عبّر ضحايا زلزال الحوز بالمغرب، أمس الإثنين، عن غضبهم الشديد إزاء الإقصاء والحرمان من الدعم, مطالبين بإنصافهم ووضع حد لمعاناة طالت قرابة عامين داخل خيام مهترئة وبنايات مهددة بالسقوط دون أي حلول ملموسة تكفل لهم الحق في العيش الكريم.
كريمة بندو
حيث خرج المتضررون, في وقفة احتجاجية جديدة بالإقليم, رافعين شعارات تندد بالإقصاء والحرمان من الدعم المخصص لإعادة الإعمار.
وبحسب ما أوردته مصادر إعلامية محلية, كشفت هذه الاحتجاجات حجم اليأس الذي يعيشه السكان المنتمون لمختلف المناطق المنكوبة, حيث حمل المحتجون لافتات كتبت عليها أسماء قراهم, إلى جانب مطالبهم العادلة التي يأتي في مقدمتها الإنصاف الفعلي ومنح الدعم لإعادة بناء البيوت التي دمرها الزلزال.
كما ندد المحتجون بسياسة المحسوبية, التي "تتحكم في توزيع المساعدات", فيما خصصت بعض اللافتات مناشدات مباشرة للحكومة للتدخل الفوري وإنهاء معاناة مئات الأسر التي لم تجد سقفا يؤويها حتى اليوم.
وعكس مشهد النساء والرجال الواقفين تحت أشعة الشمس الحارقة ووجوههم التي رسم عليها التعب واليأس, صورة صادمة عن أوضاع لم تنل نصيبها من الإنصاف رغم كل الوعود والشكايات.
وأكد الضحايا أن "صرخاتهم تذهب أدراج الرياح, في وقت يتم الضغط عليهم لإزالة الخيام التي تأويهم دون توفير بدائل تحفظ كرامتهم". ولعل ما يزيد من حدة المأساة الظروف الجوية القاسية, إذ ترتفع درجات الحرارة بشكل خانق داخل الخيام البلاستيكية, فتتحول إلى ما يشبه الأفران التي تحاصر الأسر.
وفي هذا السياق, عبر منتصر إثري, أحد نشطاء تنسيقية ضحايا الزلزال,عن امتعاضه من استمرار تشريد مئات الأسر وإرغامها على مواجهة قسوة الطبيعة بلا حلول عملية, حيث كتب في تدوينة أن "ما يعيشه ضحايا زلزال الحوز داخل هذه الخيام أقرب إلى جحيم تحرق كرامة البشر قبل أجسادهم".
وأضاف: "عاد المتضررون من جديد, في وقفة ضمن عامين من الوقفات, دون أن يلتفت أي مسؤول لصيحات نساء ورجال فقدوا كل شيء".
وأكد إثري على أنه في انتظار أن تجد صرخات الضحايا صدى حقيقيا لدى الجهات المعنية, يبقى هؤلاء المواطنون رهائن لواقع قاس صنعه زلزال أطاح بمنازلهم, لكن الإهمال و التجاهل الحكومي أطاحا بما تبقى من أملهم في عودة حياة طبيعية تعيد لهم شيئا من كرامة مهدرة تحت الخيام.
وتتواصل هذه التحركات وسط مطالب متكررة من هيئات حقوقية وأحزاب سياسية ونشطاء بضرورة فتح تحقيق نزيه في شبهات الاختلالات التي شابت تدبير ملف الدعم, ووقف الضغوط على الأسر لإزالة الخيام قبل إيجاد بدائل مناسبة تحفظ لهم حقهم في السكن الكريم.