91

0

الجزائر تجدد العهد مع فلسطين في ذكرى طوفان الأقصى

 نظم المكتب الوطني لحركة مجتمع السلم، صباح يوم الثلاثاء ، ندوة سياسية بالمقر المركزي للحركة بالعاصمة الجزائر، تخليداً للذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، تحت شعار: "الطوفان… الإنجازات والمآلات".

هارون الرشيد بن حليمة


اللقاء عرف حضور قيادات الحركة وإطاراتها وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والوطني، وسط أجواء حملت معاني التضامن الثابت مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه الاحتلال الصهيوني.

الندوة جاءت تحت إشراف رئيس الحركة عبد العالي حساني شريف، واحتضنت ثلاث مداخلات رئيسية تناولت أبعاد معركة طوفان الأقصى من الزاوية  الإسلامية والسياسية والميدانية والإعلامية، مركزة على إنجازات المقاومة الفلسطينية وما أفرزته من تحولات في الوعي العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية.


 المقاومة... تقلب الموازين وتعيد رسم الخريطة

افتُتحت الندوة بكلمة مؤثرة لرئيس الحركة الأسبق الشيخ أبو جرة سلطاني، الذي تحدث عن الإنجازات التاريخية للمقاومة الفلسطينية خلال العامين الماضيين، مؤكداً أن معركة طوفان الأقصى لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل زلزالاً سياسياً واستراتيجياً أعاد رسم موازين القوى وأربك الكيان الصهيوني على أكثر من صعيد.

وفي تصريح خاص لجريدة البركة نيوز، شدد الشيخ أبو جرة سلطاني على أن وقوف الجزائر مع فلسطين موقف ثابت لا يتغير، مضيفاً أن "الجزائر كانت دوماً في طليعة الداعمين للمقاومة الفلسطينية سياسياً ومعنوياً، وأن هذا الدعم نابع من إيمان الشعب الجزائري بأن فلسطين ليست قضية خارجية، بل امتداد لقيم الثورة الجزائرية في الحرية والكرامة".

وأوضح سلطاني أن المقاومة، رغم الحصار الطويل والتآمر الدولي، استطاعت أن تثبت للاحتلال أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الصمود وحده قادر على تفكيك منظومته الأمنية والنفسية. وقال: "ما حدث في طوفان الأقصى هو تجسيد عملي لوعد الله بنصر الصابرين، وإشارة إلى أن الأمة لا تزال تنبض بالحياة رغم جراحها".

ودعا في ختام كلمته إلى تحويل هذا الوعي الشعبي إلى مشروع دعم فعلي للمقاومة، لا يقتصر على الشعارات أو التعاطف، بل يتجسد في مواقف سياسية واقتصادية وإعلامية حقيقية.

 طوفان الأقصى... لحظة أعادت للعالم ذاكرته

من جهته، تناول الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قاصدي مرباح ورڨلة الأستاذ قاسم حجاج، البعد السياسي والإستراتيجي للمعركة، مؤكداً أن ما جرى في السابع من أكتوبر 2023 لم يكن مجرد عملية ميدانية، بل نقطة تحوّل أعادت تعريف الصراع الفلسطيني  الصهيوني في نظر العالم.

وقال حجاج إن طوفان الأقصى أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية بعد سنوات من التهميش المتعمد، مشيراً إلى أن العملية كسرت احتكار الرواية الصهيونية وأجبرت القوى الكبرى على مراجعة مواقفها المنحازة.

وأضاف: "لقد نجحت المقاومة في جعل العالم يتحدث من جديد عن الاحتلال، لا عن الأمن، وعن الحقوق لا عن الإجرام"، لافتاً إلى أن المنظومة الأمنية الصهيونية فشلت في اختبار الردع، وأن الكيان يعيش أزمة ثقة داخلية غير مسبوقة.

ودعا حجاج إلى موقف عربي موحد يتجاوز الخطابات الدبلوماسية إلى فعل سياسي حقيقي يترجم دعم المقاومة ويرفض التطبيع، قائلاً: "الصراع لن يُحسم بالمفاوضات، بل بتوازن القوة والإرادة".


 الجزائر وفلسطين... عهد لا يسقط بالتقادم

في كلمته الختامية، جدد رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف التأكيد على أن فلسطين ستبقى بوصلة الأمة وقضيتها المركزية، وأن الجزائر، قيادة وشعباً، كانت دوماً في طليعة المدافعين عنها قولاً وفعلاً.

وقال حساني شريف إن موقف الحركة ينبع من ثوابت وطنية ودينية لا تتأثر بالمواسم السياسية، مشيراً إلى أن دعم المقاومة الفلسطينية واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون سياسياً. كما استعرض قافلة الصمود الجزائرية التي أطلقتها الحركة تضامناً مع سكان غزة، مؤكداً أنها تأتي استمراراً للمواقف التاريخية للجزائر منذ الثورة التحريرية.

وردّ رئيس الحركة على ما وصفها بـ"الافتراءات الإعلامية" التي تتهم بعض الأطراف باستغلال القضية الفلسطينية لأغراض انتخابية، موضحاً أن تلك الادعاءات محاولات فاشلة لتشويه المواقف المبدئية للشعب الجزائري. وقال : "نصرة فلسطين ليست دعاية انتخابية، بل واجب ديني وقومي، ومن العيب أن تتحول المروءة إلى تهمة".

كما نبه إلى خطر الحرب الإعلامية التي يشنها الإعلام الغربي وبعض المنابر العربية لتزييف الوعي وتشويه رموز المقاومة، داعياً إلى بناء إعلام وطني مقاوم يعيد الاعتبار للحقيقة ويواجه التضليل الممنهج.

 تكريم وصوت واحد: فلسطين أمانة في أعناق الأحرار

اختُتمت الندوة بتكريم المتدخلين والمشاركين تقديراً لإسهاماتهم الفكرية ومواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية. وقد أجمع الحضور على أن إحياء ذكرى طوفان الأقصى هو تجديد للعهد مع فلسطين، وتأكيد على أن الجزائر، شعباً وحركة، ستظل صخرة صلبة في وجه محاولات التطبيع والنسيان.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services