219

0

المعتصم بالله واثق ميدني ... تجربة أدبية مميزة لأصغر كاتب جزائري

 

المعتصم بالله واثق  ميدني  ، أصغر كاتب بالجزائر ابن الاوراس الأشم ، صاحب خمسة مؤلفات أدبية، باللغة العربية ، مزجت بين القصص و الرواية  و أدب الطفل  الذي كان المتنفس لرغباته التي تصبو نحو خدمة بني جيله من الأطفال و حتى الشباب تحت عنوان  " نقرأ لنكتب..... نتعلم لنرتقي.."

شيماء منصور بوناب

وفي لقاء "لجريدة بركة نيوز" مع  شبل الجزائر "المعتصم بالله، أكد ان توجهه نحو الكتابة في سن صغير كان امرا طبيعيا بحكم الصلة التي تجمعه بالقراءة و المطالعة التي جعلت منه قارئا جيدا منذ نعومة أظافره.

الكتابة...موهبة فطرية تصقلها التجربة

فما إن بلغ سن السابعة بدأ بالكتابة واطلق العنان لمخيلته و ابداعاته في كتابة الحكم وحتى المقولات القصيرة التي جعل منها زينة لجدران منزله، يستقى منها الجديد ليبدع في كل مرة.

بعد إتمامه  حوالي 400 مقولة  في فترة الحجر الصحي بدأ بالتأليف وكان أول مؤلفاته من الصنف القصصي "حكاية عبر " التي هي  عبارة عن مجموعة قصصية هادفة موجهة للأطفال و الناشئة فيها الكثير من القيم وفيض من الخيال  الذي يعالج الازمات الأخلاقية في زمن تتخبط فيه الخصال الحميدة مع الرذائل و المفاسد.

 وبالحديث عن التجربة الجديدة في الكتابة، التي تختلف في مضامينها عن الرواية كونها نمط مستحدث من التدريب و التعليم، افاد الكاتب ان تعليمه للأطفال الصغار حيثيات القراءة  المثمرة و المنهجية للقصة والكتابة الصحيحة لها ، بالمكتبة العمومية الرئيسية لولاية باتنة كان بمثابة تجربة فريدة له استمد منها الخبرة و اكتسب بها الثقة.

وحسب ما أوضح محدثنا، فإن تجربته بالمكتبة صدر عنها مؤلفين لأول طفل يتبنى مشروع نهضة قرائية كتابية في ولاية باتنة و في الجزائر ككل،  و هو الأمر الذي  دفع بوزيرة الثقافة و الفنون سابقا "صورية مولوجي" لإهدائه ركنا خاصا يحمل نفس اسم عنوان  مؤلفه مع ورشة برامج  بالمكتبة العمومية مرفقا بختم الوزارة.

أدب الطفل....خطاب ابداعي يرتقي بالعقول الناشئة

و بعنوان "صغير هرتي"    قال فيه " وقفت به موقفا ثابت لان تنبيه للأطفال بان الله خلق لنا الحيوانات وسخرنا لخدمتها، اذا لا يجوز لنا ان نعذبها او نزهق أرواحها لأن ديننا الحنيف دعانا إلى الرفق بها، "مستشهدا في ذلك بحديث صلى الله عليه وسلم  عن المرأة التي دخلت النار بسبب هرة حبستها".

وعن اهتمامه ، بأدب الطفل كمجال ملهم للعقول ومستقطب للأقلام الفريدة،  أوضح أن الكتابة لها طابع السهل الممتنع، لأنها تتطلب فهم عقلية الطفل ومشاعره من حيث  ما يتلقاه و ما يستفيد منه في مسار القراءة و الاطلاع.

مؤكدا، أن توجهه لهذا الميدان الذي يعتبر فيه الطفل اللبنة الأساسية للمجتمع بل المجتمع كله، وعليه من مسؤولية الكاتب مخاطبته برقي عبر طرح القضايا  القيمة التي ترتبط بترسيخ القيم  والاخلاق والدين و مبادئ المجتمع.

 مضيفا أنه يهدف من خلال مؤلفاته التي تخاطب الأطفال ، لإنشاء جيل واعي  يبتعد عن الرذيلة و يحذو نحو الطريق الصحيح بعد أن يتشبع بالقيم و الاخلاق القيمة التي تبني شخصيته .

رياحين غزة.... اسقاط لشهامة أبطال الثورة 

اما عن آخر اصدارته، أشار لرواية "رياحين غزة"، التي   تسلط الضوء على معاناة الاطفال في غزة نتيجة الحروب المتكررة والقصف العنيف الذي تسبب في معاناة الأطفال جسديا و نفسيا، فجعل منهم رجالا في سن صغيرة صامدين أمام عدو غاشم منتظرين بأمل الفرج راجين من المول النصر و الحرية.

عالج في رياحين غزة، دمار الأطفال و شعور الانكسار بداخلهم، فضلا عن طرحه لمقاربة  غير مباشرة بين ما عاشه الطفل الجزائري  خاصة و طفل الحروب عامة و بين ما يعيشه طفل غزة اليوم ، من منظور استقاء التجربة و التماس القوة من تجربتهم المريرة.

رصد النجاح  لا يعترف بمعايير السن

وبالعودة لمضمار تعليمه ككاتب جزائري صاحب16سنة ، متمدرس في السنة الاولى ثانوي ذو تخصص علمي ، قال انه رغم ميوله للعلوم التكنولوجية و رغبته باكتساح ميادين الذكاء الاصطناعي إلى ان حبه للكتابة يضل هوايته و متنفسه الأساسي الذي يجد نفسه فيه.

مشيرا أن الطفل في فترة نشاطه يريد أن يكتشف العالم  من حوله بطريقة عفوية تشويقية، تفرض على الكاتب اعتماد أسلوب ممتع ممنهج من أجل الشعور بالمتعة في القراءة.

 أما  عن التوجه الى الكتابة  باللغة العربية، قال انها الأساس  في الابداع الفكري لما تحمله من انسجة لغوية و نغمة فنية تؤثر في المتلقي أو القارئ من حيث تمكينه لأساسياتها  فيصبح  صاحب لسان فصيح.

 ومن ناحية الصعوبات و العراقيل ، عرج لفترة الحجر الصحي التي جعلت اصدارته حبيسة الأدراج دون  نشر او طبع  إلى غاية سنة 2022 التي كانت الانطلاقة الحقيقية لجنوح أفكاره المبدعة.

المقروئية بالجزائر... مؤشرات ايجابية

في سياق ذو صلة،  ركز محدثنا  الصغير على واقع المقروئية في الجزائر التي شهدت مؤشرات إيجابية مؤخرا نلتمسها من خلال توافد الشباب لمعرض الكتاب و لقاعات المطالعة التي أصبحت تجمع محبي الكلمة و القلم .

 وختاما للقائنا ، قال الكاتب  المعتصم بالله واثق " الكتابة و القراءة  ليست متعلقة بالأعمار لأن الوعي  في العقول وليس في السنوات التي يقضيها الانسان في الحياة ، كما ان القناعة التامة بالجودة الفكرية هي خلاصة البحث و السعي في الحياة.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services