أسهمت مؤسسة التراث والمدينة والعمارة بنشاطات علمية في صالون باتيماتيك الذي جرت فعالياته بقصر المعارض (صافيكس) بالجزائر العاصمة من 4 إلى 8 ماي 2025.
سعيد بن عياد
وكان لنا على هامش هذا الحدث لقاء مع رئيس مؤسسة التراث والمدينة والعمارة المهندس المعماري فريد بن سالم أوضح فيه أن طبعة باتيماتيك لهذا العام 2025 عرفت تحسنا في مختلف الجوانب من حيث التنظيم والحضور والمشاركة، إذ يتوقع تسجيل حوالي 300 ألف زائر مقارنة ب250 ألف السنة الماضية ومشاركة 960 عارض من 30 دولة كما تم اعتماد نظام تسجيل رقمي يسمح بإنشاء قاعدة بيانات تسمح بدراسة وتحليل معطيات هذا المعرض الذي يعتبر أكبر تظاهرة وطنيا بعد معرض الجزائر الدولي.
وعن مستقبل الهندسة المعمارية في بلادنا بالنظر لمعطيات الواقع أشار بداية إلى أن هذا التخصص هو مهنة وفن فالعمارة هي أول فن في تاريخ البشرية داعيا السلطات العمومية والمجتمع لايلاء أهمية قصوى لهذا الفن والمهنة.
وواصل يقول لمندوب "بركة نيوز "لدي أمل كبير من خلال المحاضرات التي تم تنظيمها، خاصة مداخلة المهندس عبد الحميد سي العربي، الذي قدم نماذج عمراني من طراز عالمي، مما يبعث الأمل في مستقبل زاهر للهندسة المعمارية.
وعن واقع المدينة أوضح أنه من الواجب الاعتناء بالمدينة والعمل على الارتقاء بها من كافة الجوانب مسجلا أن المدينة الجزائرية عانت غداة الاستقلال من ظاهرة النزوح فأصبحت تحت الضغط البشري فلم تعد تستوعب الطلب من خدمات وطرق ومرافق كما هو الحال في الجزائر العاصمة ووهران ولحقت بهما مدينة سطيف، الأمر الذي جعلها غير صديقة مع مواطنيها، بحيث يكفي التمعن في ازدحام المرور.
هذا الوضع ينعكس مباشرة على نوعية الحياة ويكثر على المزاج العام للمواطنين من توتر وأمراض العصر.
ومن اسباب هذا المشهد العمراني اشار المهندس فريد بن سالم يقول "اننا نفتقر في بلادنا لمهنة العمراني المتخصص في تخطيط المدن وهي وظيفة يقوم بها حاليا ومنذ عقود المهندس المعماري، لذلك ادعو من خلالكم إلى احداث تخصص علمي قائم بذاته لتكوين العمرانيين يتولى كل المسائل المتعلقة بتخطيط المدن وتأطيرها بالمعايير الحديثة من الجوانب العلمية والتكنولوجية والمنشأت والمرافق بما يلبي الطلب البشري في المنظور المستقبلي."
للاشارة نظمت مؤسسة التراث والمدينة برعاية مجمع "سكسيرام " لقاءات فكرية وعلمية تميزت بدوات نقاش حول الابتكار في الهندسة المعمارية والمواد والاتصال المحلي كضامن لجودة الهندسة المعمارية، مبرزة ان الهندسة تعرف تطورات تتطلب مواكبة في التصاميم والإنجاز بما في ذلك مراعاة شروط حماية البيئة.
وجذبت هذه المواعيد اهتمام اهل المهنة خاصة من المهندسين المعماريين الشباب.