148

0

الكاتبة حياة بن بادة لبركة نيوز "اكتشفت موهبتي في النثر من خلال "غبار الروح "

"ما سلككم في سفر" رواية اجتماعية من أدب المذكرات

 

وظفت الكاتبة حياة بن بادة  قلمها في خدمة الإنسانية، ،وزرعت في كل شبر من قلبها قضيّة، وعلى عكس الأشجار النفضية التي تنثر في الأنهار المهاجرة أوراقها الحسّاسة، فهي تحتفظ بنفسها الحسّاسة وتكتبها في أوراق،وفي هذا الحوار هناك تفاصيل اخرى عن مسارها الأدبي.

حاورتها أمينة جابالله 

بداية نود معرفة من تكون حياة بن بادة؟ 

الكاتبة حياة بن بادة:  كاتبة شابة  مواليد عام 1990، من مدينة غرداية، متحصلة على شهادة الليسانس والماستر في الترجمة من جامعة الجزائر وشهادة الماستر في علم النفس الصحي من جامعة الجزائر، مارست التدريس في الجامعة لسبع سنوات، درّست الإنجليزية ومقاييسها في أقسام عديدة في كل من جامعة غرداية وجامعة الجزائر 3، كما مارست الترجمة والعلاج النفسي، اشتغلت بعدها مترجمة في ديوان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ويستقرّ بي المشوار حاليا في وزارة المالية، كما انني أكتب باللغتين العربية والإنجليزية.

 

 كم عدد الأعمال الأدبية التي يحملها رصيدك ؟ 

صدر لي منذ سنة 2019 كتاب أدبي حمل عنوان "غبار من روح" عن دار فواصل للنشر والإعلام، ثم كتاب نفسي "سنعيدها سيرتها الأولى" سنة 2021، عن دار خيال، ثم رواية "ما سلككم في سفر" سنة 2024 عن منشورات المثقف العربي. لديّ بعض القصائد الشعرية باللغة الإنجليزية، سبق وأن نشر بعضها في وكالة الأنباء الأمريكية.

  أي هذه الأعمال الأقرب إليك؟ 

"غبار من روح" يعد الكتاب الأقرب إلى روحي، لما يحمله في طياته من معان وتضامن مع الإنسان، خضت فيه تجربة عميقة مع الكتابة وكان القلم في أوجّ عطائه، هو كذلك يجمع فلسفتي بين سطور نصوصه، اكتشفت من خلاله موهبتي في النثر وأحببت هذا النوع من الكتابة جدا. 

   ماذا عن عملك الذي شاركتِ به في الطبعة المنصرمة من الصالون الدولي للكتاب في الجزائر المعنون "ما سلككم في سفر"؟

(يعني حديثنا عنه)، ولماذا هذا العنوان بالذات؟ وإلى أي طابع تنتمي الرواية؟ وهل لها فصول ..؟

"ما سلككم في سفر" رواية اجتماعية من أدب المذكرات، تناولت شتى قضايا  اجتماعية وإنسانية، تدور أحداثها في لندن وفي مدينة غرداية، لعل الكثير من الروايات تناولت لندن لكن لا أعتقد أن هنالك من تناول غرداية بالشكل الذي تناولته "ما سلككم في سفر"، ذلك أنها ترمي للتعريف بخصائص هذه المنطقة وأهلها وثقافتها من عاداتها وتقاليدها وحياتها، من خلال بطلة الرواية، وكذلك نعرج على حلب في بعض الأحداث. هي متنوعة بتنوع أحداثها وشخصياتها.

تم توزيع الفصول فيها حسب السرد، أحيانا يتولى الراوي عملية القصّ وأحيانا البطلة بحد ذاتها، الفصول التي تدور في لندن كلها عبارة عن مذكرات البطلة وهي التي ترويها والفصول التي تدور في غرداية يقصها الراوي، ولعل هذا ما يجعلها رواية مختلفة، فكل مرة أنتقل بالقارئ من وضعية ومن مكان ومن نفسية إلى أخرى.

