352
0
الجزائر تحتضن المؤتمر العربي لوقاية النباتات في طبعته 14
نحو أمن غذائي مستدام ومستقبل زراعي أخضر

في إطار الأنشطة العلمية التي تنظمها المدرسة خلال السنة الجارية، احتضن المسجد الأعظم بالجزائر العاصمة، اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر العربي لوقاية النباتات، المنعقد تحت شعار "صحة النبات من أجل أمن غذائي مستدام".
شروق طالب
ويأتي هذا الحدث بالشراكة بين الجمعية العربية لوقاية النبات والمدرسة الوطنية العليا للفلاحة ممثلةً لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومديرية وقاية النبات والرقابة التقنية ممثلةً لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري ياسين المهدي وليد أن هذا المؤتمر ينعقد في ظرف خاص تعرف فيه الجزائر توجها جديدا في تطوير القطاع الفلاحي، في ظل التحديات المتزايدة الناتجة عن انتشار الأوبئة والتغيرات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي العالمي.
وفي هذا السياق، أوضح الوزير أن الخسائر الناجمة عن الأمراض النباتية تقدر ما بين 25 إلى 40 بالمائة من الإنتاج الفلاحي العالمي، أي ما يعادل خسائر سنوية تقارب 220 مليار دولار، مضيفا أن هذه النسب تعرف ارتفاعا مقلقا بسبب التحولات المناخية.
وشدد الوزير على أهمية تحويل هذا الرصيد العلمي الكبير إلى سياسات عملية وتدابير ميدانية من شأنها تحسين أداء القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن فتح المجال أمام الباحثين والخبراء والمبتكرين أصبح من أولويات الوزارة.
كما أعلن عن إطلاق بنك الجينات النباتية خلال الأشهر المقبلة، باعتباره مشروعا استراتيجيا لتعزيز الأمن الغذائي، وتوفير قاعدة علمية لتطوير سلالات زراعية أكثر مقاومة للأمراض والجفاف.
وفي الصدد، دعا الوزير إلى تشجيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال وقاية النباتات، من خلال إتاحة البيانات المفتوحة للباحثين والطلبة، بهدف تطوير نماذج ذكية للتنبؤ بالأمراض النباتية والتصدي لها، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون العربي في هذا المجال لتفادي انتقال الآفات والأمراض بين الدول المتجاورة.
كما أبرز ذات المسؤول أن حماية النباتات لا تنفصل عن البحث العلمي، مثمنا مبادرة الجمعية العربية لوقاية النبات بتنظيم هذا المؤتمر بالجزائر، مؤكدا أن التوصيات والاقتراحات التي ستنبثق عن هذا اللقاء العلمي ستؤخذ بعين الاعتبار ضمن سياسة الدولة لتحقيق أمن غذائي مستدام وبناء مستقبل أخضر واعد.
دور التعاون العربي في تطوير وسائل مراقبة صحة النبات

ومن جانبه أكد طاريق حرطاني، مدير المدرسة الوطنية العليا للفلاحة، أن هذا الحدث العلمي الإقليمي يعد محطة استراتيجية لتعزيز البحث العلمي في مجال وقاية النباتات، وتوسيع مجالات التعاون الأكاديمي والشراكات العلمية بين المؤسسات العربية والدولية المختصة في مراقبة صحة النبات.
وأوضح أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز الأمن الغذائي العربي، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الآفات والأمراض النباتية، إذ تتسبب في خسائر تقدَّر بأكثر من 30% من الإنتاج الزراعي.
وأضاف أن تطور الأمراض البكتيرية وانتشارها، إلى جانب توسع التجارة الدولية وتغير المناخ، يؤدي إلى ظهور بؤر وبائية جديدة تهدد الزراعة في المنطقة، ما يتطلب تطوير وسائل فعالة لتشخيص ومكافحة مسببات الأمراض النباتية.
إمكانيات متقدمة من شأنها التنبؤ بالأمراض النباتية
وفي حديثه عن الابتكار الزراعي، أبرز حرطاني أهمية التقنيات الحديثة في دعم الزراعة الذكية، مثل التحليل الطيفي، الصور الفائقة الطيفية، والذكاء الاصطناعي المدمج بالخوارزميات، لما توفره من إمكانيات متقدمة في التنبؤ بالأمراض وتشخيصها بدقة وسرعة.
كما أكد أن التحول الجيني وإدخال جينات المقاومة يمثلان أحد الحلول الواعدة للسيطرة على الآفات وتحقيق إنتاج زراعي أكثر استدامة.
واعتبر حرطاني أن انعقاد هذا المؤتمر يشكل خطوة علمية مهمة لتوسيع ديناميكية البحث العلمي والتقني في الوطن العربي، من أجل تطوير نظم إنتاج زراعي أكثر نجاعة واستدامة.

