114
0
الكتاب يرافق المسافر... بن دودة تكشف عن مشروع ثقافي في فضاءات النقل

أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة مليكة بن دودة، اليوم الثلاثاء، على افتتاح فعاليات "اللقاء الوطني للجمعيات ونوادي القراءة", بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالعاصمة، وذلك في إطار السياسة الثقافية الوطنية الرامية إلى ترسيخ ثقافة المطالعة العمومية وجعل الكتاب رفيقا للمواطن الجزائري.
شروق طالب
وفي كلمتها بالمناسبة، عبرت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة مليكة بن دودة، عن تقديرها العميق واعتزازها بكافة الفاعلين في مجال القراءة، من جمعيات ونوادي وأفراد، معتبرة إياهم شركاء حقيقيين في مسعى بناء مجتمع قارئ ومستنير.
وأشادت الوزيرة بخيارهم الواعي في زمن تتسيّده الشاشات والمحتوى السريع، واصفة إياهم بـ"أصحاب الخيار النبيل"، الذين اختاروا الكتاب جليسا والمعرفة سبيلا.
وأضافت بن دودة أن الاقتراب من الكتاب ليس مجرد توجه ثقافي، بل هو موقف إنساني عميق، يعكس احتراما للعقل، واستعدادا دائما للتفكّر والتأمل، مشيرة إلى أن "القراء الحقيقيين هم نواة المجتمع المعرفي الذي تتطلع الجزائر إلى بنائه، على أسس متينة من الوعي والحوار والمعرفة".
وأكدت بن دودة أن الدولة الجزائرية تولي أهمية قصوى لمشروع ترقية القراءة، حيث سخرت إمكانيات معتبرة لإنشاء شبكة مكتبات عصرية وجاذبة في مختلف ولايات الوطن، بهدف جعل الفضاء العمومي فضاءً للمعرفة والتواصل الإنساني، لا مجرد مكان للعبور والصخب.
الكتاب يسافر
وفي هذا السياق، كشفت الوزيرة عن مبادرة مبتكرة تحت عنوان "الكتاب يسافر"، وهو مشروع طموح يسعى إلى توفير الكتاب في فضاءات النقل العمومي، كالمحطات والقطارات، حتى يكون الكتاب حاضرًا في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن.
وأضافت "الكتاب يجب أن يسافر معنا، أن نلقاه في لحظات الانتظار، أن يكون رفيق الطريق، لا شيئًا نبحث عنه بصعوبة... الثقافة لا تبنى من الخيال، بل من فعل يومي، يتغلغل في الحياة ويصوغ الشخصية والمواقف".
برنامج قرائي تلفزيوني
وفي خطوة تهدف إلى دعم الجمعيات وتشجيعها على مواصلة نشاطها القرائي، أعلنت الوزيرة عن برنامج ثقافي تلفزيوني بالتعاون مع التلفزيون الجزائري، يحمل طابع تنافسي، ويهدف إلى اكتشاف "نجوم في عالم القراءة" بين الأطفال والشباب، مؤكدة أن "الطفل هو أولوية في المشروع الثقافي الوطني، لأنه أساس المستقبل".
وتابعت الوزيرة حديثها عن التحديات التي تواجه الكتاب، خاصة صعوبة الوصول إلى بعض الولايات والمناطق النائية، مشددة على أن مشروع "الكتاب السافر" جاء أيضًا كحل مبتكر لتجاوز هذه العراقيل، من خلال توسيع فضاءات القراءة وتسهيل الولوج إلى المعرفة.
كما دعت الجمعيات الثقافية ونوادي القراءة إلى مرافقة الوزارة في ترسيخ الفعل القرائي في الفضاء العمومي، وتحويله إلى سلوك جماعي يومي، مؤكدة:
"أنتم الفاعلون الحقيقيون في الميدان، وأنتم من يصنع الفرق. الكتاب ليس ترفًا، بل ضرورة حضارية، وبالقراءة نرتقي ونبني مجتمعًا متنورًا، يؤمن بالحوار ويقدّر العقل".
وفي ختام كلمتها، جدّدت الوزيرة التزام قطاع الثقافة والفنون بدعم كل المبادرات التي ترمي إلى تعزيز فعل القراءة، وتقريب الكتاب من المواطن، وترسيخ ثقافة المطالعة كفعل حياتي، لا مجرد مناسبة ظرفية.
قاطرة المعرفة... مشروع ثقافي جديد من شركة سيترام لترسيخ المطالعة في النقل الحضري
في إطار التوجه نحو تحسين جودة خدمات النقل الحضري وتوفير بيئة ملائمة وآمنة للمسافرين، كشفت شركة سيترام عن إطلاق مشروع ثقافي مبتكر تحت مسمى "قاطرة المعرفة"، يهدف إلى دمج المطالعة داخل عربات الترامواي.
وفي تصريح له خلال فعاليات اللقاء الوطني للجمعيات ونوادي القراءة، أكد سيد أحمد بن زيان، المتحدث باسم الشركة، أن هذه المبادرة تُعد الأولى من نوعها في الجزائر، وتندرج ضمن رؤية سيترام لجعل وسائل النقل فضاءات حيوية تدمج بين التنقل اليومي والثقافة.
وقال بن زيان ان "مشروع قاطرة المعرفة يجسد حرص سيترام على تقديم خدمة نقل حضري نوعية، تساهم في ترسيخ عادات القراءة لدى المواطنين، من خلال توفير كتب متنوعة داخل الترامواي، تغطي مجالات الأدب، التاريخ، العلوم، الثقافة العامة، وكتبًا للأطفال، إلى جانب محتوى يعكس الهوية الثقافية الوطنية."
وأضاف أن المشروع لا يقتصر على المكتبة الورقية فحسب، بل يتيح للمسافرين أيضًا إمكانية الولوج إلى مكتبة إلكترونية عبر تقنية QR Code، تضمن الوصول إلى محتوى رقمي غني ومتنوع.
وأوضح بن زيان "نريد أن نجعل من تجربة التنقل اليومي تجربة معرفية أيضًا، فالمطالعة لا يجب أن تظل حبيسة الفضاءات التقليدية، بل يجب أن ترافق المواطن في حياته اليومية، حتى داخل وسيلة النقل."
وأكد المتحدث أن الشركة وقّعت اتفاقية شراكة مع عدد من الجمعيات الثقافية ونوادي القراءة من أجل دعم هذا المشروع وتوسيعه مستقبلًا، بما يعكس التزام "سيترام" بدورها المجتمعي إلى جانب مهامها الخدمية.
وعرفت فعاليات اللقاء الوطني الجمعيات ونوادي القراءة، توقيع اتفاقية شراكة وتعاون مع مؤسسة سيترام في إطار مشروع "قاطرة المعرفة".