نظمت وزارة الطاقة والمناجم اليوم الاثنين بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر ورشة مشتركة للخبراء حول موضوع "نحو اقتصاد الهيدروجين الأخضر الاستراتيجيات والأطر التنظيمية والمشاريع الجاري تنفيذها"

مريم بوطرة

وجاءت هذه الورشة طبقا لمخرجات الاجتماع الوزاري السنوي الخامس للحوار الاستراتيجي رفيع المستوى حول الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، المنعقد في 5 أكتوبر 2023 في بروكسل، بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة

وبالمناسبة أكد عبد الكريم عويسي، ممثل وزير الطاقة والمناجم والأمين العام للوزارة، أن الملتقى الثاني لاقتصاد الهيدروجين الأخضر يهدف إلى مناقشة الآفاق المستقبلية للشراكة الثنائية يشمل ذلك استعراض الاستراتيجيات الجزائرية والأوروبية لتنمية القطاع، وتحليل الأطر التنظيمية والقانونية الأوروبية لإنتاج وتجارة الهيدروجين المتجدد.

بالإضافة إلى مراجعة أساليب التصديق على المنشأ المتجدد للكهرباء المستخدمة في إنتاج الهيدروجين، وتقييم المشاريع الحالية والمستقبلية للطرفين في مجال الإنتاج والنقل والاستخدام الآمن للهيدروجين.

وشدد على أن سياسة الحكومة في مجال الطاقة تركز بشكل أساسي على ضمان الأمن الطاقوي كأولوية قصوى وتحقيق انتقال تدريجي نحو مزيج طاقوي مستدام يعتمد على جميع مصادر الطاقة المتاحة.

إنجاز عدة مشاريع بطاقة إجمالية تفوق1 مليون طن سنويا

 في هذا السياق، أشار إلى اعتماد سياسة الطاقة في الجزائر على تنويع مصادر الطاقة ورفع كفاءة استهلاكها، بهدف تحقيق نسبة لا تقل عن 30% من الطاقات المتجددة في مزيجها الطاقوي بحلول عام 2035و يتم ذلك من خلال تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة بسعة 15 ألف ميغاواط، حيث تم إطلاق المرحلة الأولى من البرنامج في عام 2024 بتنفيذ 3000 ميغاواط.

وعلى صعيد أخر، أكد ان المرحلة المقبلة، ابتداءً من 2030 سوف ترتكز على تطوير شعبة الهيدروجين من خلال انجاز عدة مشاريع على نطاق صناعي بطاقة إجمالية تفوق 1 مليون طن  موضحا انها تستدعي التحضير لها جيدا، مع الشركاء الأوروبيين، منها دراسة و تحليل سبل النقل ومشاريع الربط عن طريق الممر الجنوبي للهيدروجين SoutH2 وجوانبه التقنية، مثل استخدام البنى التحتية الحالية، وكذلك التحديات التي يجب مواجهتها من أجل تحقيق هذا المشروع الطموح.

شراكة هامة من أجل تطوير فعّال لقطاع الهيدروجين النظيف في الجزائر

وفي ذات  السياق نوه بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة الي تعد أساسية وهامة من أجل تطوير فعّال لقطاع الهيدروجين النظيف في الجزائر وهذا من خلال التعاون المستمر في إطار الحوار التقني رفيع المستوى بين الخبراء والمختصين والذي سيسمح بتبادل الخبرات والاستفادة من التكنولوجيا الأوروبية في هذا الميدان، بغية تخفيف المخاطر المرتبطة بتطوير هذا القطاع الجديد بما يحقق المصالح المشتركة للطرفين.

من جانبه أبرز توماس إيكرت، سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر، أهمية تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر ، مع الاستفادة من الفرص الجديدة في مجال الاستثمار لخلق فرص العمل والأسواق الجديدة موضحا أن هدف هذا التعاون هو خفض انبعاثات الكربون في الصناعات والنقل الثقيل والبحري.

وفي إطار الشراكة الاستراتيجية التي استمرت عشر سنوات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الانتقال الطاقوي، أكد السفير البلجيكي في الجزائر، الآن ليروي، أن الاهتمام يرتكز بشكل أساسي على تطوير شراكة استراتيجية في إنتاج الهيدروجين.

وأشار السفير البلجيكي إلى التطور الذي شهدته أوروبا في هذا المجال، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي لتغطية 50% من احتياجاته من الهيدروجين  وقال إن الجزائر تعد شريكاً مهماً كمورد، مشيراً إلى أن لديها مقومات تمكنها من فتح سوق تصدير جديد للهيدروجين ومشتقاته. 

ورشة عمل حول الاستراتيجيات الجزائرية والأوروبية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر

حضر الورشة حوالي مئة مشارك من المؤسسات العمومية الجزائرية والأوروبية والبعثات الدبلوماسية الأوروبية المعتمدة في الجزائر والمنظمات الدولية والمتعاملين الاقتصاديين .

وناقش المختصين الاستراتيجيات الجزائرية والأوروبية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الفرص الجديدة المتاحة في هذا المجال من حيث الاستثمار وأتاحت ورشة العمل الفرصة للمشاركين لتحليل الأطر التنظيمية الجزائرية والأوروبية التي تحكم إنتاج وتجارة الهيدروجين المتجدد.

كما أتاحت أيضا  الفرصة لتقييم المشاريع الحالية والمستقبلية، لا سيما تلك التي يتشارك فيها الجانبان الجزائري والأوروبي كما تمت مناقشة مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين2Southوالذي يمثل فرصة ممتازة للربط بين الضفتين.