تنفيذا لبرنامجه السنوي، نظم اليوم الثلاثاء، المجلس الأعلى للشباب من خلال لجنة الإعلام والإتصال "منتدى الإعلاميين الشباب"، لمناقشة "دور الإعلام في تعزيز الأمن الفكري لدى الشباب الجزائري في ظل ميديا جديدة مفتوحة المصادر ومتعددة الوسائط"، على مستوى جامعة الجزائر 3.

شروق طالب 

وفي مستهل المنتدى أشاد الطاهر آحاد رئيس لجنة الإعلام والإتصال بالمجلس الأعلى للشباب من خلال كلمته الافتتاحية، بدور الإعلام في تعزيز الأمن الفكري لدى الشباب في عصر الإعلام الجديد المفتوح المصادر ومتعدد الوسائط، خاصة شبكات التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي المتنوع  الذي أتاح للشباب فرصة الوصول إلى كم هائل من المعلومات والآراء من مصادر متعددة، حيث أصبحت الحاجة إلى تعزيز الأمن الفكري من خلال الإعلام أمرًا بالغ الأهمية.

كما أشار آحاد إلى الأدوار التي بامكان الإعلام أن يساهم فيها لتعزيز الأمن الفكري، على غرار توجيه الشباب نحو المعرفة المستنيرة عن طريق نشر المعرفة الصحيحة والمعلومات الموثوقة التي تساعد الشباب على التمييز بين الحقائق والشائعات، فضلا عن تنمية التفكير النقدي والتحليلي لديهم مما يساهم في خلق جيل قادر على مواجهة الأفكار المتطرفة والمغلوطة، بهذا  يتم تعزيز الوعي الجمعي وتعميق التفكير النقدي، وهو ما يعزز من الأمن الفكري.

واضاف بان بامكان الاعلام ايضا أن يكون وسيلة لتعزيز القيم الاجتماعية الإيجابية مثل التسامح، الاحترام المتبادل، والحوار بين الثقافات، وذلك من خلال عرض نماذج لشباب يساهمون في بناء مجتمعاتهم، بهدف تحفيز الشباب للانخراط في مجالات التفكير البناء والمشاركة المجتمعية، هذا وبجانب مواكبة التطورات التكنولوجية، بحيث يجب على الإعلام أن يكون متجدداً ومواكبًا للأدوات التكنولوجية الحديثة، مثل الفيديوهات التفاعلية والبودكاست، التي تتيح للشباب التعلم والتفاعل بشكل أفضل.

ومن جانبها ثمنت آسيا صحراوي ممثلة عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مجهودات المجلس الأعلى للشباب التي تدخل في إطار ترقية القيم الوطنية وذلك من خلال توفير ارضيات للتضامن الشباني، فضلا عن محاربته لكل أشكال التمييز ومكافحة الآفات التي تتربص للمنظومة الاجتماعية.

 كما أشارت بان المجلس الأعلى للشباب ليس جديد عليه تقديم آراء وتوصيات واقتراحات حول احتياجات الشباب التي من شانها تعزيز ازدهارهم في مختلف المجالات، واليوم هو بصدد أيضا معالجة موضوع مهم يخص هذه الفئة، وذلك لجعله عنصر فاعل في صناعة الاعلام الوطني، وبالتالي تعزيز الأمن الفكري من خلال استخدام الوساط الرقمية المختلفة. 

ومن جهته اوضح يحيى جعفري رئيس جامعة التكوين المتواصل بدور قوة الإعلام وقوة الشباب كونها الفئة المعول عليها في حاضر ومستقبل الدول، أما بالنسبة للإعلام فهو يعد السلطة الرابعة التي من شأنها التأثير في معظم المجالات، مؤكدا على اهمية طرح إشكالية تعزيز الأمن الفكري لدى الشباب من خلال الإعلام، خاصة في العصر الحالي الذي بات فيه حماية حدود الدول من خلال الوسائط الرقمية.

وفي ذات الشأن، قال نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب صالح قريشي نيابة عن رئيس المجلس "بان محطة من محطات التي يخوضها المجلس الأعلى للشباب هي تشجيع مشاركة الشباب في جميع الميادين  الاقتصادية، الاجتماعية، والفكرية،  وبما أن الوسائط الرقمية اليوم  تستهدف هذه الفئة المهمة والفعالة، كان لابد من استحداث هذا المنتدى بمشاركة مختلف فاعلي قطاع الإعلام والتعليم العالي وكذا المجلس، وذلك للخروج بتوصيات ومقترحات التي من شأنها المساهمة في تعزيز وحماية الأمن الفكري لدى الشباب، والتي ترفع للسيد رئيس الجمهورية والسلطات العمومية لإتخاذ القرارات المناسبة لها. معلنا بهذا الافتتاح الرسمي لإشعال المنتدى.

والجدير ذكره بان المنتدى الذي احتضنته جامعة الجزائر 3 بمدرج جامعة التكوين المتواصل، يومي 10 و11 ديسمبر 2024، شهد تنظيم جلسات حوارية، وورشات تفاعلية متخصصة، من تأطير أساتذة باحثين وإعلاميين، بهدف ترقية قدرات الشباب بما يعزز تحصين أمنهم الفكري في ظل تأثيرات الإعلام الجديد.