تناول اليوم عرضًا تقنيًا حول تقنيات معالجة المياه المستعملة وآفاق الاستفادة من المياه المصفاة في مجالات الري الزراعي والمساحات الخضراء، و يهدف هذا اليوم إلى تعزيز الوعي بأهمية الاستغلال الأمثل للموارد المائية، خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه، وتشجيع الابتكار في استخدام الحلول البيئية المستدامة.
وفي مداخلة لرئيس مصلحة و ممثل مديرية الري زرقاط موسى أكد أنه في إطار حماية البيئة والمياه الجوفية انتهج القطاع تصفية مياه التطهير حيث تكلف هذه العملية مصاريف الانجاز والاستغلال خاصة في ظل شح الموارد المائية التي تشهدها المنطقة، أصبح من الواجب اعادة استغلال هاته المياه في المجال الفلاحي والصناعي محليا.
وتوجه محطة تصفية المياه التطهير لبلدتي المنيعة وحاسي القارة، حيث تم تخصيص دراسة لاعادة استعمال المياه المصفاة في المحيطات الفلاحية وعلى مستوى المدينة.
الإجهاد المائي أكبر التحديات
وممثلة عن مكتب الدراسات سلماني صافية أشارت أن الإجهاد المائية أحد التحديات الكبرى التي تواجه العالم اليوم، خاصة، في المناطق الجافة وشبه الجافة، و يعرف الإجهاد المائي بنقص الموارد المالية اللازمة لتلبية احتياجات السكان الزراعية والصناعية، وهو نتيجة لعدة عوامل منها تغير المناخ، زيادة الطلب على المياه بسبب النمو السكاني، والتوسع في الانشطة الاقتصادية يؤدي هذا الوضع إلى تراجع الموارد المائية العذبة وتدهور جودة المياه.
في هذا السياق، تطرقت سلماني لأهمية إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة كحل مستدام للتخفيف من أزمة المياه فالمياه العادمة المعالجة تحتوي على مغذيات طبيعية مثل النيتروجين والفوسفور، مما يجعلها مصدراً قيماً لري المحاصيل الزراعية وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية.
ومن جهتها قدمت ممثلة مديرية البيئة سليماني نادية تقرير حول محطة تصفية المياه المستعملة، مبرزة التدابير الرامية للوقاية من كل أشكال التدهور البيني ومكافحته لاسيما ترقية المساحات الخضراء، مشيرة للمصب النهائي للمخلفات السائلة الصناعية في محطة تصفية المياه المستعملة المتواجدة في بلدية حاسي القارة، ونوهت في بأهمية استخدام الإعلام للتوعية في مجال البيئة .
كما كانت مداخلة لمدير الصناعة مخلوفي نذير و مداخلة الماس كريم مدير الجزائرية للمياه و مداخلة المفتش العام بولاية المنيعة نيابة عن والي ولاية المنيعة ومداخلة بوكريوع محمد عبد الله رئيس المكتب الولائي للتحالف الوطني للنخبة و الشباب بالمنيعة، و مداخلة مامين محمد طاهر رئيس جمعية شباب المنيعة لحماية البيئة و التراثة، و في الأخير تم فتح باب النقاش للحضور و ممثلي المجتمع المدني و ممثلين عن الحماية المدنية بولاية المنيعة.
تعزيز الوعي بأهمية المياه المصفاة
يهدف هذا اليوم الدراسي لتعزيز الوعي بأهمية الاستفادة من المياه المصفاة وإعادة استخدامها في مجالات مختلفة كالزراعة والصناعة، مع التركيز على الحلول المستدامة في ظل شح الموارد المائية.
كما شدد الدراسي على أهمية إعادة استخدام المياه المصفاة في مواجهة أزمة ندرة المياه، خاصة في المناطق الجافة مثل المنيعة،كما أن المياه المصفاة تُعد مصدرًا مستدامًا يمكن استخدامه في الري الزراعي والمساحات الخضراء، مما يساهم في تقليل الاعتماد على المياه الجوفية.
أما عن الحلول شدد المشاركون على أهمية استخدام المياه العادمة المعالجة كحل فعال لتقليل استنزاف الموارد الطبيعية، كما تم التطرق إلى تقنيات تحسين كفاءة محطات التصفية، مثل التهوية الطبيعية وإزالة الرواسب لتحسين جودة المياه المصفاة.
كما دعا ممثلو مديرية البيئة إلى الالتزام بالقوانين المتعلقة بالمخلفات الصناعية والمياه العادمة، مع التأكيد على ضرورة عدم تجاوز القيم القصوى المنصوص عليها في التشريعات، كما أن فتح النقاش أمام ممثلي المجتمع المدني كان فرصة لتبادل الآراء واقتراح الحلول التي تعزز من تنفيذ مشاريع الاستدامة البيئية.
وخرج اليوم الدراسي بعدة توصيات منها، تعزيز الوعي البيئي لدى السكان والجهات المعنية وتحسين الاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية، دعم الزراعة المحلية وتقليل التكلفة عبر الاعتماد على مياه معاد تدويرها.
هذا النوع من المبادرات يعكس توجه الجزائر نحو التنمية المستدامة، مع إشراك جميع الفاعلين لتحقيق أهداف حماية البيئة وتعزيز الأمن المائي.