243
0
الصالون الدولي للسياحة والأسفار..نحو دمج الحلول الرقمية في الخدمات السياحية
.

بشعار "سافر في رحاب الجزائر واستمتع بسياحة أصيلة وحضارة عريقة", استقبل الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته الرابعة والعشرين، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، طيلة فترته الممتدة بين 11 جويلية إلى 15 جويلية 2025،.
شروق طالب
ضم الصالون مختلف الفاعلين في قطاع السياحة والثقافة، في فضاء ابرز الجزائر كوجهة سياحية بمختلف عناصرها التراثية
ولعل أهم ما ميز هذه الطبعة هو إدراج الرقمنة كأحد أبرز المستجدات، من خلال دمج الحلول الرقمية في الخدمات السياحية، بما يسهم في تحسين تجربة الزوار والترويج الأمثل للمقومات السياحية الوطنية، هذا وشكل الصالون فرصة استراتيجية لإبراز دور السياحة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الجزائر كوجهة سياحية أصيلة ومتنوعة.
السياحة الاستقبالية مع وكالة TVT
وفي هذا الصدد، أوضح طارق قطاف، المكلف بالإعلام لدى الوكالة السياحية TVT، أن مشاركة الوكالة في الطبعة الرابعة والعشرين من الصالون الدولي للسياحة والأسفار, تأتي في إطار جهودها السنوية للتعريف بخدماتها في مجال السياحة الاستقبالية، وهي نوع من السياحة يُعنى باستقبال السياح من داخل وخارج الجزائر، حيث يتم تنظيم رحلات مهيكلة لهم عبر مختلف المناطق السياحية في البلاد.
وأضاف أن الوكالة تنظم جولات سياحية عبر مختلف المناطق من الشمال إلى الجنوب، تشمل وجهات بارزة مثل جانت، إيليزي، وتيغارغارت، حيث تستكشف المواقع الأثرية والنقوش الصخرية، إلى جانب رحلات التخييم بسيارات الدفع الرباعي.
كما تشمل العروض زيارات للقصبة، العاصمة، جيجل، بجاية، وغابة "اكفادو"، مع إمكانية الإقامة في منزل مجهّز بالكامل وسط الطبيعة.
وجديد وكالة TVT في هذه الطبعة، يذكر قطاف يتمثل في إطلاق منتوج سياحي جديد بعنوان "La Kabylia"، وهو مسار سياحي متكامل يُبرز جمال وتنوّع منطقة القبائل.
ويتضمن البرنامج جولة تبدأ من العاصمة الجزائر، مرورًا بأهم معالمها التاريخية مثل البريد المركزي والمتحف الوطني للفن الحديث، تليها زيارة منطقة بني يني بتيزي وزو والتعرف على ورشات صناعة المجوهرات التقليدية، ثم التوجّه إلى تيكجدة للاستمتاع بجمال الطبيعة والجبال.
كما تشمل الجولة زيارة المنتزه الوطني بمرتفعات جرجرة وبحيرة أكولميم، ثم التوجه إلى بجاية لاكتشاف بحيرة تيشي هاف، ومدينة بجاية القديمة، وحديقة غورايا، وقمة "قبعة القرود"، مع وقت حر للراحة والاستجمام.
وفي ختام الرحلة، ينتقل الزوار عبر كورنيش جيجل نحو شاطئ أفتيس، ثم زيارة الموقع الأثري "جميلة" قبل الوصول إلى مدينة سطيف.
وأكد قطاف أن هذا البرنامج يعكس رؤية الوكالة في تقديم تجارب سياحية نوعية تجمع بين الطبيعة، التراث، والتاريخ، ضمن مسارات منظمة تضمن الراحة والمتعة للسائح.
مجمع فندقة، سياحة وحمامات معدنية...ريادة وطنية برؤية عصرية
وفي هذا السياق، مولفي ميليسا المكلفة بالإعلام والاتصال بمجمع فندقة، سياحة وحمامات معدنية، الرائد في القطاع العام السياحي، أن المجمع الذي تأسس سنة 1989 في إطار إصلاح المؤسسات العمومية الاقتصادية (EPE)، عرف تطورات متتالية استجابة لاحتياجات قطاع السياحة في الجزائر.
