صادق نواب المجلس الشعبي الوطني، اليوم الأربعاء، بالإجماع على اقتراح قانون تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر، في جلسنة علنية ترأسها رئيس المجلس إبراهيم بوغالي، وبحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان، وعدد من وزراء مختلف القطاعات.

شروق طالب 

وفي هذا السياق، أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، عبد المالك تاشريفت، أن اقتراح قانون تجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر يعد خطوة بالغة الأهمية في مسار تثبيت الحقيقة التاريخية، وصون الذاكرة الوطنية، وضمان حق الشعب الجزائري في توثيق تاريخه بموضوعية ومسؤولية.

 

وأوضح الوزير أن هذا النص يندرج ضمن مسار وطني يهدف إلى ترسيخ المرجعيات التاريخية للدولة الجزائرية والحفاظ على الذاكرة الجماعية للأمة، مشددا على أن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري، ومحاولاته الممنهجة لطمس الهوية الوطنية ومحو الذاكرة، تفرض عليه اليوم تحمل مسؤوليته التاريخية، والاعتراف بما اقترفه، وتقديم اعتذار رسمي وفق ما ينص عليه هذا القانون.

واعتبر تاشريفت أن هذا القانون يمثل أبسط واجب تجاه الشهداء والمجاهدين، كما يشكل أساسًا لبناء علاقات دولية سليمة تقوم على الحقيقة والاحترام المتبادل، لا على إنكار التاريخ أو طمس الذاكرة.

اقتراح قانون تجريم الاستعمار الفرنسي...وفاء لرسالة الشهداء 

ومن جانبه، أعرب رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، الدكتور محمد لحسن زغيدي، عن افتخاره بهذه اللحظة التاريخية المتزامنة مع شهر انتفاضة الشعب وانتصاراته، مؤكدا أن اقتراح قانون تجريم الاستعمار الفرنسي يأتي امتدادا للمسار الثوري ووفاءً لرسالة الشهداء.

معتبرا إياه ردا برلمانيا من أبناء نوفمبر على كل من يمجد الاستعمار ويتغاضى عن تاريخ الثورة التحريرية، مضيفا أن هذا المشروع يثبت أن سلالة أحرار هذا الوطن ما تزال متمسكة بقيمها، تحت قيادة رئيس الجمهورية، محافظة على رمزية المسار الثوري الخالد، ومستلهِمة منه مستقبلها الواعد.

كما شدد على أن الجزائر كانت وستبقى قاطرة للتحرر والتنوير، متمسكة بحق الشعوب المستضعفة في تقرير مصيرها، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تمثل رسالة من قبة البرلمان الجزائري إلى الشعبين الفلسطيني والصحراوي.

من جهته، أكد منسق لجنة صياغة المقترح، فاتح بريكات، أن هذا النص الذي "يعكس ضمير أمة جزائرية أبية وفية لشهدائها وتضحياتهم, ولمجاهديها ورسالتهم الخالدة", يأتي "انسجاما مع توجهات الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها، والمواقف الشجاعة التي عبرت عنها القيادة السياسية،وعلى رأسها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون".