549

0

الحصى الكلوي.... بين أساليب العلاج و طرق الوقاية

رغم الجهود الحثيثة لمنظمة الصحة العالمية في توعية  المواطنين على كافة الأصعدة العلمية و الطبية ، خاصة تلك المتعلقة  بالمراقبة الدورية للصحية الجسدية، إلا أن الكثير من الأفراد لا يعيرون الانتباه لهذا الوعي الصحي استنادا لبعض المؤشرات التي تنعكس عفلى صحتهم وتضعف قدرتهم على تجاوز بعض الأمراض التي تتفاقم أعراضها داخليا بشكل خبيث قد يضر ويؤثر على الكثير من الأعضاء الحيوية  الأخرى لجسم الانسان بما فيها الكليتين.

ونتيجة الإهمال الصحي لموضوع المراقبة الدورية، كشفت بعض إحصائيات "مرضى الكلى"  أن حالة المرضى تتفاقم تدريجيا في كافة أنحاء العالم و هو ما عبرت عنه منظمة الصحة العالمية في تقرير لها سنة 2019 برقم رهيب يظهر مدى ثقل الموضوع في عالم الصحة  وهو ما أسفر عن وجود 850 مليون شخص مصاب بمرض الكلى من سائر دول العالم.

شيماء منصور بوناب / مريم بوطرة

وفي حديثنا مع الطبيبة  لوصيف مريم مختصة في جراحة الكلى و المسالك البولية كشفت لنا ما يعانيه مرضى الكلى داخل وخارج المستشفيات نتيجة سوء التعامل مع الحياة الصحية للإنسان التي تتأثر بنوعية الغذاء و السلوكيات المتعامل بها مع الجسم في حالته الطبيعية وهو ما يؤثر على البنية الحيوية للأعضاء الداخلية للجسم خاصة الكليتين ، فتقول موضحة :"الكليتين من بين الأعضاء الحساسة للتراكيب الدخيلة و الفيروسية التي تؤثر في معدلاتها الحيوية بشكل سلبي ينتج عنه آلام متفاوتة الشدة  والضغط على جسم الانسان .

 

"الوظائف الحيوية للكلى

فهذه الطبيعة الحساسة للأجسام الجرثومية جعلت الكليتين تعمل على تصفية كل المواد السامة في الجسم لتفادي الالتهابات من خلال تنظيم ضغط الدم ثم فرز بعض الأنواع الهرمونية المسؤولة عن بناء الكريات الدموية الحمراء بشكل مرتبط مع سائر أعضاء الجسم خاصة القلب .

و من الوظائف المهمة أيضا للكليتين هو تصفية المواد الكيمائية والفضلات بشكل يفصلها عن الدم لتخرج من الجسم عن طريق البول ، ولكن إذا ما كانت الكلى غير قادرة على مسايرة أداء هذه الوظائف ولم تعالج الحالة نتج عنها عدة مشكلات مرضية و صحية خطيرة مع فقدان الحياة في بعض الأحيان.

تشكل هذه الوظائف حاجزا متينا لحماية الكليتين وباقي أعضاء الجسم من الأمراض التي تستلزم تحسين نمط الحياة الغذائي للإنسان لتعزيز المناعة الحيوية للجسم في اطار يفّعل المؤشرات الصحية بشكل سليم و صحي. ولكن باعتبار أن نظام التغذية في الجزائر وما صاحبه من عادات و ثقافات الأكل الصحي  الغير متوازن جعل من الكليتين عضومتأثر أكثر من ما هو مؤثر على الأعضاء الأخرى . وهو ما أدى لتفاقم الأمراض الملازمة للكليتين و المتعلقة على وجه الخصوص ببعض الالتهابات الجرثومية و وفي بعض الأحيان السرطانات التي تظهر بشكل خبيث غير مباشر يصيب كل الفئات العمرية.

و لعل الأكثر شيوعيا من بين هذه الأمراض هو الحصى في الكليتين التي يعاني منها الكثير من الأفراد في المجتمع الجزائري نتيجة غياب الوعي بالأكل الصحي .

الحصى الكلوي

الحصيات الكُلوية هي ترسبات صلبة مكونة من المعادن والأملاح التي تتشكل داخل الكُلى بشكل يؤثر على وضائقها الحيوية ويسبب الانزعاج والألم للمريض ،الذي لا يتبع نظام غذائي صحي متوازن  يسبب السمنة التي تؤثر في طبيعة هذا المرض الذي يصيب أي جزء من المسالك البولية؛ من الكليتين إلى المثانة، و هو ما يسمح للحصى في أغلب الأحوال عندما يصبح البول مركزًا، أن تتبلور و تلتصق في بعضها في شكل معادن صلبة.