حيث يغطي المجمع نطاقاً واسعاً من الأنشطة، تشمل السياحة الحموية، الساحلية، الصحراوية، كما يمتلك محفظة فندقية فاخرة تضم معالم معمارية متميزة موزعة عبر مختلف ولايات الوطن، ما يجعله أحد أبرز الفاعلين في تطوير السياحة الجزائرية.
وسعيا لمواكبة التطور التكنولوجي، كشفت مولفي عن إطلاق منصة المجمع الرقمية "للحجز الإلكتروني" "BookinAlgeria.dz"، والتي تهدف الى تبسيط الوصول إلى خدمات المجمع الفندقية والسياحية، وتسهيل عمليات الحجز للزبائن داخل الجزائر وخارجها.
كما تتوفر المنصة على واجهة سهلة الاستخدام، ونظام دفع إلكتروني آمن يدعم بطاقات CIB، الذهبية "Edahabia"، و"Visa Card"، ما يتيح معاملات مرنة وموثوقة.
وتندرج هذه الخطوة حسبه، ضمن سياسة التحول الرقمي التي ينتهجها المجمع، من أجل تعزيز جاذبية وجهاته السياحية، والترويج للثروات الطبيعية والثقافية للبلاد.
وفي سياق متصل، ذكرت مولفي أن المجمع قام بتوقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من المؤسسات الناشئة الناشطة في مجال السياحة الرقمية، مرافقة المؤسسات الناشئة في تطوير حلول مبتكرة لتعزيز الخدمات السياحية.
"ساكودو".. منصتك السياحية الثقافية المتكاملة
وفي إطار مواكبة الديناميكية العصرية التي يشهدها قطاعا السياحة والثقافة في الجزائر، برزت منصة "ساكودو" (Sacoddo) كمنصة إلكترونية مبتكرة، تهدف إلى الترويج للسياحة الوطنية وتثمين الموروث الثقافي المادي واللامادي، مع السعي للمحافظة عليه ونقله للأجيال القادمة.
وفي تصريح له لجريدة بركة نيوز، أوضح ياسر كسوري، العضو المؤسس والمكلّف بالإعلام والاتصال في المنصة، أن "ساكودو" تسعى كذلك إلى تقريب الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج من بلدهم الأم، وتعريفهم بالجزائر كوجهة سياحية غنية ومتنوعة، إلى جانب تحسين الصورة النمطية للجزائر على المستوى الدولي.
وتقدم "ساكودو" حسبه، باقة متنوعة من الخدمات السياحية المصنفة، من أبرزها الحجوزات الفندقية، دليل للمواقع الأثرية والمدن التاريخية، استكشاف المطبخ الجزائري واللباس التقليدي،التعرف على الحياة البرية، متابعة النشاطات الثقافية كالمهرجانات، العروض السينمائية، المسرحيات، والحفلات الموسيقية.
كما تتيح المنصة إمكانية حجز التذاكر إلكترونياً عبر الدفع بواسطة البطاقة الذهبية أو بطاقة CIB البنكية، في خطوة لتعزيز رقمنة الخدمات السياحية.
مكون اجتماعي فريد
ما يميز "ساكودو" أيضاً، وفق ما أكده كسوري، هو توفرها على تطبيق تواصل اجتماعي مدمج، تم تطويره بأيادٍ جزائرية، وبخوارزميات مشابهة لتلك المستخدمة في كبرى تطبيقات التواصل العالمية.
يستهدف هذا التطبيق كل المهتمين بالسياحة والثقافة الجزائرية، بما فيهم المؤثرون وعامة المستخدمين، حيث يمكنهم إنشاء حسابات شخصية، تبادل المحتوى الثقافي، التفاعل، ومشاركة التجارب السياحية.
وعن الآفاق المستقبلية التي تسعى "ساكودو" إلى تجسيدها، يذكر كسوري بأن ابرزها عقد شراكة مع بنك التنمية المحلية لإدراج خدمة الدفع عبر بطاقة "فيزا"، لتصبح أول منصة جزائرية توفر هذه الخدمة عبر بنك وطني.
