30
0
تعرف على تشكيلة الحلي التقليدي للمرأة القبائلية

يعد الحلي القبائلي جزءًا أساسيًا من هوية المرأة القبائلية ،حيث يحمل هذا الحلي معاني ودلالات عميقة تتجاوز مجرد الزينة، فقد طورت كل منطقة من مناطق القبائل رموزًا وأشكالًا وألوانًا تميزها، باستخدام المينا وألوانه الزاهية مثل الأصفر والأخضر والأزرق، والتي تعكس الطبيعة الخلابة التي تعيش فيها القبائل.
نسرين بوزيان
كما يعتبر الحلي القبائلي من العناصر الأساسية التي ترتديها المرأة القبايلية في المناسبات المختلفة، خاصة في الأعراس والمهرجانات الثقافية.
ابرزت الباحثة في التراث، تاج لريام، في حديثها ل " بركة نيوز" أهمية هذه الحلي في تعزيز الهوية الثقافية للأمازيغ في العديد من المدن مثل بني دوالة، بني يني، وبجاية اذ تشتهر هذه المناطق بصناعة الحلي القبائلي التي تم توريثها عبر الأجيال، مما يجعل هذه الحرف جزءًا من الذاكرة الحية للمنطقة.
كما أشارت المتحدثة إلى أن تشكيلة الحلي القبائلي التي تتميز بتنوعها واختلافها حسب الحالة الاجتماعية للمرأة، حيث ترتدي المرأة المتزوجة قطعًا تختلف عن تلك التي ترتديها العزباء، بينما ترتدي العروس قطعًا مميزة في يوم زفافها.
من أبرز قطع الحلي القبائلي تقول الباحثة في التراث نجد “تعاسبت”، وهو شريط من الفضة مزخرف بعدة أجزاء ويُثبَّت بحبلين خلف الرأس، كما توجد “ثيمنقوشيت” أو “ثالوكين”، وهي أقراط أساسية لا غنى عنها في الطقم القبائلي، بالإضافة إلى “لتراك”، وهو خاتم بيضاوي مزين بالمرجان، ويعد من الأنماط القديمة التي لا تزال تحظى بالإعجاب.
ومن بين القطع الأخرى المميزة -تضيف لريام -نجد “ثيقودماتين”، وهو نمط آخر من الأقراط يتألف من حلقات مزينة بالمرجان في أطرافها، إضافة إلى الأساور المبرومة والخلاخيل، التي تعد جزءًا أساسيًا من الأزياء التقليدية للمرأة القبايلية.
جدير بالذكر أن وزارة الثقافة والفنون قد أودعت مؤخرًا ملف تسجيل “فن تزيين بالحلي الفضي المينائي لللباس النسوي لمنطقة القبائل” لدى منظمة اليونسكو، وذلك في إطار جهودها المستمرة لحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، في ظل التهديدات المتزايدة للسرقة أو الاستغلال غير المشروع لهذا التراث العميق الذي يعكس الهوية الثقافية لمنطقة القبائل، ويشكل رمزًا تاريخيًا يعكس الحرفية التقليدية في المنطقة.