نصب المرصد الوطني للمجتمع المدني، اليوم الثلاثاء بمقره، "اللجنة متعددة القطاعات للتفكير والتشاور"، وذلك في إطار التفاعل مع الإطلاق العالمي الرسمي للسنة الدولية للمتطوعين من أجل التنمية المستدامة 2026.

ضياء الدين سعداوي 

السنة الدولية للمتطوعين التي كانت قد أعلنت عنها الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتطوع. وتهدف هذه الخطوة إلى إيجاد إطار مؤسساتي لإدماج العمل التطوعي بشكل فعال في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة لآفاق 2030.

وجاء تنصيب هذه اللجنة كتثمين لثقافة التطوع المجتمعي المتجذرة في المجتمع الجزائري، وللدور البارز الذي تلعبه فعاليات المجتمع المدني في مختلف المحطات الوطنية، لاسيما خلال الهبات التضامنية والأزمات الطبيعية وجائحة كورونا، التي برهنت على الأهمية الاستراتيجية للعمل التطوعي والدور الحيوي الذي اضطلع به المتطوعون في دعم جهود الدولة. وقد أكدت التجربة الجزائرية حجم الطاقة التطوعية الوطنية، التي يقدر عددها بناءاً على معدلات الإنخراط الجمعوي بحوالي 14 إلى 16 مليون متطوع.

وتضم اللجنة ممثلين عن سبع وزارات هي: الداخلية والجماعات المحلية والنقل، التعليم العالي والبحث العلمي، الصحة، الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، الشباب، التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، والبيئة وجودة الحياة. كما تضم أربع هيئات وطنية هي: المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، المجلس الأعلى للشباب، الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، والهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة.

وخصص الإجتماع التأسيسي للجنة لبحث السبل الكفيلة بإدماج العمل التطوعي بشكل منهجي وفعال، وتعزيز التنسيق والشراكة بين المجتمع المدني والسلطات العمومية. ويهدف عمل اللجنة إلى تحقيق جملة من الأهداف، منها: اقتراح آليات عملية لإدراج العمل التطوعي ضمن استراتيجية التنمية الوطنية، وتعزيز التنسيق والتكامل بين القطاعات الوزارية والهيئات الوطنية والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وترقية المقاربة التشاركية لضمان نجاعة واستدامة المبادرات التطوعية، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة للجمعيات التطوعية والمتطوعين، وتطوير شبكة تواصل وتنسيق بينهم، وتصور برامج وطنية لتعزيز قدرات الجمعيات في مجال التطوع وربطها بأولويات التنمية المستدامة.

ومن خلال هذه المبادرة، يؤكد المرصد الوطني للمجتمع المدني التزامه بدعم العمل التطوعي المنظم وترسيخ مكانته كرافد أساسي للتنمية، وفاعل مرافق في بناء مجتمع المواطنة والتضامن والتماسك الاجتماعي.