من منظور توعوي تشير المختصة لكون هذا النوع من المرض الذي يصيب الكلى يكون متكرر في غالب الأحيان وتظهر أعراضه في فترة الصيام "رمضان" باعتبار أن بقاء الجسم طيلة اليوم دون أكل أو ماء يجعل الحصى في حالة ركود لكن فور شرب الماء تتحرك الحصى ما يشكل آلام رهيبة للإنسان تضغط عليه بشكل يحوله للتشخيص المباشر عبر التحاليل المخبرية" تحليل الدم والبول" والأشعة السينية .

لكن في غالب الأحيان لا تسبب حصوة الكلى أعراضًا حتى تتحرك داخل الكلية أو تمر في أحد الحالبين "الأنبوبان اللذان يربطان بين الكلى والمثانة".فإذا استقرت حصوة الكلية في الحالبين، فقد تمنع تدفق البول وتتسبب في تورم الكلى وتشنج الحالب، وهو ما يمكن أن يسبب آلامًأ شديدة تصاحب الجانب والظهر أسفل الأضلاع أو ألم ينتشر إلى أسفل البطن والمنطقة الأربية أوعلى هيئة موجات تتغير في حدتها بين الألم أو الشعور بالحرقان أثناء التبول ومع تحرك حصوة الكلى عبر المسالك البولية، قد يتغير الألم الناجم عنها، فينتقل إلى مكان مختلف أو تزداد شدته.

وعن خروج حصوات الكُلى تضيف ذات المتحدثة أنه رغم ما يخلفه من ألم شديد على الانسان إلى أن علاجه واضح  قد لا تحتاج  إلا لتناول مسكن للألم وشرب الكثير من الماء، لكن في حالات أخرى  إذا استقرت الحصوات في مجرى البول أو اقترنت بحدوث عدوى في الجهاز البولي أو تسببت في حدوث مضاعفات أخرى  قد تستلزم  في هذه الحالة إجراء جراحة.

ومن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالحصى الكلوي نجد الجفاف أو شرب كميات قليلة من المياه بغض النظر على ما يحتاجه كل جسم ، يضاف عليها أنظمة غذائية معيَّنة  تكون غير صحية في الغالب أو لا تلائم طبيعة جسم الفرد،ما يؤثر على مؤشر كتلة الجسم التي تصبح في حالة سمنة تصاحبها  أمراض هضمية .

هذا ونجد بعض الأدوية التي قد تؤثر بشكل عام في الكليتين رغم وظائفها العلاجية للأعضاء الأخرى خاصة "الكورتيكوييد" الذي يؤخذ على المدى الطويل يضاف اليه العلاج الكيميائي بانعكاساته الخطيرة التي من شأنها التأثير على الصحة العامة للإنسان والكليتين على وجه الخصوص.

الفئات التي تعاني من الحصى في الكلى

الفئات العمرية تكون على حسب أسباب وجود الحصى، إلا أنه مؤخرا لوحظ أن الفئات الشابة هي أكثر تعرضا لمشكل الحصى في الكلى، حيث أن مستشفى بني مسوس يشرف بنسبة كبيرة على عمليات لمن تترواح أعمارهم بين 19سنة و 30 سنة وذلك بسبب عدم وجود توازن في النظام الغذائي،وللإشارة هناك أنواع كثيرة للحصى إلا أن النوع الذي يصيب الشباب هو أيضا قد يصيب الأطفال الصغار وهو مايسمى بالحصى الوراثية.

أما لدى الفئات الأخرى قد تكون نتيجة التقليل من نسبة شرب الماء وتكون لديهم أمراض أخرى، وقد يكون للأدوية مضاعفات  تسببت في ظهور الحصى، ولكن بصفة عامة كل الفئات تتعرض للحصى ولكن الشباب بنسبة مرتفعة نوعا ما .

أما بنسبة تقديرية للحالات التي تأتي لتشخيص أغلبيتها مصابة بسرطان البروستات أو حصى الكلى ويصل إلى 70 مريض يوميا في التشخيص من مختلف ولايات الوطن 50% لديهم حصى في الكلى أي نصف المرضى.

أشارت الطبيبة "لوصيف مريم " أن من بين الأسباب التي تساعد على وجود الحصى في الكلى هي عدم توازن الهرمونات في الغدة الدرقية وماوراء الغدة، فبعلاج هرمونات الغدة الدرقية نكون قد حققنا علاج الحصى في الكلى بنسبة للمريض وبنسبة للاقتصاد الطبي، فالطاقم الطبي يكون تفادى إستعمال الأجهزة الخاصة بتفتيت الحصى.