بالاضافة الى إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوجيه السياح نحو أفضل الخيارات حسب اهتماماتهم، فضلا عن إضافة قسم مخصص لحجوزات الفنادق، وآخر للحرفيين لتسويق منتجاتهم الحرفية عبر المنصة.
وعن مشاركة "ساكودو" في الصالون الدولي للسياحة والأسفار، أوضح ياسر كسوري أن وجود المنصة ضمن جناح وزارة الثقافة والفنون جاء بدعوة رسمية من الوزير زهير بللو، في خطوة تعبّر عن دعم الوزارة لمسار الرقمنة، وتأكيداً على أهمية إدماج التكنولوجيات الحديثة في تطوير قطاعي الثقافة والسياحة.
ايتوزا تشارك في الصالون الدولي للسياحة والأسفار
من جانبه، أوضح بهلولي توفيق، إطار بخلية الاتصال لدى المؤسسة العمومية للنقل الحضري والشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها (إيتوزا)، أن مشاركة المؤسسة في الطبعة الرابعة والعشرين من الصالون الدولي للسياحة والأسفار بقصر المعارض بالصنوبر البحري جاءت بهدف التعريف بالخدمات السياحية التي توفرها "إيتوزا"، خاصة الجولات على متن الحافلات السياحية المكشوفة، والتي لاقت اهتمامًا واسعًا من طرف الزوار، خصوصًا الأجانب.
وأشار بهلولي إلى أن "إيتوزا" وضعت، بمناسبة موسم الاصطياف 2025، برنامجًا خاصًا للخرجات الليلية لتسهيل تنقل المواطنين نحو كل من منتزه الصابلات وساحة كيتاني، بالإضافة إلى إطلاق خدمة الحافلات السياحية المكشوفة يوميًا من منتزه الصابلات، بداية من الساعة السادسة مساءً إلى غاية الواحدة صباحًا، حيث تمر عبر أهم شوارع العاصمة وتُعرف الركاب بأبرز معالمها السياحية، على غرار مقام الشهيد.
تعزيز التعاون السياحي بين الجزائر والسعودية
وفي هذا الشأن، أكدت نسيمة بن عبدي، مسؤولة العلاقات الدولية لدى الخطوط الجوية السعودية، خلال مشاركتها في فعاليات الصالون الدولي للسياحة والأسفار، أن مشاركة الشركة تأتي في إطار سعيها إلى تبادل الخبرات في قطاع السياحة والسفر بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة عبر استيعاب تطلعات واحتياجات الزبائن عن قرب.
وفي تصريح لها، كشفت بن عبدي أن الخطوط السعودية تؤمّن حالياً سبع رحلات أسبوعياً بين الجزائر العاصمة ومدينة جدة، مشيرة إلى أنه ابتداءً من شهر أكتوبر المقبل، سيتم رفع عدد الرحلات إلى 14 رحلة أسبوعياً، منها 12 رحلة إلى جدة ورحلتان إلى المدينة المنورة، وذلك استجابة للطلب المتزايد وتحسيناً لخيارات السفر المتاحة للمسافرين.
كما أعلنت المتحدثة عن توسيع خدمات الخطوط السعودية لتشمل مطاري وهران وقسنطينة، في خطوة تهدف إلى الاقتراب أكثر من المواطنين في غرب وشرق الجزائر، وتوفير خيارات سفر أكثر مرونة.
وفي إطار استراتيجيتها الرامية إلى ترسيخ مكانتها كشركة طيران رائدة في المنطقة، أوضحت بن عبدي أن الخطوط السعودية تسعى أيضاً إلى استقطاب السياح السعوديين لاكتشاف المقومات السياحية الجزائرية، إضافة إلى تسهيل سفر الجالية الجزائرية المقيمة في المملكة وتعزيز ربطهم ببلدهم الأم.
كما تعمل الشركة على ربط السياح الجزائريين بوجهات آسيوية جذابة، على غرار جزيرة بالي الإندونيسية، ما يعكس التزام الخطوط السعودية بتوفير تجارب سفر متنوعة ومتكاملة.