونالت قصيدتي إعجاب الجميع فكانت تلك اللحظة بمثابة المفاجئة والدافع الكبير الذي شجعني على مواصلة المشوار في عالم الشعر.

حدثينا عن بداياتك في هذا المشوار وماذا حققتي من خلاله ؟

بدأت مسيرتي الشعرية بخطوات متواضعة، من خلال مشاركات محلية على مستوى دار الثقافة وجامعتي، أين تحصّلت على عدة جوائز وكانت أغلبها المرتبة الأولى والتي حفزتني على المضي قدمًا. ومع الوقت، توسعت مشاركاتي، وخلال أقل من سنة، كان لي شرف التتويج بـ ثماني جوائز وطنية وجائزة دولية، من أبرزها: المرتبة الثالثة في المسابقة الدولية للشعر الشعبي بدوز – تونس،2024 المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية سبعينية الجزائر – البويرة2024 المرتبة الثالثة في المسابقة الوطنية النبراس – سطيف2024 المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية "شاعر الجامعة"، بسكرة 2025 المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية "شعر الشباب 2025" مستغانم، المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية للشعر النسوي 2025 – قسنطينة، المرتبة الثالثة في المسابقة الوطنية لإذاعة زمان FM – الجزائر العاصمة، والمرتبة الأولى في مسابقة الوطنية "الكلمة المعبّرة" التي نظّمتها مؤسسة فنون وثقافة 2025 – الجزائر العاصمة.

كما كانت لي تجربة مميزة بالمشاركة في مهرجان نور الثقافي الذي أُقيم بمدينة الحمامات في تونس، والذي كان محطة للتبادل الثقافي ولقاء مبدعين من مختلف الأقطار العربية.

كل هذه المحطات صنعت فيّ ثقة أكبر ومسؤولية أعمق، وجعلتني أؤمن أن الكلمة الهادفة بإمكانها أن تعبر الحدود وتترك بصمتها.

ماهي المواضيع التي تكتب عنها كوثر فراحتية عادة وما رؤيتك حولها ؟ 

أكتب التراث عن الوطن، عن الإنسان، عن الأم عن الأب، عن الحب والكرامة والهوية.

لا أحصر قلمي في زاوية واحدة، بل أتركه يعانق القضايا التي تهمني وتلامس مجتمعي، لأكون صوتًا نابضًا بما نعيشه ونحلم به.

يقال بانه لكل شاعر نفس و ميزان هل هناك شعراء مؤثرون في تجربتك؟

بالطبع، فلقد تأثرتُ بكبار شعراء الملحون الذين رسخوا هذا الفن في الذاكرة الجزائرية، كما أني أستلهم من الشعراء المعاصرين من يحملون الهم الشعري والرسالة، دون أن أفقد بصمتي الخاصة.

الملاحظ أن أعمالك حققت توازنا دقيقا بين التقليد والتجديد، كيف ذلك؟

أؤمن أن قوة الشاعر تكمن في قدرته على المزاوجة بين الأصالة والحداثة. أحترم الموروث وأستلهم من جمالياته، لكنني لا أكتفي بنسخه، بل أُلبسه لبوسًا معاصرًا يُحاكي الذائقة الجديدة ويواكب تحوّلات المجتمع، مع الحفاظ على عمق المعنى وصفاء اللغة.

هل تفكر كوثر في القارئ أثناء الكتابة؟ 

في لحظات الإلهام أكون مشغولة بما يمليه عليّ الوجدان، لكن بعد أن تهدأ العاصفة الشعرية، أعود للنص بعين المتلقي، أفكر كيف سيقرؤه القارئ؟ هل سيفهم ما أريد؟ هل سيلامسه؟ فالشعر لا يكتمل إلا عندما يسكن القلوب.

كيف تختارين الأسلوب المناسب للقصيدة؟ 

الأسلوب يولد مع الفكرة. هناك قصائد تحتاج إلى نَفَسٍ حكائي، وأخرى إلى نغمة وجدانية، وأحيانًا إلى رمزية كثيفة. أترك للقصيدة أن تملي شروطها، فالشعراء خدمٌ أوفياء لأمزجة القصائد.

 ماهي أهم عناصر القصيدة الجيدة في نظرك ؟ 

الصدق أولًا، ثم المتانة اللغوية، والموسيقى الداخلية، وتكامل الصورة والمعنى، مع لمسة تميز تجعل القارئ يتوقف، يتأمل، وربما يعود لقراءتها مرارًا.

رسالة كوثر فراحتية من خلال الشعر؟ وماذا تريد له؟ 

رسالتي أن أكتب للناس عن الناس، أن أُبقي الذاكرة حيّة، وأن أُجسد الجمال والمعاناة معًا في قالب إنساني.كما انني أريد لشعري أن يُداوي، يُنير، ويُلهِم، أن يكون شاهداً على زمننا، وأن يُعبّر عن نبض شعب لا يموت.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services