في لقاء رفيع جمع العديد من المستثمرين في الجزائر، أشرف وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، رفقة وزير التجارة الداخلية وضبط السوق، الطيب زيتوني، على اللقاء التحضيري بعنوان: "بوابة العبور إلى فرص جديدة في الطريق إلى معرض التجارة البينية الأفريقية"، وهذا استعدادا للطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية  الافريقية ITAF2025،المزعم عقده من الرابع إلى السابع سبتمبر القادم والمنظم من قبل البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك".

بثينة ناصري 

وأوضح وزير التجارة الخارجية كمال رزيق أن استضافة الجزائر للطبعة الرابعة لهذا المعرض، يعبر عن التزام الحكومة الجزائرية وايمانها الراسخ بأهمية تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي، وتعزيز المبادلات التجارية البينية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، معتبراً إياها أحد المشاريع الرئيسية للمخطط العشري لتنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي تحت شعار "إفريقيا التي نريد"، والتي توفر إطارًا مشتركًا للنمو الشامل والتنمية المستدامة للقارة.

رزيق: نسعى لترقية الصادرات مع الشركاء في القارة الافريقية

وأشار الوزير إلى ان هذه الحملة الترويجية لمعرض التجارة البينية الإفريقية، من شأنها التعريف بمقومات القارة الإفريقية لتعزيز التجارة البينية وعرض فرص الاستثمار وتقديم منصة للقطاع العام والخاص لعقد شراكات عمل وتوسيع نطاق الأعمال في إفريقيا.

ونوه ذات المسؤول للخطوات الملموسة التي تبنتها الجزائر في سبيل تعزيز التجارة البينية الإفريقية، على غرار إطلاقها للمبادلات التجارية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في الفاتح من نوفمبر 2024، وكذا تطوير البنى التحتية من خلال توفير موانئ حديثة ومطارات دولية وشبكة للخطوط الحديدية وتوسيع شبكة النقل البري.

وأبرز رزيق إلى المشاريع الهيكلية ذات البعد القاري كمشروع الطريق العابر للصحراء ومشروع طريق الزويرات الذي يربط المعبر الحدودي لتندوف مع موريتانيا وكذا خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر، والمضاعف بواسطة كابل الألياف البصرية.

وبغرض تحسين مكونات مناخ الأعمال في الجزائر، أكد وزير التجارة الخارجية أن الدولة سعت من خلال تعليمات السيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى الحرص على ضمان بيئة اقتصادية ومؤسساتية مستقرة وشفافة ومحفزة وجاذبة للاستثمار، مشيراً إلى خطة عمل الحكومة، التي تتضمَّن تحسين فعالية مناخ الاستثمار مع التركيز على تطوير عدة قطاعات وترقية الصادرات مع الشركاء في القارة الافريقية في إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية من جهة أخرى.

وشدد على التزام القطاع على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للقارة الافريقية، معبراً عن إيمانه بمستقبل إفريقيا المزدهر الذي يبنى من الداخل، مؤكداً أن هذه الطبعة ستحقيق الأهداف المرجوة وتكون سانحة لتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإفريقية وجذب الاستثمارات لقارتنا الإفريقية، وزيادة التجارة البينية الإفريقية ودعم خطط التصنيع في القارة.

توقع بلوغ أرباح 44 مليار دولار في الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية 

 ومن تصريح صحفي، أشاد جالينمور زاناموي مدير تسهيل التجارة وتشجيع الاستثمار، بنك تنمية التجارة البينية الأفريقية إلى أهمية هذا المعرض بالنظر للطبعات السابقة التي جرت في كل من كينيا وغانا ودول أخرى، واليوم تم تنظيمه في الجزائر وهذا بهدف النهوض بالتجارة في القارة الافريقية وذلك عن طريق التشارك في المعلومات ذات علاقة المشتركة، باعتبار أن الجزائر تملك رواد أعمال ومستثمرين في غاية الأهمية مما سيعطيه عوائد إيجابية.

وأفاد أن أغلب المشاريع لها مشاكل تمويلية ولذلك بنك افريقيا يوفر بالتشارك مع الاتحاد الافريقي الدعم لمختلف المشاريع الهادفة، كاشفا أن الطبعة السابقة لمعرض التجارة البينية كان لها صفقات في غاية الأهمية أين جنى أرباحًا تصل إلى 100 مليار دولار، وجذب العديد من أصحاب المصلحة والمتعاملين الاقتصاديين والذي وصل عددهم إلى 700 زائر.

وأكد ذات المتحدث أنه من المتوقع أن يحقق المعرض في طبعته الرابعة أرباحا تصل إلى 44 مليار دولار مع احتساب حصة الجزائر في ذلك، مع توقع 200 عارض للأعمال وكذا إبرام صفقات في غاية الأهمية، مثمناً مجهودات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في مساندة نجاح هذا المعرض، مشيرا إلى امكانيات الجزائر وقدراتها الاقتصادية الراجع إلى موقعها الجغرافي الرامي لترقية التجارة.

وأوضح أن هذا المعرض في طبعته الرابعه سيكون فرصة أمام المؤسسات الناشئة والمصغرة للاستفادة من هذا المعرض عن طريق الاحتكاك مع مختلف الشركات وأخذ أفكار حول تطوير وازدهار مؤسستها. 

قطاع الصناعة حيوية ملحوظة

ومن جهته، يرى بودربة محمد منصف رئيس الجمعية الوطنية لمتعاملي السيراميك الجزائريين "aca"، أكد أن قطاع الصناعة في الجزائر تشهد تغيرا ملحوظاً والذي وصل إلى مرحلة تتميز بالنوعية والأرياحية بدرجة دولية، مؤكداً أن هذه الدرجة تخول للجزائر النهوض بالعديد من القطاعات الحيوية كالزراعة والصناعة وإنشاء العديد من الشراكات الدولية القائمة على مقاربة "رابح رابح".

حسب ذات المتحدث، فإن هذا المعرض يدخل ضمن برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لتعزيز الاقتصاد الوطني في شهر سبتمبر القادم، معتبراً إياه فرصة ثمينة لتعزيز الاقتصاد الوطني وبروزه بقوة في الساحة الافريقية في مختلف القطاعات الحيوية.

كوندور تعزز شراكاتها لتغطية حاجيات السوق المحلية 

وفي تصريح خص به جريدة "بركة نيوز" نوه محمد صلاح المدير المسير لشركة "كوندور" إلى أهمية معرض التجارة البينية في الجزائر باعتباره فرصة للمتعاملين الاقتصاديين، مثل شركة "كوندور" لإيجاد شركاء جدد لتسويق منتجاتهم في القارة الافريقية، مضيفاً أنه فرصة أيضا للتعاون وإيجاد سبل التصنيع في الجزائر وإنتاج منتوجات محلية وتسويقها إلى الخارج، وهذا لخلق قاعدة اقتصادية للتصدير خاصة في إطار منطقة التجارة الحرة التي تعطي المنتجات الجزائرية أكثر تنافسية في الأسواق.

وأفاد أن شركة "كوندور" تعمل مع أكبر شركات العالم الأمريكية لتسويق منتوجاتها على نطاق واسع وتصنيعها محليا، وهذا في انتظار خروج دفتر تصنيع الهواتف النقالة محليا وتغطية حاجيات السوق المحلية بالمنتوج الجزائري وتصديرها للخارج بشكل تنافسي.