على سبيل المثال تبدأ الرواية بفصل تدور أحداثه في الزمن الحاضر من سنة 2019، "لندن أيلول 2019" ثم ننتقل إلى "حدث من الماضي"، ثم "قبل شهور" وتتخلل هذه المدة أحداث، لتتدخل البطلة مرة أخرى في السرد وتروي أحداثا متزامنة في لندن، على غرار "لندن خريف 2019، لندن نهايات خريف 2019، لندن شتاء 2020" وغيرها. 

العنوان يعبر عن نفسه "ما سلككم في سفر" فمن حيث الأسلوب هو نص قرآني مقتبس من الآية الكريمة "ما سلككم في سقر"، ما الذي دفعكم إلى السفر؟ وحين تغوص في الرواية ستكتشف أن "ما سلككم في سفر" هي حلقة دعم نفسي في لندن صاحبها الشاب السوري "غسان" والتي يجتمع فيها شباب عرب مهاجرين بفعل الثورات ليسرد كل واحد منهم حكاية سفره هذه. أيضا ما يميّز الرواية أنها تحتوي على مقاطع شعرية باللغة الإنجليزية، يعني هي موجهة لقارئ يتقن اللغتين العربية والإنجليزية حتى تكتمل الصورة ويترابط الشعور. 

هل الرواية سيرة ذاتية؟

قد يعتقد البعض أن الرواية سيرة ذاتية بحكم أنني أكتب داخل منطقتي هذه المرة وربما يوجد تشابه بين شخصيتي وشخصية البطلة لكنها ليست سيرة ذاتية إطلاقا، ولا يوجد تطابق بين البطلة والكاتبة، عدا أنها تحمل بعض أفكاري وخيالي وفلسفتي في الحياة.

  من هي الشخصية الأدبية التي أثرت فيكِ وترينها قدوة بالنسبة لك؟

 كقدوة لم أتخذ يوما كاتبا قدوة لي صراحة، في الأخير الكتابة تجربة شعورية ورحلة حياة وحاصل ظروف، كل يعيشها بطريقته، وهي رسالة وفكرة تعكس شخصية صاحبها، شخصيتي معروفة بحب الحرية وأجد أن قلمي يشبهني وحصل على مساحته من الحرية في الأسلوب، ومع ذلك هذا لا ينفي أنني معجبة بقلم نزار قباني. نزار قباني هو الكاتب الوحيد الذي استطاع أن يترك بصمة عاطفية في ذاكرتي الانفعالية، وبالتالي فأنا أعترف أنني تأثرت بأسلوبه الرومانسي، أما من ناحية الأدب فجبران خليل جبران هو كاتبي المفضل وقد قرأت جميع كتاباته رفقة كتابات المنفلوطي قبل أن أبلغ العشرين من عمري، في حين لم أكن أقرأ لنزار إلا القليل من القصائد لكن لم أقرأ قصيدة من ذاك القليل إلا وقد تركت في روحي الكثير من الشحنات العاطفية وكم تمنيت لو كان على قيد الحياة ليقرأ لي اليوم.

كيف ترى حياة بن بادة واقع الكتابة الأدبية في الجزائر ؟ 

الكتابة في الجزائر  بقدر  ما تحمله من محاسن ،تعتريها  سلبيات اراها تستدعي اعادة نظر و هيكلة ،  فأحيانا اجد  ما ينشر يحمل الكثير من الرداءة والصبيانية من حيث اللغة والأسلوب،  لاسيما غياب النقد البناء ،فضلا عن  تباهي البعض  بعضلاته العلمية والتلاسن  هذا من جهة ،ومن جهة أخرى هناك من يترفّع عن الخوض في مجال النقد إيمانا منه أن المبدعين انقرضوا أو في انقراض والساحة لم تعد تتسع إلا للرداءة والمطبلين، بينما نحن بحاجة لأن نتعلم ونحن بحاجة للتعلم لأجل أن نبدع ونحن بحاجة لأن نبدع لأجل أن نخلّف بصماتنا الجميلة في عالم الأدب كما فعل السابقون.  

 كلمة تريدين توجيهها للمبدعين و لكل المهتمين بالشأن الثقافي؟

للكتاب الصاعدين أقول: تعلموا وتريثوا

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services