 

طريقة علاج الحصى في الكلى

هناك طريقتين لعلاج الحصى في الكلى تختلف حسب حجم الحصى وحسب تموقعها وعددها، علميا الحصى الذي يكون أقل من 7أو 6 ميلمتر تطرح بالماء فقط، وفي حالة وجود حصى يتجاوز حجمه 9ميلمتر أو 1 سنتيمتر نسبة طرحه بالماء قليلة جدا، لهذا نلجأ إلى تفتيت الحصى بتقنيات حديثة ك أشعة ليزر، وهناك نوع من أنواع الحصى يمكن تفتيته بالأدوية.

للإشارة أكدت "لوصيف "أن الجزائر تتوفر على جميع الإمكانيات لعلاج الحصى من أدوية إلى تقنيات جراحية ومع ذلك ننصح الإنسان العادي بتفادي الوقوع في الحصى فالوقاية خير من العلاج ،حتى لا يغفل عنا أن المريض بعد علاجه  مهما كانت الطريقة المستعملة يستطيع بعدها العودة إلى حياته  فكلها تقنيات سهلة.

الأضرار الجانبية لعمليات الخاصة بحصى الكلى

كما هو معروف جل العمليات لها أضرار جانبية خاصة عندما يصعب تفتيت الحصى نلجأ إلى الجراحة الكلاسيكية ويشق المريض لنزع الكلى حتى تنزع الحصى الموجودة فيها فتأثرعلى المريض وعلى حياته اليومية بعد أن تلزمه على المكوث في البيت لمدة شهر أو أكثر وتستلزم مراقبة خاصة  .

في حالة وجود حصى ولم يكن يعلم بها المريض قد تؤدي إلى موت الكلية فيلجأ إلى تصفية للكلى، والأمر نفسه للمريض الذي قام بزرع الكلى قد يتأثر ويتعرض إلى حصى الكلى وعليه دائما ما ننصح بالمتابعة المستمرة لدى الطبيب وإتباع نصائح هذا الأخير لأن هذه الحالة معقدة عن باقي الحالات.

نصائح وقائية لتعزيز المناعة الطبيعية للإنسان

وعن علاقة المناعة بالكلى نوهت الدكتورة "لوصيف" أن المناعة تعزز من سلامة الكلى لهذا أكدت على دور تعزيز والاهتمام بالمناعة من خلال التغذية السليمة لتفادي بعض الأدوية كالفيتامينات التي تستعمل كعلاج لنقص المناعة وتكون هذه الأخيرة سبب في تشكل الحصى .

أما عن الماء أفادت ذات المتحدثة أن للماء دور كبير في الشفاء ليس لمرض الكلى قط وإنما لجميع أعضاء الجسم ومن هذا المنطلق أكدت أنهم بدورهم كمختصين ينصحون بشرب الماء بكميات معتبرة خاصة في الفترة الصباحية لما له فوائد في تنقية الجسم من بعض الشوائب وبناء بعض الهرمونات وغيرها وكذا من أجل تسهيل عملية التصفية بالنسبة للكلى هذا عموما.

وفي حالة وجود حصى للمريض وتتسبب في ألام حادة لديه ينصح المريض من تقليل شرب الماء لتقليل عملية التصفية للكلى وبتالي نقص في حركة الحصى في الكلى حتى يزول الألم وبعد العلاج دائما ننصح بشرب الماء بكميات كبيرة .

 وفي حالة وجود إلتهابات جرثومية في الكلى ينصح أيضا بشرب كميات كبيرة حسب وزن المريض وبطريقة منتظمة وحسب درجة الحرارة وأيضا حسب نشاط الإنسان كل هذا يأخذ بعين الإعتبار.

من بين الأشياء التي ينصح بها الأطباء على إختلاف تخصصاتهم هوالالتزام بالأغذية السليمة كالخضروعدم إستهلاك السكريات السريعة وينصح أيضا بشرب الماء وعليه أكدت المختصة  أنها تنصح بشرب الماء بطريقة منتظمة أما بالنسبة للصائم فحبذا ولو يتفادى شرب نصف لتر من الماء مباشرة مع الأذان وهو ما ينجم عليه تعطل وظائف بعض الأجهزة  في الجسم وتأثر على عملية الهضم ،والشيء الأهم هو الإلتزام بالأنشطة الرياضية يوميا.

لخص هذا التقرير الخاص بمرض الكلى إلى أنه ليست هنالك "عصا سحرية لتحقيق السلامة الصحية من غير إتخاذ نظام غذائي سليم ومع ذلك، فإن  التجارب تثبت أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال التوعية الصحية ومن الممكن الحفاظ على وظائف الكلى وباقي الأجهزة في جسم الإنسان بتفادي جل العادات السيئة التي تضر بالوظائف الحيوية لجسم الإنسان بما فيها الكليتين التي تراعي المحافظة على الوزن الصحي وتجنب فرط تناول الطعام، والقيام بالأنشطة الرياضية المعتدلة والحذر من المسكنات بدون أمر الطبيب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services