بعد التزايد الكبير في عدد المشاريع المبتكرة في الجزائر ، بات من الضروري التحضير لاستراتيجية جديدة تسهل انطلاق هذه المشاريع في أرض خصبة ذات قابلية للنمو تساعد أصحابها على الاستمرارية من خلال ادارة أعمال المشروع برؤية متطورة تحقق الربح وتضمن الإستمرارية.

شيماء منصور بوناب

مشروع المرافقة و الدعم ... مستشار التنمية الحقيقية للمشاريع

وفي سبيل تحقيق هذه الغاية عمل مستشار المؤسسة الجزائرية لترقية المبادرات الشبابية وتأهيل المرأة و الطفولة الطالب مراد قادري متخصص في الحقوق و ادارة الأعمال و تحلية مياه البحر و تنقية المياه العذبة ،  على ابتكار سياسة عمل جديدة تسمح للمؤسسات الناشئة وأصحاب المشاريع من تعزيز منطلقاتهم الأولية في عالم ريادة الأعمال عبر "المؤسسة الجزائرية لمساعدة ومرافقة المشاريع وانشاء مؤسسات ناشئة ومصغرة" ،التي تتيح الفرصة لحاملي الأفكار على بلورة أفكارهم في المجال الإداري و المالي المحاسبي و التسويقي من منظور تأطيري يسهل عليهم سياسة ادارة المشروع في مرحلة الانطلاقة وما بعدها.

وعن انطلاق المشروع يؤكد الشاب مراد قادري أنه نتاج العمل المشترك مع زملائه كفريق موحد أسس شركة تسويق في البداية للعمل على القسم الترويجي للمؤسسات الناشئة ، غير أن نقص التأطيروالتكفل الذي تشهده المشاريع الجديدة حول مسار المؤسسة التسويقية لمنطلق آخر بأبعاد جديدة شمولية تخص المرافقة في القطاع المالي و ماصاحبه من انتكاسات وأزمات مالية نتيجة انخفاض الأرباح المعمول عليها ،  يضاف إليها سوء تسيير المحاسبات التي تفاقمت بتراكم الأشغال الإدارية  لنشاطات المؤسسة أو المشروع .

أما على صعيد المرافقة فيوضح ذات المتحدث على الاستراتيجية المعمول بها في المؤسسة من خلال توفير مستشارين مختصين في عدة جوانب تركز على ادارة القضايا التنفيذية للمؤسسات التي يتكفل بها خمسة أعضاء مؤهلين للتسيير الضمانات و التأمينات المتعلقة بملف المشروع ثم دفعها للإدارة المالية التي تقع ضمن مسؤولية سبعة أعضاء يأطرون الانشغالات المالية  و السيولات على المستوى الربحي للاتفاقيات المستند علها بالشراكة مع الهيئات اللوجستية التي يتكفل بها ثلاثة أعضاء مختصين في العلاقات العامة التي تعزز آليات التسويق و تخدم الغاية من المشروع .

وكنموذج أولي للمؤسسة يقول قادري أن العمل الحالي مع المؤسسات و المشاريع يكون مقترن باتفاقيات محددة في القيمة المالية التي تستند لأرباح الشركة التي تحتاج الدعم والمرافقة  عبر تكثيف الجهود التكوينية الرقمية والحضورية من خلال الندوات و الملتقيات التي تزيد من احتمالية الترويج للمشروع على صعيد العلاقات العامة و تكوين الصلات التي تساعد صاحب المشروع أو المؤسسة من ادارة عمله مستقبلا بالشكل المطلوب .

بين المرافقة و الدعم عراقيل تكبح المشاريع

 رغم ما تتيحه المؤسسة الجزائرية للمرافقة والدعم من امتيازات واقعية لإعادة مسار المشاريع و الشركات لمسارها الحقيقي إلا أنها بحد ذاتها وقعت تحت رهان بعض العراقيل التي أزمت أوضاعها الداخلية في بيئة غير مساعدة ، ولعل أهمها ما ركز عليه الشاب مراد في حديثه عن الأمور الإدارية التي رغم التسهيلات المعمول بها إلا أنها تبقى محدودة الخدمة لا توفر ما هو مطلوب إنما تعيق سير المؤسسة بما يعترض سياستها المدروسة، يضاف إليها غياب الجهات الاستشارية للأمور الإدارية التي تعرف تعقيدات بالنسبة للملفات المطلوبة وما يجب استخراجه على الصعيد المادي ينوه الشاب مراد لندرة السيولة المالية التي تفرض التنازل على عدة مشاريع خاصة بعد النكسة العالمية التي أثرت على مختلف ميادين الحياة .

رسالة تحدي... من الإستراد إلى الإنتاج

وجه الشاب قادري في ختام لقائنا معه رسالة للشباب تفيد تحفيزهم للاستثمار في أفكارهم بما يقدم الاضافة لهم و لبلدهم ،متحررين بذلك من عقلية التوظيف إلى عقلية انشاء مؤسسات مصغرة أو ناشئة تستغل الفرص و تعزز القيم الربحية  التي تقضي على سياسة الإستراد و تنمي مفهوم الانتاج المحلي و التصدير الذي يكون وليدة الاستثمار في المشاكل و العراقيل التي تخلق الأفكار الإبداعية من وجهة بناء الذات و بناء رأس المال.